آخر الأخبار
قائد الحرس الثوري يتحدث عن عملية "الوعد الصادق": ايرانييون شعروا بالقلق من الحرب السوداني يزور غدًا الدوحة للمشاركة بمنتدى الامن العالمي مخاوف واطماع الحلبوسي تُضيع استحقاق المكون السني: أحداث البرلمان "مخطط لها"- عاجل جنايات واسط: الإعدام بحق تجار مخدرات وكالة الاستخبارات تطيح بتسعة "إرهابيين" في صلاح الدين

قصة الصندوق الاسود والانقلاب الاميركي.. خفايا من أسرار حكم "العائلة البرازانية" في الاقليم

سياسة | 3-04-2023, 17:40 |

+A -A

بغداد اليوم -  بغداد

يتصدر الحزب الديمقراطي الكردستاني المشهد السياسي والمالي والإداري في إقليم كردستان، فهو الحزب الحاكم في الإقليم الكردي، وفي محافظتي أربيل ودهوك أو ماتعرف بمنطقة بادينان، يتصدر الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني المشهد السياسي والتنفيذي بالكامل، ودائما ما يكون في حكم العوائل صراع خفي، وهو صراع النفوذ والاستحواذ على المناصب المهمة، وهذا ما يلاحظ في جميع الدول والمناطق التي يسيطر عليها حكم العوائل.

وعائلة كعائلة بارزاني يسيطر أفرادها على مفاصل الحكم في إقليم كردستان، فرئاسة الإقليم بيد نيجيرفان بارزاني، ورئاسة الحكومة بيد مسرور نجل زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني وصهر رئيس الإقليم بذات الوقت.

ونيجيرفان بارزاني شغل منصب رئيس حكومة إقليم كردستان حتى عام 2018، وهو ابن أخ زعيم الحزب مسعود بارزاني وابن عم مسرور وصهره.

ودائما ما تتحدث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن صراع خفي بين أبناء العمومة، هدفه الاستحواذ على المناصب والملفات المهمة.

وظل ملف النفط حتى عام 2018، محصورا بيد نيجيرفان بارزاني، الذي وقع على العقود الخمسينية مع تركيا، وهو الذي وقع على استخراج النفط من خلال الشركات النفطية.


قصة الصندوق الأسود

حتى أن آشتي هورامي الذي شغل منصب وزير الثروات الطبيعية في حكومة الإقليم والذي كان يعرف بالصندوق الأسود لأسرار الملف النفطي، هو من الجناح الخاص في الحزب الديمقراطي لنيجيرفان بارزاني.

وأول الخطوات التي اتخذها مسرور بارزاني بعد تسلمه رئاسية حكومة إقليم كردستان هو إعلانه التخلي عن آشتي هورامي، وسحب الملف النفطي من نيجيرفان بارزاني، وحصره بيده فقط.

حتى أن وزارة الثروات الطبيعية بقيت من دون وزير لأكثر من عامين من عمر حكومة الإقليم، قبل أن يتسلم كمال آشتي الوزارة، وهو المقرب من مسرور.

ومسرور بارزاني يسيطر على الملف الأمني، فهو بالإضافة لمنصبه يشغل منصب رئيس مجلس أمن إقليم كردستان، وبيده أسرار جهاز "الباراستن"، وهو أهم جهاز أمني في أربيل ودهوك.

كما يمتلك الجامعة الأميركية في دهوك، وفاز أيضا بمنصب النائب الثاني لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني.


تقسيم الملفات

تقول مصادر مختلفة إنه، في أكثر من مناسبة حصلت خلافات كبيرة بين الجناحين الخاصين بمسرور ونيجيرفان، ووصل الأمر إلى أبناء العمومة، لكن مسعود بارزاني تدخل وانهى الأمر.

ذات المصادر تتحدث لـ"بغداد اليوم" بالقول إن "مسعود بارزاني قسم الملفات فأعطى الشأن السياسي في الإقليم والعلاقات مع بغداد وملف البيشمركة لنيجيرفان بارزاني، وملفات النفط والأمن بيد مسرور".

يقول النائب الكردي السابق سركوت شمس الدين إن خلافات كبيرة وعميقة بين أبناء العمومة، وأن مسرور بارزاني لايثق في نيجيرفان بارزاني ولا بالفريق الخاص له.

كما يؤكد في حديثه لـ"بغداد اليوم"، أنه "لولا وجود زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني لظهرت الخلافات بشكل كبير وحصل الأمر المشابه من الصراع في السليمانية بين أفراد عائلة طالباني".

وقبل عامين جرد بافل طالباني الرئيس الحالي للاتحاد الوطني الكردستاني ابن عمه لاهور من جميع المناصب وانتزع منه صفة الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني، وحصلت خلافات كبيرة داخل الاتحاد الوطني.


حقيقة الخلافات

وينفي عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام حصول خلافات أو مشاكل بين أفراد عائلة بارزاني، مبيناً في حديثه لـ"بغداد اليوم" أن "هذه شائعات تبثها وسائل الإعلام المغرضة وأيضا الجهات السياسية المعادية التي يغضيها الاستقرار الموجود في الحزب الديمقراطي والنجاحات المتوالية التي يحققها في الانتخابات وأيضا على مستوى إدارة الإقليم".

كما يشير إلى أن "العلاقات بين نيجيرفان ومسرور بارزاني ممتازة وطبيعية ولايشوبها شائبة، بل على المستوى الاجتماعي هنالك تواصل يومي بين الاثنين".

وعلى صعيد الاتحاد الوطني فأنه يعتبر نيجيرفان بارزاني الأقرب له على المستوى السياسي، فهو دائما ما يزور السليمانية في جميع المناسبات السياسية والاجتماعية، كذلك تعود أصول والدته لمدينة السليمانية، المعقل الرئيسي للاتحاد الوطني.

ناشطون يؤكدون أن مسرور بارزاني ورث جملة من الملفات الشائكة، وخاصة ملف النفط والعلاقة المبنية على المشاكل مع بغداد.

فالناشط الكردي ميران عثمان يرى بأن جل المشاكل التي يعاني منها الكرد حصل في عهد حكومة نيجيرفان بارزاني، وخاصة قضية النفط والخلافات مع بغداد بهذا الصدد.

ويضيف في حديثه لـ"بغداد اليوم"، أن "نيجيرفان بارزاني يتمتع بعلاقات قوية مع تركيا وهي تريد تقريبه من المشهد وتزعمه للملفات المهمة في إقليم كردستان، كونه قدم لها الكثير من الخدمات أبان رئاسته لحكومة الإقليم".

كما أن "قضية الحريات والديمقراطية وانتهاكات حقوق الإنسان كانت موجودة منذ زمن نيجيرفان بارزاني، ولكن الولايات المتحدة والمنظمات الدولية كانت تجامل الإقليم، والآن بدأت بإثارة القضية، لأسباب معروفة".