صحيفة أميركية تكشف عن "تجنيد" أفغان وإيرانيين للقتال ضد روسيا
تقارير مترجمة | 26-03-2023, 11:04 |
بغداد اليوم - متابعة
كشفت صحيفة النيويورك تايمز، اليوم الاحد، عن تفاصيل "تعلن للمرة الأولى" حول ما قالت انها "حقيقة" جزء كبير من المتطوعين الأمريكيين في صفوف القوات الأوكرانية والميليشيات المسلحة الأجنبية التي تقاتل الى جانب كييف في حربها ضد موسكو خارج الضوابط الدولية.
وبينت الصحيفة بحسب تحقيق نشرته، وترجمته (بغداد اليوم)، أن جزء كبير من المتطوعين الأمريكيين "كذبوا" حول خبراتهم العسكرية للوصول الى أوكرانيا، حيث بات العديد منهم يعمل على "تهريب الأسلحة، تهريب البشر، الاتجار بالممنوعات" وغيرها من الأنشطة غير القانونية الأخرى التي قالت ان أوضاع الحرب التي تمر بها أوكرانيا سهلت عليهم ارتكابها.
نيويورك تايمز أوردت مقابلات مع مسؤولين وافراد داخل الحكومة الأوكرانية وما يعرف لديها باسم "اللواء الأجنبي"، والذي قالت ان السلطات الأوكرانية تنظم المتطوعين الأجانب، ومنهم الأمريكيين ضمن صفوفه، حيث أعلنت كييف مع انطلاق الحرب، انها ستحصل على عشرين ألف متطوع ضمن اللواء، لكن الأرقام الفعلية، بحسب مصادر خاصة بالصحيفة، أكدت أن الرقم الفعلي وصل الى 1500 فرد فقط، يتعرض معظمهم لــ "الطرد او السجن" من قبل الحكومة الأوكرانية ذاتها بسبب السلوكيات غير القانونية التي يقومون بها، بحسب وصفها.
إحدى تلك المقابلات، كشفت عن امريكي ادعى انه يحمل رتبة رقيب في الجيش الأمريكي وخدم في العراق والكويت سابقا، ليقوم بتسريب موقع وحدته العسكرية الى القوات الروسية دون قصد بعد نشره موقع تجمعهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يقوم بإغلاق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي والتواري عن الأنظار بعد اكتشاف قيامه بــ "التحرش" ببعض النساء الاوكرانيات اثناء خدمته، بالإضافة الى تورطه بمحاولات لتهريب الأسلحة الامريكية الى خارج أوكرانيا بهدف بيعها.
أمريكي اخر، يحمل اسم جون مكلينتير انضم الى اللواء الأجنبي الاوكراني، قبل ان يتم طرده منه بسبب "التصرفات غير اللائقة"، ليذهب لاحقا الى الجانب الروسي ويسلم نفسه معلنا تبديل موقفه من دعم أوكرانيا في الحرب، الى دعم روسيا، فيما كشفت أيضا عن وجود "منظمات نصب واحتيال" تقاد من قبل المتطوعين الأمريكيين، منها الحملة التي اطلقها ضابط البحرية الامريكية السابق مالكوم نانس، الذي كشف مؤخرا عن تورطه بجمع تبرعات لصالح الحرب الأوكرانية، وسرقتها، فيما دخل الضابط ومنظمته في "صراع" مع منظمات أخرى تدعي دعم الحكومة الأوكرانية بالتبرعات، وصلت مراحله الى تبادل التهم بالخيانة.
المعلومات التي أوردتها الصحيفة عما وصفتها بــ "ملايين الأكاذيب والخروقات القانونية" التي يقوم بها المتطوعين الأمريكيين في أوكرانيا، أدت في النهاية الى "تعرقل" جهود التجنيد لصالح اللواء الأجنبي الذي انشاته السلطات الأوكرانية لدعمها في الحرب ضد روسيا، والمعتمد على المتطوعين الأجانب، ذلك الجمود الذي أدى الى انخفاض اعداد المتطوعين، قاد الى مقترحات صدرت عن المتطوعين الأمريكيين في صفوفه، بالاعتماد على "مصادر تجنيد أخرى".
من بين تلك المصادر التي كشفت للصحيفة، مقترح قدم من قبل مواطن أمريكي كان يعمل كعامل بناء سابق ومتطوع حالي في اللواء الأجنبي، يحمل اسم رايان روث، تضمن الاعتماد على متطوعين من الأفغان الذين تركوا بلادهم عقب انهيار الحكومة السابقة وسيطرة طالبان عليها، والإيرانيين الهاربين من المشاكل السياسية الحالية داخل بلادهم.
روث اقترح على السلطات الأوكرانية وبعض الجهات الامريكية العاملة داخل أوكرانيا، إقامة "شبكة تهريب بشرية" باستخدام جوازات سفر مزورة لنقل المتطوعين من إيران وأفغانستان الى أوكرانيا، موضحا في احدى المقابلات الصحفية التي أجريت معه، ان الحصول على الجوازات المزورة امر ممكن نظرا لسهولة تزويرها من باكستان كونها "بلاد فاسدة"، على حد وصفه.
الصحيفة الامريكية اشارت الى ان اللواء الأجنبي والوحدات العسكرية المرتبطة به، لا يتم تمويلها بشكل مباشر من الحكومة الأوكرانية، او قيادتها، بل هي مجموعة "ميلشيات مسلحة" تتحرك ذاتيا وتتخذ قراراتها بنفسها، بالإضافة الى انها تعتمد على التبرعات والوسائل "غير القانونية" لتمويل نفسها، موردة مقابلة مع المتطوع الأمريكي ذو الخامسة والستين عاما غرادي ويليامز، الذي اكد ان احدى "الوحدات العسكرية المتطوعة" طلبت منه جمع تبرعات من جورجيا لشراء دراجات نارية لعناصرها، مقابل جعله قائدا على احدى الوحدات العسكرية على الرغم من عدم امتلاكه أي خبرة سابقة.
اخر مسلسلات الفساد والسرقات التي يقوم بها المتطوعين الأمريكيين في الميليشيات المسلحة غير الرسمية داخل أوكرانيا، كشفت قبل أسابيع عقب اعلان حل ميليشيا عسكرية أمريكية من المتطوعين معروفة باسم "مجموعة موزارت"، نتيجة لخلاف بين مؤسسيها، جندي مارينز أمريكيين سابقين، ورفع دعاوى قضائية ضد بعض بتهم السرقة والمضايقة.
الصحيفة كشفت أيضا عن ميليشيات ومجاميع مسلحة أمريكية أخرى تعمل داخل أوكرانيا وتقوم باستخدام أموال "التبرعات" ومن مصادر أخرى مجهولة، لشراء الأسلحة والمعدات بشكل "غير قانوني" لاستخدامها في الحرب ضد روسيا، من بينها "ابطال ريبلي"، التي وصل انفاقها الربيع الماضي الى نحو مليون دولار امريكي، على أسلحة ومعدات لم تصل لاوكرانيا حتى الان، على حد تعبيرها، مبينة أيضا، ان مؤسس الميليشيا المعروف باسم هنتر ريبلي، استخدم الأموال لإنشاء شركة خاصة به داخل الولايات المتحدة الامريكية.