بغداد اليوم- ترجمة

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية من خلال تحقيق نشرته الثلاثاء، عن ارتكاب القوات البريطانية في العراق ما وصفته بــ "جريمة حرب" خلال عملياتها العسكرية ضد داعش للعامين 2016 و2017.

وقالت الصحيفة بحسب تحقيقها الذي ترجمته (بغداد اليوم)، ان السلطات البريطانية وحتى اليوم، تدعي بان العمليات التي قامت بها في مدينة الموصل خلال العامين المذكورين كانت "محترفة ونظيفة بالكامل ولم تؤدي الى إيذاء أي مدنيين"، مؤكدة "التحقيق الذي قامت به الغارديان مع منظمة ايروارز الدولية كشف عن زيف تلك الادعاءات". 

وأوضحت "التحقيق الذي شمل العمليات العسكرية وتحديدا عمليات القصف التي قامت بها القوات الجوية البريطانية، وشمل تقديم الدعم الجوي للقوات المقاتلة على الأرض، بين سقوط العديد من المدنيين العراقيين ضحايا للضربات الجوية البريطانية غير الدقيقة". 

وبينت الصحيفة "بالإضافة الى القتلى، شمل التحقيق مقابلات مع الناجين من تلك الضربات من أهالي الموصل، حيث فقدت فتاة ساقيها وتعرض طفل حديث الولادة الى إصابات بالشضايا في رأسه بالإضافة الى فقدانه جزء قدمه، فيما أصيبت عائلة أخرى بالكامل بعد سقوط احد الصواريخ البريطانية على منزلهم". 

الدراسة التي شملت ست ضربات جوية نفذتها بريطانيا و"تتفاخر" بكونها لم تؤد الى مقتل أي مدني، قتلت في الواقع ما يزيد عن 26 مدنيا عراقيا فيما وصفتها بـ "جريمة حرب" ضد العراقيين. 

وزارة الدفاع البريطانية من جانبها، نفت الأرقام التي خرج بها تحقيق الغارديان معلنة ان قواتها "لم تؤذ مدنيا واحدا في العراق"، بحسب وصفها، مشددة "لا توجد أدلة فعلية على ان بريطانيا قامت بايقاع الضحايا في العراق او سوريا من خلال ضرباتها الجوية". 

الصحيفة أكدت أيضا ان التحقيق سيؤدي الى "زيادة الضغط" على السلطات البريطانية لتغيير سياستها "الغامضة" حول تحديد الضحايا المدنيين عبر عملياتها العسكرية، داعية السلطات والجهات المعنية الى اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لمحاسبة القوات البريطانية على تلك الجريمة، وتستر الحكومة البريطانية على إعلانها. 

وأوضحت الغارديان، ان الموقف البريطاني المعادي للضحايا يعني بالمحصلة ان اعترافها بارتكاب الجريمة ضد الشعب العراقي لن يؤدي الى تعويض الضحايا، موضحة "السلطات البريطانية أصدرت قرارا عام 2021 حصر مدة المطالبة بالتعويضات عن ضحايا العمليات العسكرية البريطانية بست أعوام فقط"، تلك المدة "مرت مسبقا" بحسب الصحيفة.