بغداد اليوم-بغداد

تستمر نشاطات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وحكومته التي بالرغم من "الأولويات الخدمية" التي تشغل أجندة وبرنامج حكومته حتى وصفت حكومته بحكومة "الخدمات"، إلا أن ملف استرداد الاموال المسروقة وملاحقة الهاربين، تحجز مكانًا كبيرًا ضمن أجندة أعماله، ليس بدءًا من عمليات استرداد الاموال منذ سرقة القرن، ولا انتهاءً باسترداد مديرة المصرف العراقي للتجارة "الهاربة" حمدية الجاف.

وبالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يوم امس الخميس إلى دولة الامارات، اعلنت هيئة النزاهة عن إلقاء القبض على المدير العام الأسبق للمصرف العراقي للتجارة TBI في الإمارات حمدية الجاف، على خلفية إدانتها في عدد من قضايا الفساد الإداري والمالي.

جاء هذا الاعتقال بالتزامن مع زيارة السوداني، رغم صدور حكم قضائي بحقها منذ مطلع عام 2021، حيث أصدرت محكمة الكرخ المختصة بقضايا النزاهة، في كانون الثاني 2021، الحكم غيابياً بالحبس لمدة خمس سنوات بحق المدير العام للمصرف العراقي للتجارة الأسبق، حمدية الجاف، لإضرارها بالمال العام بمبلغ قدره 40 مليون دولار. 

وكان الحكم يتعلق بقيام الجاف بارتكاب خطأ جسيم وإحداث الضرر بالمال العام؛ نتيجة منح تسهيلاتٍ ائتمانية بمبلغ 40 مليون دولار إلى أحد المصارف لغرض تغطية اعتمادٍ مستندي؛ بالرغم من ضعف الضمانات المقدمة من المصرف وقبل إكماله معاملة منح القرض.

ووفقًا للبيان الاخير لهيئة النزاهة فأن الجاف احدثت ضرراً بالمال العام بلغ اكثر من 1.116 مليار دولار، فضلا عن قرابة 91 مليار دينار.

وحصلت "بغداد اليوم" على وثيقة صادرة من ادارة المصرف العراقي للتجارة بعد خروج الجاف وتسلم فيصل لهيمص رئاسة المصرف، حيث خاطب لهيمص وزارة التجارة بشأن شركة عطارد للتجارة العامة والتي سبق وان حصلت على مبالغ وقروض واعتمادات من المصرف، وتمتنع عن تسديد الاموال التي بذمتها الى المصرف والبالغة اكثر من 56 مليون دولار، حيث يبدو ان الشركة حصلت على هذه الاموال في الوقت الذي كانت الجاف مديرة للمصرف ومنحت هذه الاموال الى هذه الشركة بنفس طريقة باقي المنح المالية التي منحتها دون الحصول على ضمانات حقيقية، الامر الذي شجع الشركات الوهمية على الحصول على اعتمادات ومنح وقروض من المصرف العراقي للتجارة تحت قيادة الجاف.