بغداد اليوم-ترجمة

كشفت صحيفة الجيروسليم بوست الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عما وصفتها بـ"الأسباب الحقيقية" لزيارة وفد رفيع المستوى يقوده وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الى بغداد، مؤكدة "ان العراق بات يحظى الان بأهمية رمزية بالنسبة للعالم الغربي بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص". 

الصحيفة وخلال تحليلها الذي ترجمته (بغداد اليوم)، اكدت أن "الاجتماعات التي تجري بين لافروف والمسؤولين العراقيين وعلى الرغم من انها تبدو محدودة بالعلاقات التجارية والاقتصادية، الا انها في الواقع محاولات من لافروف لتحقيق انتصار روسي غير متوقع ضد الولايات المتحدة".

وتابعت "على الرغم من ان بغداد لا تملك رغبات سياسية او خفية في التعامل مع روسيا، الا ان الأخيرة تحاول دفع حكومة البلاد ورئيس وزرائها محمد شياع السوداني للحديث والتباحث عن الأوضاع في سوريا وتعديل الموقف العراقي من الحرب على أوكرانيا، والذي تميز بالاتزان والوقوف على الحياد منذ اليوم الأول"، بحسب وصفها. 

الجيروسليم بوست قالت ان "لافروف وفي حال نجاحه باقناع العراق باتخاذ موقف سياسي اكثر ميلا الى روسيا من الغرب في أوكرانيا، فانه سيحقق "انتصارا سياسيا على الولايات المتحدة يتمثل بإعلان روسيا قدرتها على الدخول الى البلاد التي تملك واشنطن علاقات وثيقة استثمرت بها لسنوات، واخراجها منها لتكون بديلة عنها كشريكة سياسية واقتصادية".

وأضافت الصحيفة "اما في حال نجاح لافروف باقناع العراق بإقامة علاقات اقتصادية اكثر قربا مع روسيا بالتزامن مع رغبة الاتراك العمل مع الروس وانضمام ايران الى روسيا في مساعيها، فانها ستحصل على نصر اخر أيضا في تأمين ممر استراتيجي عظيم الأهمية بين تلك الدول، يضمن لها الوصول الى سوق الطاقة العالمي او منع أمريكا والغرب من الحصول على موارده".

موسكو وبحسب الصحيفة، لم تقم بارسال لافروف "من فراغ"، بل هي تحاول وبجهد كبير "إعادة الأمور بين العراق وروسيا الى ما كانت عليه خلال ثمانينات القرن الماضي"، في إشارة الى العلاقات الدبلوماسية السابقة بين البلدين، والتي خسرتها على مدة الثلاثين عاما الماضية لصالح الولايات المتحدة التي أصبحت الصديق المقرب للعراق، بحسب وصفها. 

الخطة الروسية بشكلها العام بحسب الصحيفة تتضمن تقليل التوتر مع إسرائيل، والذي قالت انها نجحت به الى حد كبير، ثم تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، وعقب ذلك، إعادة العلاقات الإيجابية مع العراق والعمل مع ايران لاخراج الولايات المتحدة من البلاد بشكل كامل، يتضمن الجانب الاقتصادي، الدبلوماسي، والعسكري أيضا.