آخر الأخبار
مبابي يتسبب بسقوط ريال مدريد أمام ليفربول قطع الطريق المؤدي الى الكرادة داخل من جهة الجسر المعلق لغرض الاكساء السعودية.. افتتاح مشروع قطار الرياض بتكلفة تتجاوز الـ 5 مليارات دولار موقف حكومي جديد بشأن إجراءات مجابهة التهديدات الخارجية وجدلية استقطاع الـ 1% هيئة استثمار الإقليم تفصّل خارطة توزيع المشاريع والجهات الممنوحة الإجازات لها

الفورين بوليسي تهاجم سياسة واشنطن: دولة "غبية" خاضعة لسيطرة جهات أجنبية

عربي ودولي | 14-12-2022, 22:28 |

+A -A

بغداد اليوم -  ترجمة

اثارت مجلة الفورين بوليسي الامريكية، جدلا واسعا امس الثلاثاء، بعد نشرها مقالا افتتاحيا وصفت خلاله الإدارة الامريكية وتصرفاتها بــ "الغباء"، معلنة، ان واشنطن ومنذ عقود، تتصرف بــ "حماقة" بما يتعلق بالسياسة الخارجية حول العالم والدور الذي تلعبه في مشاريعها الدولية. 

المقال وبحسب ما ترجمت (بغداد اليوم)، اكد ان الإدارة الامريكية ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم الحرب الباردة، تقوم بالسيطرة على العالم من خلال قوتها العسكرية الهائلة عبر محور "القوة الواحدة" نتيجة لغياب المتحدي الطبيعي الذي انتهى بانهيار الاتحاد السوفيتي تسعينات القرن الماضي. 

التصرفات الامريكية وخصوصا بعد عام 2002 وغزو العراق وأفغانستان، أظهرت بانها تتصرف بــ "حماقة" بما يتعلق بالسياسة الخارجية، وتقوم بفرض الاملاءات على دول العالم والمنظمات من خلال استخدام الضغط الاقتصادي، العسكري والسياسي، الذي تحظى به بشكل منفرد منذ بداية دخولها محور "القوة الواحدة". 

ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفرد، ستيفن والت، الذي وصف أوضاع الولايات المتحدة الحالية بحسب المقال، بانها "غير قادرة على التوقف عن التصرف بغباء حتى وان رغبت بذلك"، موضحا الأسباب التي جعلت من الولايات المتحدة، قوة "غبية" على الصعيد الدولي بحسب وصفه، مشيرا الى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، التي اكد خلالها على ان الولايات المتحدة يجب ان تتوقف عن "ارتكاب الغباء".

وأتت انتقادات الفورين بوليسي على خلفية أخرى اطلقتها صحيفة ذا اتلانتك، دافعت خلالها عن "العنجهية الامريكية" بالتأكيد على ان أسباب قيام الولايات المتحدة بما تقوم به الان ويعد "غباءا" من قبل النقاد، هو "امتلاكها للقيم الليبرالية مرفقة بالقوة العسكرية والاقتصادية الهائلة"، الامر الذي قالت انه يدفعها الى التصرف إزاء الاحداث التي تجري في العالم. 

وتابعت المجلة بانتقاد موقف ذا اتلانتك بالتاكيد "بالنسبة للبلدان الطبيعية، فانها تحاول موازنة علاقاتها الخارجية وتدخلاتها على الصعيد الدولي بشكل دقيق، الا ان الولايات المتحدة، والتي تملك 700 قاعدة عسكرية خارج حدودها، مجاميع حاملات طائرات في معظم محيطات العالم، تحالفات عسكرية مع معظم البلدان وتشن حاليا حربا بالوكالة ضد روسيا، حربا اقتصادية ضد الصين، عمليات عسكرية في الشمال الافريقي، وجهود مباشرة لتغيير الأنظمة في كل من ايران، كوريا الشمالية وكوبا، فانها بعيدة كل البعد عن الحالة الطبيعية للقوى الدولية والعظمى حول العالم وعبر التاريخ"، على حد وصفها. 

وأكد والت بأن الأسباب التي تقف خلف الموقف الأمريكي و"العنجهية" التي تظهرها حول العالم وعبر سياستها الخارجية، تعود الى عدة أسباب، أولها "القيم الليبرالية التي تحاول الولايات المتحدة فرضها بالقوة على دول العالم، على العكس من دول أخرى، مثل نيوزلندا، المستقرة سياسيا والليبرالية في ادارتها، فلن تجدها تحاول توسعة نفوذها حول العالم لانها ببساطة تحد من علاقاتها الخارجية لعدم وجود مغريات القوة التي تملكها الولايات المتحدة". 

وتابع "الرؤساء الأمريكيين يواجهون اغراء في العادة، ظهور مشاكل حول العالم تمثل لهم فرصا سياسية ودبلوماسية لتوسعة اجندتهم الخاصة والحصول على مكتسبات داخلية، خصوصا وانهم قادرين على التدخل حتى بشكل عسكري مباشر في مشاكل دول العالم الأخرى، دون ان يكون هنالك خطر واضح قصير الأمد يعود على الولايات المتحدة بالإضافة الى قدرة الرئيس الأمريكي على فرض عقوبات، حصار اقتصادي وحتى عمليات استخباراتية ضد الدول الأخرى دون خوف من رد فعل مباشر". 

السبب الثاني لما وصفه والت بــ "الغباء الأمريكي"، يعود الى ذلك الاغراء، معلنا "كما قال رئيس لجنة خدمات القوات المسلحة في البرلمان الأمريكي خلال ستينات القرن الماضي، اذا كان من السهل علينا ان نذهب الى أي مكان ونقوم باي شيء دون تبعات، فاننا بالتأكيد سنذهب الى مكان لنقوم بشيء ما"، معلنا بان هذه العقلية هي التي تسيطر على الإدارة الامريكية، منذ ستينات القرن الماضي. 

اما في اطار الحديث عن ثالث الأسباب، فقد اعلن والت، ان "استمرار الولايات المتحدة لمدة تزيد عن سبعين عاما كالقوة العسكرية الكبرى الوحيدة دون تحدي فعلي، اخضعها لسيطرة جهات تحاول ابقائها متورطة في الصراعات حول العالم بهدف تحقيق مكاسب اقتصادية ومالية"، متابعا "كما كشف الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت ايزنهاور في خطاب خروجه من المنصب خلال عام 1961، فان الولايات المتحدة باتت خاضعة لسيطرة شركات الصناعات العسكرية ومنذ الحرب العالمية الثانية بشكل كامل، الامر الذي حذر من ان له تبعات خطيرة على مستقبل الولايات المتحدة كبلاد". 

هذا الموقف توافق به شبكة فوكس التي قالت ان واشنطن تحركها سياسة "يسارية وسطية تبحث في العادة في مقدار القوة الذي يجب على الولايات المتحدة استخدامه، بدلا من ان كان يجب ان تستخدمها من الأساس". 

واستمرار لذكر الأسباب، اكد والت، ان السبب الرابع وربما الأهم، هو "انفتاح الولايات المتحدة على العلاقات الدولية بشكل كبير وبالتالي، التاثير الأجنبي، حيث يمكن لبلدان وجهات أخرى استئجار لوبيات ضغط داخل الإدارة الامريكية للدفع بالبيت الأبيض لاتخاذ قرارات تناسب أهدافهم"، مشددا "أصوات الهمسات الأجنبية في اذان الولايات المتحدة تزداد بشكل ملحوظ في كل مرة تعلن الولايات المتحدة حصولها على شريك او إقامة علاقات خاصة مع دولة اجنبية"، موضحا "في السابق كان لدينا 11 دولة حليفة تحاول تشذيب شكل أوروبا، الان لدينا 29 دولة، تدفع كل منها باجندتها الخاصة عبر استغلال الإدارة الامريكية". 

واختتمت المجلة مقالها بالتأكيد على ان "الإدارة الامريكية ذاتها، وحتى بغياب العوامل أعلاه، فانها تستمر بالتصرفات الغبية بالنظر الى قامت به في العراق بناء على العقلية التي تسيطر على ادارتها منذ عقود، فان العم سام سيبقى غبيا في تصرفاته وغير قادر على التوقف عن هذا الغباء، حتى وان رغب بذلك".

المصدر : اضغط هنا