آخر الأخبار
بعد موسم واحد في حديقة الأمراء.. الإطاحة بنجم سان جيرمان السوداني في واشنطن وأردوغان ببغداد.. تعليق من البرلمان عن تزامن الزيارتين: مخطط لهما وزير العمل يوضح مبادرات هيئة ذوي الإعاقة ويؤكد: قمنا بثورة في عملها اندلاع حريق ضمن مقربات مستشفى آزادي التعليمي في كركوك دعوات لاستغلال زيارة أردوغان إلى العراق.. ومختص يوجه رسالة للحكومة - عاجل

قبيل قمة الرياض.. سفير الصين في الاردن يحتفي بالعلاقة مع العرب بمقال مطوّل

عربي ودولي | 7-12-2022, 23:55 |

+A -A

بغداد اليوم-متابعة

كتب السفير الصيني في الأردن تشن تشوان دونغ، مقالا مطولًا احتفاءً بالقمة العربية-الصينية التي وصفها بـ"التاريخية" والتي ستعقد يوم الجمعة المقبل في العاصمة السعودية الرياض.

وقال السفير الصيني في مقاله الذي نشرته "الغد الأردنية" واطلعت عليه (بغداد اليوم)، إنه "يسود الجزيرة العربية الدفء في أوائل الشتاء، حيث ستستقبل لقاءً تاريخيا بين الصين والدول العربية رغم البعد الجغرافي بينهما والمنفصل بالجبال والبحار. القمة الصينية العربية الأولى من نوعها على الأبواب".

وأضاف: "بمناسبة القمة، أصبحت العلاقات الصينية العربية أكثر ثباتًا وقوةً في وقت يشهد فيه العالم والعصر والتاريخ متغيرات غير مسبوقة وهي تتقدم بكل حزم وعزم".

 

الدعم المتبادل لتحقيق السلام والأمن في العالم

وتابع: "تقع الصين والدول العربية في الطرفين الشرقي والغربي للقارتين الآسيوية والأفريقية، لكنهما ينتميان معا إلى الحضارات الشرقية ويتوافقان روحياً ومعنويا. عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية عام 1949، لم تدخر جهدها في دعم الشعوب العربية في نضالها من أجل الاستقلال والتحرر الوطني. بدعم من العديد من الدول العربية استعادت الصين عام 1971 مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، ومنذ ذلك أقامت دفعة جديدة من الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع الصين".

واشار الى انه "عندما حضر الوفد الصيني اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة، أعلن بصوت عالٍ أن جميع الدول والشعوب المحبة للسلام والعدالة عليها واجب دعم نضال الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. ولا أحد يملك الحق في مقايضة حقوق الفلسطينيين ومصالحهم الوطنية بصفقات سياسية. وبعد مرور نصف قرن، لا تزال الصين تلتزم بأنها لن توقف دعمها للقضية الفلسطينية حتى يتم حل نهائي".

واوضح السفير الصيني، أن "الصين تؤمن إيمانا راسخا بأن شعوب الشرق الأوسط هي سادة مستقبل المنطقة ومصيرها،  وتدعم الصين الدول العربية بثبات في رفض اللعبة الجيوسياسية، واستبعاد التدخل الخارجي، والتمسك بالاستقلال الاستراتيجي، وتعزيز التضامن والتكامل وتقوية القدرة الذاتية، واستكشاف مسارات تنموية تناسب ظروفها الوطنية بإرادة مستقلة. تدعو الصين إلى التسوية السياسية للأزمات الإقليمية عبر الحوار والتشاور، وتشجع المحادثات والمفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وانهاء الحرب، وتبذل جهودًا متواصلة للحفاظ على السلام في الشرق الأوسط. طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الأمن العالمي، مشيرًا إلى ضرورة بناء منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط. منذ العام الماضي، طرحت الصين مبادرات متتالية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، والحل السياسي للأزمة السورية، وتنفيذ حل الدولتين للقضية الفلسطينية".

وتابع: "أصدر مجلس وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية قرارات بشأن تعزيز العلاقات مع الصين لسنوات عديدة، بما يجسد الرغبة القوية للدول العربية في تطوير العلاقات مع الصين. تدافع الصين والدول العربية بشكل مشترك عن التعددية ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحافظت على المصالح المشتركة للدول النامية، مما أبرزت قوة العدالة في العالم وعززتها".

 

المنفعة المتبادلة لتحقيق التنمية والازدهار

واضاف أنه "تختلف الصين والدول العربية في الأنظمة والثقافة والتاريخ، لكنهما تشاركان في نفس الرغبة في تعزيز الاستقرار والتنمية ونفس الحلم في التحديث الوطني. ظلت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة متتالية، وازداد حجم التجارة بين الجانبين من 200 مليار دولار أميركي إلى 330 مليار دولار أميركي في السنوات العشر الماضية".

وتابع: "حقق التعاون الصيني العربي في مجالات الطاقة والبنية التحتية والقدرة الإنتاجية ثمارا ملحوظة لتمتين الأساس. حيث يمثل النفط الخام العربي منذ فترة طويلة نصف إجمالي واردات الصين من النفط الخام، وتوصلت الصين وقطر إلى اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال لمدة 27 عامًا، مسجلاً رقماً قياسياً في تاريخ معاملات الغاز الطبيعي المسال. ألفت أنظار الناس ملعب لوسيل وعناصر صينية أخرى في منديال قطر، بالإضافة إلى مشروع العاصمة الجديدة لمصر الذي تنفذه الشركات الصينية وبناء أعلى عمارة في إفريقيا في الصحراء، وتساهم الشركات الصينية مساهمة مهمة في إعادة الإعمار العراق".

واعتبر أن "التعاون الصيني العربي يتطور في الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والفضاء بزخم قوي لإخراج الإمكانيات. تستخدم تقنية 5G الصينية على نطاق واسع في المنطقة، وتساعد التحول الرقمي المحلي. نجحت الصين في إطلاق أقمار صناعية سعودية وجزائرية إلى الفضاء، وقامت بمشروع استكشاف القمر المشترك مع الإمارات. وتم إنشاء العديد من مشاريع توليد الطاقة الكهروضوئية في مصر والسعودية وقطر والأردن واستثمارها وتشغيلها من قبل الشركات الصينية".

وأكد أن "التنمية هي مفتاح حل الكثير من المشاكل. تتماشى مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ إلى حد كبير مع الاحتياجات التنموية للدول العربية. ستشارك الصين والدول العربية في تنفيذ هذه المبادرة وبناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، بما سيحقق بشكل أفضل المواءمة الاستراتيجية والتنمية المتناسقة والنمو المشترك، ويزيد من المزايا التكميلية والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك".

التبادل الصادق يروي زهرة التعلم المتبادل بين الحضارات

واوضح أنه "على مدى التاريخ، تعرف الشعب الصيني والشعوب العربية على بعضهما البعض من خلال طريق الحرير القديم، حيث تتلألأ الحضارة الصينية والحضارة العربية. نعارض بشكل مشترك نظرية صراع الحضارات وتفوق الحضارة، ونرفض التمييز والتحيز ضد ديانات عرقية معينة، وندعو إلى الحفاظ على الثقافة التقليدية للأمة".

وبين أنه "في السنوات الأخيرة، ذهب العديد من الشباب إلى الصين والدول العربية للدراسة، وأصبحوا مبعوثين للتبادلات الثقافية الصينية العربية، يحظى تعليم اللغة الصينية بإقبال كبير، حيث أنشأت أكثر من 10 دول عربية، بما في ذلك الأردن، معاهد كونفوشيوس، كما قامت بعض الدول بدمج اللغة الصينية في برنامج التعليم الوطني الخاص بها. الإعفاء المتبادل من التأشيرات والتأشيرة عند الوصول يخدم تسهيل تبادل الأفراد بين الجانبين وزيادة التبادلات في مجالات الثقافة والسياحة والفن والرياضة والشباب والمرأة وغيرها".

واشار الى انه "منذ تفشي جائحة كورونا، تضافرت جهود الصين والدول العربية لمكافحة الوباء والتغلب على الصعوبات. ساعدت اللقاحات الصينية الدول العربية على تجاوز الأوقات الصعبة وحققت إنتاجًا محليًا كبيراً".

وبين أن "الأردن مشارك ومساهم فعال ومهم في التعاون الصيني العربي، حيث اتفق الجانبان على عقد القمة الصينية العربية في الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي برئاسة مشتركة بين الأردن والصين".

وتابع: "يشهد العالم تغيرات كبيرة، وتواجه البشرية تحديات غير مسبوقة، ولطالما الصين والدول العربية تكون قوى مهمة وشركاء استراتيجيين لتعزيز السلام والتنمية العالميين. هناك حاجة أكثر ملحة للجانبين إلى تعزيز الوحدة والتعاون وتبادل الدعم من أي وقت مضى. في هذه اللحظة الاستثنائية للقمة الصينية العربية الأولى، دعونا نعزز ثقتنا ونضاعف جهودنا لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك للعصر الجديد، والإسهام في القضية النبيلة للتقدم البشري".