آخر الأخبار
إيران تحظر بث مسلسل الحشاشين المصري.. وتكشف السبب 20 سم تفصل دربندخان عن الامتلاء الكامل متى ينبغي أن نقلق؟.. فيروس إنفلونزا الطيور في "ظهوره الجديد" اجتماع بغداد واربيل.. نائب كردي سابق يعلن موعد إطلاق رواتب نيسان السوداني يؤكد توفير كل متطلبات النجاح لشركة توتال إينرجيز في عملها

مقارناً بين كردستان والوسط والجنوب.. بارزاني يدلي بمواقف جديدة بشأن خلافات المركز والإقليم

سياسة | 8-10-2022, 14:11 |

+A -A

بغداد اليوم- اربيل

أكد رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، ضرورة أن تكون هناك شراكة حقيقة لإدارة شؤون البلاد، مؤكداً أن التقدم الذي تحقق في إقليم كردستان لم يكن على حساب أي منطقة أخرى في العراق.

وقال مسرور بارزاني خلال ملتقى "القضية الكردية في الشرق الأوسط" الذي بدأ أعماله في جامعة سوران بأربيل، اليوم السبت (7 تشرين الأول 2022)، تابعته (بغداد اليوم)، إن القضية الكردية "قضية مهمة جداً، ليس في الشرق الأوسط وحده، إنما في العالم كله".
ونوّه إلى أن هذه القضية لا تحل بالكرد وحدهم، مشيراً إلى أنهم يعيشون مع قوميات ومكونات أخرى في هذه المنطقة.

وتحدث مسرور بارزاني، في كلمته عن المشاكل التي يواجهها العراق بسبب "سوء الإدارة، وانتهاك الحقوق وعدم احترام الدستور"، مضيفاً أنه "لو طبق الدستور نصاً واحترمت جميع مواده، لكان العراق في وضع مختلف الآن".
واشار إلى أن "إيرادات العراق تبلغ مئات المليارات من الدولارات، تحصل كوردستان على 5% منها فقط، و95% يجب أن تنفق في المناطق الأخرى، لكننا لا نرى هذا التقدم في المناطق الأخرى في العراق، سواء كانت سنية أم شيعية، في الوسط أم الجنوب أم الغرب، إذاً هناك خطب ما".

ودعا رئيس حكومة إقليم كردستان، إلى التفكير الجاد في "حل مشكلة الإدارة لتكون في مستوى تطلعات الشعب العراقي، بما في ذلك شعب كوردستان، مبينا أن الإرهاب والعنف هي نتائج وليست عوامل، فيما نوه إلى أن "هناك عدة عوامل تؤدي إلى ظهور الإرهاب، في مقدمتها عدم المساواة، غياب العدالة، الفساد، غياب الخدمات، تدفع المواطن إلى الاستياء والبحث عن حلول أخرى".
وفي هذا السياق، أوضح أن "التنظيمات الإرهابية" تستغل الظروف الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتدعو الناس في المناطق التي تعيش في ظل أوضاع كهذه إلى التعاون معها
وبيّن أن "الكثير ممن تعاونوا مع القاعدة ومن ثم داعش في العراق لم يكونوا على اطلاع بشأن أفكار وسياسات داعش، لكنهم أرادوا أن يفعلوا شيئاً من منطلق الانتقام والاضطرار، حيث كانوا غير راضين عن النظام والسلطة التي المفروضة عليهم".
وبين رئيس حكومة إقليم كردستان أن "الاستقرار المطلوب في العراق لن يتحقق، طالما بقي عدم المساواة، وغياب العدالة، الفساد".
ولفت إلى أن إقليم كردستان بذل كل الجهود كي يكون مستقراً لمن واجهوا ظروفاً صعبة، كما قدم مقترحات مناسبة من أجل أن يتقدم العراق نحو مستقبل أكثر إشراقاً، مشدداً على أن حل القضية الكردية في العراق، من شأنه أن يسهم في حل مشاكل العراق بشكل عام
وتطرق مسرور بارزاني، إلى مشكلة غياب الثقة بين المكونات، قائلاً إن "الكثير من المكونات العراقية الأصيلة لا تثق ببعضها، لنتجاوز المجاملات السياسية، علينا أن تكون صادقين في تحديد الأخطاء والمشاكل من أجل إيجاد الحل المناسب، وإحدى المشاكل الأساسية في هذا البلد هو أن الثقة تضاءلت كثيراً، أو أن الخوف هو السائد".
وأضاف: "لقد جربنا حكومات وأنظمة مختلفة في العراق، دون أن يتكمن أي منها في أن يكون بمستوى تطلعات المواطنين، لأنها عجزت عن خلق الثقة أو تبديد الخوف"، مؤكداً ضرورة أن تطمئن المكونات بشأن حماية كيانها وخصوصيتها.
وشدد، شدد على أن هناك مشتركات كثيرة بين المكونات، لابد أن ينصب التركيز عليها، بدلاً من الاختلافات، مضيفاً أنه "إذا كنا نريد العيش معاً بوئام وسلام في بلدنا، وأن نضمن تحقيق الاستقرار، علينا أن نحترم بعضنا البعض، وأن تكون هناك شراكة حقيقية، ومساواة، وعدالة في هذا البلد".
وخلص إلى أن "التقدم الذي تحقق في إقليم كردستان لم يكن على حساب أي منطقة أخرى، وهو تقدم وتنمية لكل العراق، وبالإمكان تحقيقه في المناطق الأخرى من البلاد، في حال كانت هناك رغبة في العمل المشترك".

وأدى النزاع في ملف النفط بين بغداد وأربيل إلى إلغاء مشاريع لشركات نفط أجنبية في العراق، وهذا ما يؤثر على صورة أكبر ثاني الدول النفطية في أوبك، كمرحِّب بالاستثمارات الأجنبية، كما يرى خبراء.

وعاد النفط وإيراداته ليشكّل موضع خلاف بين الحكومة الاتحادية العراقية وإقليم كردستان، فيما تهدد هذه التوترات الحالية الناجمة عن مناوشات سياسية لا متناهية، بإضعاف رغبة المستثمرين الأجانب بالتوجه إلى العراق.

ومنذ مطلع العام، تجلّى توتّر العلاقات بين إقليم كردستان، وبغداد، في القضاء. وترى أربيل أن الحكومة المركزية تسعى إلى وضع يدها على ثروات الإقليم النفطية، فيما تطالب بغداد بأن يكون لها كلمتها في إدارة الموارد النفطية التي تستخرج من كردستان.

ويعدّ العراق ثاني أكبر الدول النفطية في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وهو يصدّر ما معدّله 3,3 ملايين برميل من النفط الخام في اليوم. أما كردستان، فتنتج في اليوم أكثر من 450 ألف برميل، بحسب تقديرات.

ويتعذر فهم هذا الخلاف بين الطرفين من دون العودة إلى الأزمة السياسية التي تشلّ العراق منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/ أكتوبر 2021. ويعجز الزعماء السياسيون في الإقليم كما في بغداد عن الاتفاق على اسم رئيس جديد للحكومة ورئيس للجمهورية.