آخر الأخبار
البصرة تتنفس الهواء النقي في 2025.. استثمار الغاز ينهي التلوث النفطي الحكومة الإيرانية تقرر خفض الضغط على النساء بشأن الحجاب هل سيتعلق الكرد بأستار ترامب لحل مشاكلهم مع بغداد؟ ظهور سمكة "يوم القيامة" على شواطئ المكسيك ابتداء من الليلة ولغاية الخميس .. أمطار في مدن العراق

الجمود السياسي يترك آلاف الأسر الفقيرة في العراق بلا نقود

سياسة | 20-08-2022, 23:47 |

+A -A

بغداد اليوم-متابعة

فقدت صابرين خليل زوجها بعد إصابته بكوفيد-19 في العام الماضي. تركها وحدها تواجه عبء تربية سبعة أطفال، لكن تمويل الحكومة العراقية لأسرتها ولمئات آلاف من الأسر الأخرى الفقيرة توقف، بسبب الجمود السياسي.
مع وصول السياسيين إلى طريق مسدود بشأن تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات في أكتوبر، تستمر الاعتصامات  في بغداد، الجمعة، منذ أسابيع، والتي تمنع انعقاد البرلمان. وتثير هذه المواجهة المخاوف من تجدد الاضطرابات وتتسبب بالفعل في متاعب للعراقيين الأكثر ضعفا.
وقالت صابرين، وهي توضح تأثير وفاة الزوج عليها، إنها امرأة وجدت نفسها فجأة تتحمل مسؤولية سبعة أطفال واصفة ذلك بأنه شيء يقصم الظهر.
وقالت صابرين التي كانت تجلس على الأرض في بيتها المبني بالطوب، المكون من غرفة واحدة في قرية "السعادة" في ضواحي بغداد، إنها لا يمكنها دفع نفقات علاجها من مرض مزمن تعاني منه.

وأضافت أن أطفالها يتناولون بعض الوجبات ولا يتناولون الأخرى بسبب ارتفاع الأسعار.
مرت تسعة أشهر منذ تقديم طلب الحصول على معاش شهري من الحكومة، لكن صابرين لم تحصل على أي شيء من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

وقالت إنها في كل مرة تذهب فيها للاستفسار عن نتيجة الطلب يأتيها الرد بأنهم في انتظار إقرار ميزانية.
وقال مسؤول في الوزارة إن صابرين تستحق الدعم، لكنه أكد عدم وجود ميزانية لصرف المعاش لها. ومضى قائلا بعد أن طلب ألا يُنشر اسمه "أيدينا مغلولة لعدم وجود ميزانية".
وأضاف أن أسرة صابرين خليل واحدة من 370 ألف أسرة تستحق معاشا حكوميا، لكن أيا منها لا تحصل عليه بسبب الجمود السياسي.
محاولة للحوار
الأزمة القائمة في العراق منذ إجراء الانتخابات قبل عشرة أشهر هي أطول فترة تعيشها البلاد بدون حكومة تؤدي كامل المهام منذ ما يقرب من عقدين مرا على الإطاحة بصدام في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في عام 2003.
وتريد الفصائل الشيعية المتناحرة تشكيل الحكومة، لكنها تختلف على خطوات تحقيق ذلك.
وكان الصدر أكبر الفائزين في انتخابات العام الماضي، لكنه لا يستطيع تشكيل حكومة مع الأحزاب الكردية، والأحزاب العربية السنية تستبعد منافسيه الشيعة.
ويقول الإطار التنسيقي، إن الانتخابات لن تُجرى إلا بعد تشكيل حكومة تقود فترة انتقالية وتصدر خلال فترة عملها تشريعات من بينها قانون جديد للانتخابات.
وقال مصدر في حكومة تسيير الأعمال "هناك توافق على حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، المشكلة في الآلية". وأضاف أن المحادثات مستمرة.
ويوم الأربعاء اجتمع رئيس حكومة تسيير الأعمال مصطفى الكاظمي مع القادة السياسيين ودعا أتباع الصدر إلى المشاركة في حوار وطني. ودعا أيضا جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي تصعيد سياسي.
ولم يحضر الصدر الاجتماع، ولم يظهر أتباعه حماسا يذكر للمبادرة.
ومن جانبهم نظم عشرات من أتباع الإطار التنسيقي احتجاجا خارج المنطقة الخضراء التي تشهد إجراءات تأمين مشددة.
وقالت هناء إدوار وهي ناشطة حقوقية عراقية بارزة إن جميع الفصائل السياسية مسؤولة عن هذا المأزق وإن العراقيين العاديين يدفعون الثمن.
وأضافت أن الغضب يزيد عند الناس، وأن الظروف الاقتصادية تسوء، وأن البطالة في تزايد. ومضت قائلة إن القادة يعقدون الحوارات من أجل توزيع الغنائم على السياسين.
وفي نفس الوقت، ما زالت صابرين خليل تنتظر في قرية "السعادة" أن تهب الحكومة لنجدتها. وقالت إن العملية السياسية متوقفة.
وأضافت "يقولون (السياسيون) إن من الخطأ ألا ندلى بأصواتنا.. لكن الانتخابات لم تغير أي شيء".