على الرغم من الغضب الشعبي.. لم يحدث تقدم في المأزق السياسي في العراق
تقارير مترجمة | 15-08-2022, 23:18 |
بغداد اليوم- ترجمة
بعد أسابيع من اقتحام أتباع زعيم التيار الصدي، مقتدى الصدر البرلمان، لا تظهر الأزمة السياسية في العراق أي بوادر للتراجع، على الرغم من تصاعد الغضب العام بسبب الجمود المنهك الذي أضعف حكومة تصريف الأعمال في البلاد وقدرتها على توفير الخدمات الأساسية.
وقال تقرير لوكالة الـ"أسوشيـتد برس" الامريكية الذي ترجمته (بغداد اليوم)، انه "لا يزال المعسكران السياسيان الشيعيان المتنافسان في العراق عالقين في منافسة محصلتها صفر ، والصوت الوحيد الذي يحتمل أن يكون قادرًا على إنهاء الصدع - آية الله العظمى علي السيستاني - لم يبدي رأيه بما يحصل".
واضاف: "لا يبدو أن أي من الفصيلين على استعداد لتقديم تنازلات لإنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ 10 أشهر ، وهي الأطول منذ الغزو الأمريكي عام 2003 لإعادة ضبط النظام السياسي. مجلس الوزراء المؤقت - غير القادر على تمرير القوانين أو إصدار الميزانية - يزداد ضعفا يوما بعد يوم ، بينما ينتقد الجمهور احتجاجا على سوء الخدمات ، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي خلال حرارة الصيف الحارقة".
وتابع انه "عندما أمر الصدر الآلاف من أتباعه باقتحام المنطقة الخضراء في 30 تموز ، شلّ مؤسسات الدولة ومنع منافسيه السياسيين من المضي قدماً في تشكيل الحكومة.ربما شعر الصدر بالتجرأ بسبب صمت السيستاني وهو الشخصية الروحية المحترمة التي تتمتع كلمتها بنفوذ هائل بين القادة والعراقيين العاديين".
وبهذا الصدد، قال ثلاثة مسؤولين في مدرسة السيستاني في مدينة النجف المقدسة إنه "لم يستخدم نفوذه لأنه لا يريد أن يبدو متحيزاً إلى جانب في أزمة شيعية داخلية حادة منذ عام 2003". وتحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين لإحاطة وسائل الإعلام.
واضاف أحد المسؤولين في إشارة إلى آية الله المرجع السستاني: "يراقب الوضع بقلق". واضاف ان السيستاني “لن يتدخل في الوقت الحاضر، حيث قد يُنظر إلى دخوله على أنه يفيد طرفًا على الآخر".
واشار التقرير، الى انه "نادرًا ما يتدخل السيستاني في الشؤون السياسية ، ولكن عندما يتدخل ، فقد غيّر مسار السياسة العراقية".
وتابع المسؤول في النجف إن "آية الله سئم من الديناميكيات السياسية العراقية الحالية. ولم يستأنف خطبه المعتادة يوم الجمعة التي تم تعليقها أثناء تفشي الوباء. ولا تزال أبوابه مغلقة في وجه النخب السياسية في العراق، في إشارة إلى أنه لا يوافق عليها".
وبين التقرير، ان "المدرسة الدينية في النجف تنقسم حول الصدر. حيث يخشى البعض أن تؤدي جرأته إلى تعميق الانقسام الشيعي ، بينما يتفق آخرون مع خطابه الإصلاحي المناهض للفساد. وانضم العشرات من طلاب الحوزة إلى الاحتجاجات مؤخرًا".
ووضح المسؤولون، إن "لدى السيستاني خطوط حمراء ، إذا تم تجاوزها ، فإنها ستجبره على التدخل. وتشمل إراقة الدماء ومحاولات تقويض ما يُنظر إليه على أنه أسس ديمقراطية في العراق".
وقال أحد المسؤولين: "مقتدى الصدر يعرف هذه الخطوط الحمراء ولن يتجاوزها".