تقرير فرنسي: الافتقار الى تحديث سياسات الموارد المائية في العراق سيؤدي لكارثة
تقارير مترجمة | 26-07-2022, 22:54 |
بغداد اليوم - ترجمة ياسمين الشافي
مع انحسار مياه بحيرة دوكان وتوقف السدود في منبع إيران من التدفق، يواجه المزارعون الاكراد الذين يسعون لري المحاصيل رؤية شريان الحياة الاقتصادي يتلاشى مع الجفاف المستمر والتغير المناخي.
سلط تقرير لوكالة الانباء الفرنسية على هذا الصدد، وقال انه"تم إنشاء البحيرة الاصطناعية الكبيرة - بحيرة دوكان ، في الخمسينيات من القرن الماضي بعد بناء سد دوكان ، لتزويد المنطقة بمياه الشرب والري ، وكذلك لتوليد الكهرباء. لكن الآن البحيرة والنهر يتقلصان منذ عدة سنوات - كما حدث في جميع الأنهار في العراق".
وتابع "تصنف الدولة كواحدة من الدول الخمس الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ والتصحر.حيث الحكومة إن احتياطيها من المياه انخفض بنسبة 60٪ مقارنة بالعام الماضي".
ولفت التقرير ، الى انه "مع ندرة هطول الأمطار وبعد ثلاث سنوات متتالية من الجفاف ، اضطر العراق إلى خفض المساحة التي يخصصها للزراعة إلى النصف. واعتاد المزارعون في المنطقة حفر الآبار الضحلة التي يغذيها نهر دوكان حتى يتمكنوا من ري محاصيلهم".
وقال بابير كلكاني ،احد المزارعين الذين شهدو تغيرات ملحوظة على مدار السنوات الثلاث الماضية: "كانت هناك مياه في المكان الذي أقف فيه الآن في عام 2019".
وتابع كلكاني: "لو لم تتساقط أمطار قليلة في أواخر الربيع ، لما كانت هناك محاصيل في كردستان هذا العام".مضيفاً" لقد اعتدنا الري من الابار لمن ليس بعد الان ، حيث الآبار فقدت 70 ٪ من مياهها"
وقالت بانافشه كينوش ,من معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن: "تسبب سد كولسا في انخفاض منسوب المياه بنسبة 80٪ على الأقل في منطقة الزاب السفلي".
واضافت إن "إيران تمر بواحدة من أسوأ موجات الجفاف في تاريخها وكان عليها إعادة النظر في سياسة الري".
وقالت لوكالة فرانس برس ان "ايران في طريقها لبناء العديد من سدودها صغيرة".
وقال كوجار جمال توفيق ، المدير من معهد الشرق الاوسط ، إن "سد دوكان في العراق تضرر بشدة من انخفاض تدفق النهر".
ووضح "لدينا الآن 41 بالمائة فقط ، أي أقل من نصف السعة من السد".
وأوضح أنها" تمد نحو ثلاثة ملايين شخص في السليمانية وكركوك بمياه الشرب ، وهما مدينتان رئيسيتان في اتجاه مجرى النهر".
وبين التقرير انه "مع هطول الأمطار 300 ملم (أقل من 12 بوصة) العام الماضي - نصف المتوسط السنوي السابق - لم تكن السماء سخية".
وقال توفيق بهذا الصدد إن "2022 في طريقها لتعكس أرقام العام الماضي".
ولفت توفيق موضحاً "إنه تم إخبار المزارعين بعدم زراعة المحاصيل التي تحتاج إلى الكثير من المياه".
وبين إن "بغداد أرسلت فرقًا إلى إيران لمناقشة انخفاض تدفق نهر الزاب السفلي ، لكن لا يوجد تعاون من الإيرانيين".مضيفاً انه"ما تحاول إيران قوله هو:" مشاكل دجلة والفرات بين العراق وبين تركيا ،حيث توجد مصادر للنهرين الرئيسيين".
قال عزام علوش ، مؤسس منظمة طبيعة العراق غير الحكومية والمستشار الرئاسي ، إن "العراق نفسه ليس فوق النقد".
واضاف علوش إن "إقليم كردستان يخطط لبناء سدود جديدة لكن المشاريع تفتقر إلى التنسيق مع بغداد".
وحذر من أن "ازمة المصب ، في وسط وجنوب العراق ، تتفاقم بسبب الافتقار إلى تحديث الموارد المائية ويمكن أن يؤدي إلى كارثة".