معركة الزواج المدني في لبنان... الحل "أونلاين"
منوعات | 13-07-2022, 19:11 |
بغداد اليوم - متابعة
لم يكن أمامهما للدفاع عن حبهما وتكليله بالرباط المقدس، سوى الزواج المدني خارج لبنان، وبينما حالت الظروف دون سفرهما، لم ييأسا وقررا إتمامه "أونلاين"، إذ ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر الزواج بين مدرّسة اللغة الإنجليزية نجوى سبيتي وأستاذ الرياضيات عمر عبد الباقي في بلدة ضهور الشوير، وخلافاً لما تداوله رواد "السوشيال ميديا" لم يكُن هذا الزواج الأول من نوعه، بل أقيمت سلسلة من الزيجات المماثلة في الفترة الماضية، وكان أولها من أشهر عدة بين خليل رزق الله وندى، بالطريقة ذاتها عبر تطبيق "زوم".
أول زواج مدني "أونلاين"
وفق ما يوضحه خليل رزق الله في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، وهو أول من أقدم على خطوة الزواج المدني "أونلاين" بلبنان في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، أنه وزوجته ندى كانا يرغبان بالزواج، علماً أنه في فترة انتشار الوباء، كان الزواج المدني متاحاً "أونلاين" في ولايات أميركية. يقول "تزوجنا وسجلنا زواجنا في السفارة اللبنانية بالولايات المتحدة، ثم في دائرة النفوس بلبنان، كما يحصل عادة مع من يقدم على الزواج المدني خارج الأراضي اللبنانية أو حتى في حال حصول ولادة أو وفاة أو أية حالة أخرى. وإذا كان الأهل قد فوجئوا أولاً، إلا أنهم سرعان ما تقبلوا الفكرة، بخاصة أنها تخطت عقبة المسافات".
بعد أن تزوج خليل وندى، أراد كثيرون استشارتهم حول الإجراءات المطلوبة في مثل هذه الحالة والاستفادة من تجربتهما، ما دفعهما إلى العمل في هذا المجال وتأسيس موقع www.marrycivil.com، ليقدما فيه المساعدة إلى كل من يرغب بالإقدام على تلك الخطوة، وكذلك إجراء المعاملات المطلوبة بالنيابة عن العروسين لتسهيل الأمور لهما.
يقول خليل إنهما ساعدا 15 ثنائياً أقدموا على خطوة الزواج المدني "أونلاين"، وآخرهم نجوى سبيتي وعمر عبد الباقي. ويشير إلى أن كثيرين يرغبون بالزواج وتمنعهم الظروف لأسباب عدة، مادية وغيرها، وحينها قد يكون الزواج المدني "أونلاين" الحل لتسهيل الأمور بالنسبة إليهم، ولأن قانون الزواج المدني لم يُقرّ في لبنان، فإن الراغبين عليهم السفر خارج البلاد.
زواج يتخطى الظروف
وفي تفاصيل الزواج المدني بين نجوى سبيتي وعمر عبد الباقي الذي أقيم افتراضياً عبر تطبيق "زوم" مع قاضٍ من ولاية يوتا الأميركية، بحضور حشد من أهالي ضهور الشوير والأصدقاء والأهل، يشير العروسان اللذان ينتميان إلى طائفتين مختلفتين، إلى أنهما كانا يحاولان السفر لإقامة مراسم الزواج المدني خارج البلاد، كما يحصل عادة لأن هذا الاختيار غير متاح في لبنان، علماً أنها تجربة الزواج الثانية لكل منهما، وواجها صعوبات عدة بسبب استحالة تأمين جواز سفر للعروس قبل مرور أشهر بسبب الأزمة في إصدار الجوازات.
وبينما كانا يبحثان عن حل، شاءت الظروف أن تنظم "مؤسسة سعادة الثقافية" احتفالها السنوي في البلدة، ومن ضمن فعاليات المهرجان كانت تنوي تسليط الضوء على الزواج المدني والدعوة إلى إقرار القانون، عبر إقامة مراسم زواج مدني افتراضي لأكثر من ثنائي بالتواصل مع قاضٍ أميركي يتمم الزواج، لكن لم يبقَ إلا عمر ونجوى ليتمما زواجهما ضمن الحفل، خصوصاً أنهما كانا يسعيان جاهدين إلى إتمام هذه الخطوة.
ويمكن أن يعترف بهذا الزواج في لبنان كما لو أقيمت مراسم الزواج المدني خارج البلاد، فيصل عقد الزواج عن طريق وزارة الخارجية، ثم يتم تسجيله كالعادة مع عقود الزواج المدنية التي تُجرى خارج البلاد.
تقول العروس سبيتي، "كلانا يؤيد فكرة الزواج المدني قبل أن نلتقي حتى. وفي كل الحالات، كانت الظروف تعاكسنا وتمنعنا من الزواج خارج الأراضي اللبنانية لأسباب مادية، وبسبب أزمة جوازات السفر. وبدت هذه فرصة سانحة لنا لنحقق هذا الحلم ونتمم زواجنا بطريقة قانونية مئة في المئة. وبعد التواصل معنا والاتفاق على الصيغة وعلى الشهود، وهما أختي وشقيق عمر، تم كل شيء وفق ما كان محضراً له من دون أية مشكلات".
من إيجابيات إقامة مراسم الزواج والحفل بهذه الطريقة، بحسب سبيتي، أنه كان من الممكن لجميع أفراد العائلة والأصدقاء الحضور ومشاركة العروسين هذه الفرحة بدلاً من أن يقيماه خارج لبنان وحدهما من دون رفقة المحبين. إضافة إلى ذلك، كانا يسعيان إلى الزواج من أشهر عدة ولم يكُن ذلك ممكناً بأية وسيلة، فيما كانا مصرَّين على الدفاع عن حبهما، مع احترامهما لجميع الأديان، فزواجهما المدني ينبع من قناعة ذاتية بأن الأديان محبة ويجب أن تجمع لا أن تفرق، وهي حرية شخصية ولكل أن يتزوج كما يرغب من دون عوائق.
خطوة عمر عبد الباقي ونجوى سبيتي، وإن لم تكُن الأولى، لاقت تفاعلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجتمع اللبناني، فهل تفتح المجال أمام آخرين يرغبون بالإقدام على الزواج المدني وهم غير قادرين على إتمام مراسمه خارج الأراضي اللبنانية؟