أوكرانيا تطلب تزويدها بطائرات إف 15.. فهل تجرؤ أمريكا على هذه الخطوة وهل يمكنها تغيير مسار الحرب؟
عربي ودولي | 6-07-2022, 18:24 |
بغداد اليوم-متابعة
مع تزايُد هزائم الجيش الأوكراني أمام القوات الروسية تصاعدت أصوات داخل الكونغرس الأمريكي، تدعو إلى تزويد أوكرانيا بطائرات أمريكية الصنع من طرازَي إف 15 وإف 16، كما أطلقت كييف حملة علاقات عامة جديدة لمحاولة التغلب على رفض إدارة بايدن لهذه الفكرة.
كانت كييف قد دعت سابقاً الولايات المتحدة إلى تزويدها بطائرات مقاتلة من طراز F-15 وF-16، لكن إدارة بايدن أوضحت من قبل أن مثل هذه الخطوة تمثل خطاً لن تتخطاه.
لكن في الأسبوع الماضي، في علامة نادرة على الشراكة بين الحزبين المتنافسين في أمريكا تجاه أزمة أوكرانيا، قدم اثنان من قدامى المحاربين في القوات الجوية الأمريكية في الكونغرس مشروع قانون يدعو إلى تدريب الطيارين والأطقم المقاتلة الأوكرانية على الأصول الجوية العسكرية الأمريكية، حسبما ورد في تقرير لموقع 1945 الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية.
ففي رسالة مقدمة من النائب آدم كينزينجر (جمهوري من إلينوي)، والنائب كريسي هولاهان (ديمقراطي من بنسلفانيا)، جنباً إلى جنب مع النائب تيد دبليو ليو (ديمقراطي من كاليفورنيا)، قالوا: "بصفتنا قدامى المحاربين في القوات الجوية نعلم أنه في أي نزاع مع جيش فإن أحد الإجراءات الأولى هو فرض تفوق جوي، واستناداً إلى التقارير العامة لم يقم الأوكرانيون ولا الروس بفرض تفوق جوي حتى الآن، نعتقد أن الولايات المتحدة وحلفاءنا في الناتو يمكنهم مساعدة أوكرانيا على تغيير الوضع في المجال الجوي، ومنح القوات الأوكرانية ميزة حاسمة في الحرب".
روسيا لم تحقق الهيمنة الجوية بعد
إذا كان هناك فارق هائل بين القوة العسكرية والاقتصادية بين روسيا وأوكرانيا، فإن هذا الفارق يصل إلى أقصى اتساعه في المجالين الجوي والبحري.
سلاح الجو الأوكراني ضعيف حتى بمعايير العالم الثالث، فقوامه الأساسي 37 طائرة ميغ، معظمها من نسخ قديمة غير محدثة بمستوى يناهز النسخ الروسية، ولديها 17 مقاتلة متخصصة في القصف الجوي من طراز سوخوي 25، و12 قاذفة من طراز سوخوي 24، وأقوى ما في جعبتها 32 من الطائرة الشهيرة سوخوي 27 الشهيرة، التي تعود للثمانينيات، ويُعتقد أنها تعادل في قدراتها الـ"إف 15″ الأمريكية.
الفارق الهائل يُظهر من أن روسيا لديها (229 طائرة) من السوخوي 27، ولديها نسخ أحدث من عائلة سوخوي هذه لا تمتلكها كييف، منها 111 من طائرات سوخوي 30 الروسية الشهيرة، التي تقارَن بالـ"إف 15 سترايك إيجل" الأمريكية، وتمتلك موسكو 92 من النسخة الأحدث من هذه العائلة الطائرة الشهيرة، سوخوي 35، إضافة إلى 124 من المقاتلة القاذفة سوخوي 34 المطورة عن الأصل نفسه.
في واحدة من غرائب الحرب لم تحقق روسيا هيمنة جوية على سماء المعركة، رغم مرور نحو خمسة أشهر من الحرب.
وُصف إخفاق موسكو في تحقيق التفوق الجوي في أوكرانيا بأنه إحدى أهم الثغرات في الأداء الروسي في الحرب.
وكان يفترض أن تكون القوة الجوية واحدة من أهم مزايا روسيا على جارتها الأصغر، حيث كان من المتوقع أن يلعب سلاح الجو الروسي دوراً حيوياً في العمليات العسكرية، وهو دور كان من الممكن أن يسمح للقوات البرية الروسية بالتوغل في عمق أوكرانيا، والاستيلاء على العاصمة كييف، حسب موقع 1945 الأمريكي، المتخصص في الشؤون العسكرية.
لم يكن هذا القصور في أداء القوات الجوية الروسية بسبب نقص الخبرة أو القدرة، حيث تمتلك روسيا ما يقرب من 4000 طائرة مقاتلة وقاذفة لديها خبرة في قصف أهداف في سوريا وجورجيا والشيشان.
قد يكون السبب هو الأسلحة المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، التي زود الغرب بها أوكرانيا بأعداد كثيفة، والتي حدت من قدرات الطيران الروسي من قصف الأهداف الأوكرانية من مسافات قريبة، إضافة لامتلاك أوكرانيا لنظام صواريخ إس 300 السوفييتي الصنع المضاد للطائرات بعيدة المدى.
وقد يرجع ذلك إلى نقص خبرة الروس في تنسيق الهجمات بين القوات البرية والجوية مقارنة بخبرات القوات الجوية للدول الغربية وإسرائيل في هذا النوع من العمليات، وهو النقص الذي كان يعتقد أن الروس قد تغلبوا عليه.
بايدن رفض طلب أوكرانيا بتزويدها بطائرات أمريكية
وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مراراً تزويد بلاده بطائرات حربية على وجه السرعة؛ لمواجهة الهجوم الواسع الذي تشنه روسيا.
وفي مايو/أيار الماضي، زار مشرعون أوكرانيون واشنطن، حيث طلبوا حصول بلادهم على طائرات أمريكية، بما في ذلك F-16 وF-15 وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة وغيرها من الدفاعات الجوية المتقدمة.
لم تستجب واشنطن، كما أن الفكرة البديلة والأسهل، التي تقضي بتقديم دول أوروبا الشرقية لبعض طائرات ميغ السوفييتية الصنع التي ورثتها عن العهد الشيوعي إلى كييف مقابل الحصول على بدائل أمريكية لم تمضِ قدماً.
كان واضحاً أن المسؤولين الأمريكيين متحفظون على فكرة تزويد أوكرانيا، سواء بطائرات أمريكية الصنع أو سوفييتية من مخزون دول أوروبا الشرقية، لعدة أسباب، أولها الخوف من استفزاز روسيا، وكذلك لأنهم يرون أنها قد لا تكون بلا جدوى كبيرة، بسبب التفوق الروسي الهائل في عدد الطائرات وقدراتها، والأهم أنهم يرون أن الحاجة لتدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرات الأمريكية تحديداً قد يستغرق وقتاً طويلاً.