بغداد اليوم- بغداد

تعرفوا على بعضهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ليشكلوا عصابة للاحتيال على صاغة الذهب، العصابة تكونت من شابة وشاب، حيث بدأت المتهمة المراسلة معه وسألته عن طبيعة عمله ورد عليها بأنه عاطل عن العمل، وبعد أيام عدة اخبرها بفكرة تكوين عصابة معه تحتال على صاغة الذهب عن طريق الدخول على صفحاتهم الالكترونية الخاصة بمحلاتهم والطلب منهم شراء مصوغات ذهبية وتبديلها بذهب مغشوش.
وأوردت صحيفة "القضاء" أقوال المتهمة هالة (اسم مستعار)، وهي من مواليد 1992، بعدما أقدمت وباتفاق مع المتهم (هاني) من مواليد 2001 على سرقة محلات صاغة الذهب في بغداد بعمليات نصب واحتيال عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فيما لم ينجحوا في العملية الخامسة بعد كمين نصب له بإشراف مباشر من قبل قاضي التحقيق والجهات الامنية المتابعة لهذه الجرائم ليتم القاء القبض عليهم.
تقول المتهمة (هالة) إنها رفقة المتهم (هاني) كانوا يدخلون على الصفحات الالكترونية الخاصة بمحلات الذهب ويطلبون منهم شراء مصوغات ذهبية وعند توصيلها للمكان المتفق عليه بواسطة (مندوب التوصيل) يقومون بشراء نصفها والنصف الآخر يتم تبديله بـ(ذهب برازيلي مغشوش) وإعادته في العلبة ثم إرجاعه لصاحب المحل عن طريق المندوب. 
وتتحدث المتهمة عن أولى عملياتهم قائلة إنها قامت بالدخول بواسطة حساب وهمي مسجل باسم فتاة على موقع الفيس بوك على محل ذهب وقامت بمراسلته وطلبت منه شراء (زنجيل عدد 2 / عيار 21 مع حجل)، تم الاتفاق فيه على مبلغ الشراء بـ ( 4 ملايين دينار عراقي) وعن طريق مندوب التوصيل وصلت الطلبية، الا إنهما قاما بالشراء بدفع مبلغ مالي لثمن الحجل فقط، كونها قامت بتبديل الزناجيل الذهبية ووضعت بدلا عنه الذهب المزيف في العلبة المرسلة من قبل صاحب صياغة الذهب، فيما قاما ببيعه بـمبلغ كبير.
وتبين أن "العملية الثانية عندما قام المتهم بالدخول على صفحة لاحد باعة الذهب، وقام باختيار (زنجيل كارتير وقلادة كارتير عيار / 21 وحجل عيار / 21) بعد التصفح في منشوراته وتم الاتفاق على شراء الذهب بـ (أربعة ملايين دينار وثلاثمائة الف دينار) وقمت بالاتفاق معه على توصيلها عن طريق مندوبهم في المكان المحدد والمتفق عليه من قبلنا، حيث قمنا بفتح العلبة وتم شراء (الحجل الذهبي) فقط ودفع ثمنه من قبل المتهم، فيما قمت بتبديل (الزنجيل والسوار الكارتير) بسرعة بذهب برازيلي مزيف ووضعه في الصندوق وإعادته إلى المندوب وبعدها توجهنا إلى بيعه بمبلغ قدره (ثلاثة ملايين دينار واربعمائة الف دينار عراقي)".
وتابعت "في العملية الثالثة قمنا بالدخول على صفحة محل لبيع الذهب عن طريق موقع (انستغرام وهمي) وقمت بالتصفح في منشوراته وقمت باختيار ( زنجيل كارتير وحجل عيار / 21) وطلبت منه توصيله وبالفعل حضر المندوب وقمنا بوصف الطريق له بالدخول الى احد الازقة وعند وصوله قامت المتهمة باخذ العلبة التي تحوي الذهب وطلبت من المندوب الاتصال بصاحب محل الذهب لغرض إرجاع جزء من الطلب وعند موافقة صاحب المحل بإرجاع (الزنجيل) قامت بتبديله بذهب برازيلي مزيف وقمنا باختيار الحجل الذهبي، بعدها قمنا ببيعه بمبلغ قدره (ثلاثة ملايين وستمائة الف دينار عراقي)".
ولفتت إلى أنه "بعد ساعتين من تنفيذ العملية الثالثة قمنا بالدخول على صفحة محل ذهب عن طريق موقع (الانستغرام) من صفحتي باسم مستعار ووهمي وقمت بالتصفح في منشوراته وقمت باختيار (تخم ذهب وقلادة خفيفة عيار / 21) وطلبت منه توصيل في المكان المحدد من قبلنا وبالفعل حضر المندوب وقمنا بوصف الطريق له بالدخول الى احد الازقة وعند وصوله قمت باخذ العلبة التي تحوي الذهب والاتصال بصاحب محل الذهب لغرض ارجاع جزء من الطلب وعند موافقة صاحب المحل بارجاع ( تخم الذهب) قامت بتبديله بذهب برازيلي مزيف وقمنا باختيار (القلادة الذهبية)، لنقوم بعدها ببيعه بمبلغ قدره ( مليونين دينار عراقي)".
وتتحدث المتهمة عن العملية الخامسة والاخيرة والتي كان التخطيط لها من قبلهم حيث تم مراسلة احد باعة الذهب وطلبت منه شراء (حجل ذهبي وزنجيل كارتير عيار / 21) وتوصيلها وبعدها تم الاتصال بهم وقمت بالرد على الاتصال ووصل المندوب الينا في المكان الذي تم تحديده وخلال ذلك تم القبض علينا مباشرة من قبل دوريات النجدة وتم ضبط عقد ذهب ناعم اصلي وحجل ذهبي عدد / 1 غير مغشوش مع قطع ذهبية مزيفة أخرى".
من جانبه أوضح القاضي محمد عبد جازع قاضي محكمة تحقيق الرصافة أنه "بعد ورود شكاوى من قبل اصحاب محلات الذهب الذين تعرضوا للنصب والاحتيال تم التحقيق في القضية والتواصل مع اصحاب المحلات حتى تم نصب كمين للمتهمين من قبل القوات الامنية والقاء القبض عليهم بالجرم المشهود".
وقال القاضي إن "المتهمين يقومون بشراء قطعة واحدة من الطلبية التي ترسل إليهم بحيث تكون رخيصة الثمن ويقومون بتبديل القطعة الغالية الثمن بذهب برازيلي مغشوش مزيف"، لافتاً إلى ان "وقت استلام الطلبية غالباً ما يكون في المساء حتى يصعب على مندوب التوصيل التمييز بين (المصوغات الذهبية الأصلية) وبين (المصوغات المغشوشة)".

وأشار إلى أن "ذلك الاسلوب الاجرامي هو نمط جديد مستحدث من عمليات الاحتيال يقتضي فيه توعية الاوساط العاملة في مجال تجارة المصوغات الذهبية من اجل المحافظة على اموالهم مستقبلاً". 
ولفت إلى أن "كمينا نصب لهم تم فيه القاء القبض على المتهمين بالجرم المشهود، حيث اعترفوا صراحة بعمليات الاحتيال على (صاغة الذهب) وذكروا أنهم تعرفوا عليهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) وبدأوا بعمليات النصب الاحتيال وقاموا بأكثر من خمس عمليات نصب واحتيال على محلات الذهب, وتأييد اعترافهم بمحضر كشف الدلالة ومحضر ضبط الحلى الذهبية الكاذبة المضبوطة بحوزتهم اثناء القبض عليهم".