بغداد اليوم - متابعة

ينتشر التداول بالعملات الأجنبية بين الكثير من المستثمرين والمقصود به التعامل مع العملة كسلعة تشترى وتباع، وتتم تلك العملية من قبل شركات الوساطة التي تقوم بدور كبير في تسهيل عمليتي الشراء والبيع للعملات الأجنبية من كافة دول العالم وأيضا بواسطة كافة وسائل التواصل المتنوعة أو ما يشتهر بنظام OTC.

ويكون الهدف الرئيسي من التداول في الأسواق الأجنبية تحقيق الأرباح من خلال شراء العملات بأسعار منخفضة ثم بيعها بأسعار مرتفعة ليعد ذلك من أفضل الفرص الاستثمارية التي يستمر المتداولون في سوق الفوركس بالسعي بها للاستفادة من خلال مراقبة الأسعار وانتهاز الظروف المناسبة لعقد الصفقات. 

ولكن عليك معرفة أن هذا النوع من الاستثمار بالرغم من تميزه بالعديد من المزايا إلا أنه يشتمل على بعض المخاطر التي قد توجد في أي نوع استثمار آخر غيره، والتي سنركز في مقالنا هذا على توضيح هذه المخاطر وكيفية إدارتها للتقليل من احتمالية الخسائر أو منعها.

سوق العملات الأجنبية 

من المعروف أن سوق العملات الأجنبية من الأسواق ذو السيولة العالية ويعمل اليوم وهذا على عكس سوق تداول الأسهم، ويعد ذلك من أهم المزايا التي تجعل الكثير من الأشخاص يفضلون الاستثمار فيه.

ذلك يساعد على جعل عملية التداول أسرع وأسهل بالإضافة إلى عدم وجود جهة أو شخص يمكنه التحكم في المتداول، ولكن قد تكون هذه الميزة من أكثر المخاطر التي توجد في سوق العملات في الوقت ذاته والتي يمكن أن تتجاوز سواء أداء الشركات أو أداء الأشخاص المتداولين، لذلك عليك فهم كافة الاستراتيجيات الخاصة بالتداول لتتمكن من التداول الناجح والفعال.

أوجه مخاطر التداول في سوق العملات الأجنبية 

هناك العديد من المخاطر التي يمكن أن تواجهك أثناء التداول بالعملات الأجنبية ومن أهم هذه المخاطر ما يلي

1. مخاطر الروافع المالية 

بالرغم من أن الرافعة المالية التي تعمل بنظام الهامش من أبرز مزايا سوق العملات الأجنبية إلا أنها يمكن تنقلب على المتداول بشكل عكسي في الأسواق.

حيث يمكن أن تؤدي أثناء تقلب أوضاع السوق لإجبار المستثمر على دفع قيمة مالية إضافية، مما يؤدي إلى تعرضه لخسائر مالية كبيرة يمكن أن تتعدى رأس المال الأساسي  للمتداول أو الاستثمارات الأولية، لذلك تعتبر الرافعة المالية سلاح ذي حدين، لأن الدخول في صفقة ضخمة يمكن أن يربح المزيد من الأموال ويمكن أيضا أن يزيد حجم الخسارة.

2. مخاطر أسعار الصرف ومعدلات الفائدة 

قد تؤدي التغييرات التي تحدث في قيمة العملات إلى الخسائر الكبيرة للمتداولين وهي ما تعرف بأسعار الصرف.

فحين يقوم المتداولون بشراء عملة دولة أخرى أو بيع عملة مقابل شراء عملة أخرى في سوق العملات الأجنبية فالتغييرات في معدلات الفائدة والقيمة النسبية الخاصة بتلك العملات هي التي تحدد مدى تحقيق الأرباح أو الخسائر، كما أنه في حالة شراء المتداول لعملة ما وانخفضت قيمتها فيعرضه ذلك إلى المزيد من المخاطر والخسائر.

 3. المخاطر الجيوسياسية 

إذا كنت من الأشخاص الذين يرغبون في الدخول للاستثمار في سوق العملات الأجنبية فعليك معرفة أن حالة عدم استقرار بلد ما وتعرضها لبعض الاضطرابات السياسية يمكن أن تؤثر بصورة مباشرة على قيمة العملة لهذه الدولة وسوق العملات.

حيث يشعر المتداولون بالقلق في حالة حدوث بعض الأمور السيئة فيعملون على تحويل أموالهم بشكل فوري بعيداً عن عمله هذه الدولة مما يترتب عليه انخفاض قيمة هذه العملة إلى حد بعيد 

4. مخاطر الطرف المقابل

والطرف المقابل في عمليات التداول أو في كافة المعاملات المالية يكون الأفراد الذين يعملون على توفير الأصول للمستثمرين أو تكون شركات الوساطة القائمة على تنفيذ الصفقات، وتتمثل مخاطر الطرف المقابل في عدم التزام الطرف المقابل بالشروط المتفق عليها في الصفقة أو التقصير فيها وعدم الوفاء مما يتسبب في تعرضك للمخاطر المباشرة في الخسارة المالية الهائلة.

كيف يمكن تجنب مخاطر التداول في سوق العملات الأجنبية؟ 

يوجد بعض الاستراتيجيات والآليات التي يجب وضعها في الاعتبار من قبل المستثمرين قبل البدء في الدخول في عالم التداول في سوق العملات الأجنبية لتجنب مخاطر السوق التي يمكن أن تواجهه والتقليل منها قليلا ومن أهم هذه الاستراتيجيات التي وضعت من قبل أنجح المستثمرين في التداول، هي  ما يلي:- 

• تعلم التداول : إذا كنت من المتداولين الجدد الراغبين في الدخول بسوق العملات الأجنبية عليك في البداية تعلم التداول بشكل صحيح، ومعرفة كافة الموضوعات والمعلومات المتعلقة بسوق تداول الفوركس بالإضافة إلى محاولتك لكسب خبرة في سوق العملات الأجنبية، سواء كان بواسطة الفيديوهات أو الدروس أو المحاضرات عبر الشبكة.

• عدم المخاطرة برأس المال بأكمله : عليك التمهل قليلاً قبل البدء في التداول وعدم المخاطرة برأس مالك بالكامل حتى لا تستطيع تحمل الخسارة الفادحة، وهي من أهم الآليات الأساسية لإدارة المخاطر في سوق العملات الأجنبية.

• استخدام جني الأرباح : وهذه الإستراتيجية لتجنب مخاطر التداول  في سوق العملات الأجنبية تعتمد على إغلاق الصفقات بصورة تلقائية عند وصولها إلى حد معين من الأرباح.

وضع خطة تداول مناسبة : لا بد من وضع المتداول لخطة تداول فعالة، حيث تعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات لإتمام عملية التداول بنجاح، مع مراعاة الواقعية في هذه الخطة وتحديد حجم المخاطر التي يمكن التعرض لها وحجم الأموال المتداول بها، وتحديد شركة الوساطة التي تنوي التعاون معها، بالإضافة إلى وضع التحليلات والبيانات الاقتصادية في الاعتبار حتى تستطيع تجنب مخاطر التداول في سوق العملات الأجنبية إلى حد بعيد.