بغداد اليوم - ديالى

 شكلت معامل انتاج الاملاح لمختلف الاستخدامات ومنها ملح الطعام لعقود طويلة قطاع اقتصادي يدر الارباح على المئات من العاملين في مناطق عدة من ديالى، الا انه عانى بالآونة الأخيرة من انتكاسات كبيرة بعد 2003 دفع الى تقلصه بنسبة تصل الى 95%..

وقال مدير ناحية بني سعد، نجم السعدي في تصريح خص به (بغداد اليوم) إن "معامل انتاج الاملاح وخاصة ملح الطعام من القطاعات الاقتصادية التي تنشط في المدينة الصناعية في اطراف الناحية لكنها تقلصت بعد 2003 لأسباب متعددة ابرزها كثرة الاستيراد وقلة الدعم الحكومي واسباب أخرى".

واضاف انه "لم يتبقى سوى 4 معامل صغيرة ومتواضعة لإنتاج الاملاح"، لافتا الى ان "هذا القطاع هو واحد من عشرات القطاعات التي لو جرى رعايتها ودعمها ستتحول الى قطاع اقتصادي كبير يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي وانهاء ملف الاستيراد الذي يكلف ملايين الدولارات سنويا خاصة وان كل متطلبات الانتاج متوفرة".

اما ابو نبيل وهو صاحب معمل صغير لإنتاج ملح الطعام اضطر لإغلاقه قبل 5 سنوات قال إن "انتاج ملح الطعام مثلا يمكن ان يتحول الى قطاع كبير خاصة وانه مادة اساسية لا يمكن الاستغناء عنها مؤكدا بان 40 مليون عراقي يتناولون الملح يوميا اي اننا امام استهلاك لا ينضب".

وأضاف انه "عمل في صناعة الملح لأكثر من نصف قرن وكان معمله ينتج عشرات الاطنان شهريا ويزود بها الاسواق والمؤسسات الحكومية ومنها وزارة الدفاع حتى موائد القصر الجمهوري كانت تعتمد على الانتاج المحلي في توريد ملح الطعام لجودته".

واشار الى ان "انتاج ملح الطعام العراقي لا يستحوذ سوى 5% من حصة الاسواق فيما يلتهم ملح الطعام المستورد من ايران وتركيا وبعض دول الخليج على حصة الاسد حاليا رغم ان بلادنا تتميز بوجود وفرة في انتاج ملح الطعام وبكميات كبيرة خاصة في الجنوب ومناطق اخرى ومنها ديالى".

ولفت الى ان "الملح هو الذهب الابيض الذي لا تعرف قيمته الا بعد فقدانه"، مؤكدا ان "اسباب عدة ستدفع الى اندثار انتاجه خلال سنوات معدودة لان التسويق والانتاج ضعيف جدا".