آخر الأخبار
ظهور بعد اختفاء.. ما سر نمو النزاعات العشائرية في إقليم كردستان؟ - عاجل شرطة النجف تعلن ايقاف التنقلات للضباط والمنتسبين لحين صدور جدول تموز النزاهة تضبط موظفين اثنين في الديوانية للإخلال بواجبات الوظيفة وتسلم الرشوة وفاة "جوجو دعارة" بظروفٍ غامضة داخل سجن العدالة ببغداد الحكومة العراقية تصدر بيانًا جديدًا عن "انهاء عمل بعثة الأمم المتحدة"

المخدرات والقبائل والنزاعات السياسية مزيج قاتل في محافظة عراقية واحدة

تقارير مترجمة | 23-02-2022, 15:08 |

+A -A

بغداد اليوم - ترجمة: ياسمين الشافي 

سلط تقرير اعدته وكالة الانباء الفرنسية، فرانس برس، على محافظة ميسان، المتاخمة لإيران، الضوء على المشاكل الرئيسية التي تعاني منها المحافظة، حيث اجتمع تهريب المخدرات والنزاعات القبلية وتصفية الحسابات السياسية في مزيج سام يعكس الانقسامات السياسية الأوسع في البلاد ومحاربة الفساد.

وقال التقرير الذي ترجمته (بغداد اليوم): "يحاول العراق الذي مزقته الحرب التعافي من سنوات من العنف بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والعمل على استئناف الحالة الطبيعية، لكن في ميسان، تعتبر العنف حدثًا شبه يومي مع استهدافات منتظمة للشرطة والمسؤولين القضائيين لمحاولات اغتيال".

وقال النائب المستقل أسامة كريم البدر، إن "تهريب المخدرات والصراعات القبلية هما السببان الرئيسيان لتدهور الوضع الأمني ​​في ميسان".

واضاف "كان شباط دمويا بشكل خاص، اولا اغتيال الشرطي حسام العليوي، وكان القاضي أحمد فيصل المتخصص في قضايا المخدرات على وشك الموت، وقبل ذلك بشهر قتل عضو بارز في حركة رجل الدين مقتدى الصدر".

وقال ضابط في الشرطة، لوكالة فرانس برس طلب عدم الكشف عن هويته، إنه "كان متوجها إلى منزله عندما أغلق مهاجمون طريقه وفتحوا النار".

في نفس اليوم الذي زار فيه الكاظمي محافظة ميسان في محاولة للتصدي للعنف وقعت جريمة قتل أخرى، والقتيل من عناصر سرايا السلام، حيث أمر الكاظمي بإجراء تعديل وزاري لكبار المسؤولين الأمنيين وحذر قائلا: "أمامنا خياران هما الدولة أو الفوضى".

وتابع تقرير الصحيفة الفرنسية انه "على مدى السنوات الماضية، شهد العراق طفرة في بيع المخدرات واستخدامها، لا سيما في المحافظات الوسطى والجنوبية المتاخمة لإيران والتي غالبًا ما تكون بمثابة طرق رئيسية للمخدرات، ولا سيما الميثامفيتامين المنبّه".

وتقول وزارة الداخلية العراقية إن "محافظة ميسان من أعلى معدلات الاتجار بالمخدرات واستهلاكها ".

وأقر رئيس الأمن الإقليمي الفريق، محمد جاسم الزبيدي بأن ميسان بمثابة "طريق لتهريب المخدرات".

واضاف لوكالة فرانس برس ان "قواته تشن غارات يومية وكل يوم تصادر الاسلحة كما اعتقلت القوات الأمنية عشرات الأشخاص في غضون أيام".

لكن وفقا للناشط والصحفي صباح السيلاوي، فإن "الجهود أعاقت بسبب هيمنة التقاليد القبلية، التي تتعمق في ميسان أكثر من أي مكان آخر".

وقال موضحاً انه "في بلد لا تزال فيه الولاءات القبلية متجذرة بعمق بينما تضعف مؤسسات الدولة بسبب عقود من الحرب، تلجأ القبائل غالبًا إلى قواعد السلوك والتقاليد الخاصة بها لحل النزاعات الشخصية أو حتى المعارك المميتة، متجنبة اللجوء إلى السلطات"

وتابع السيلاوي "الضابط لا يستطيع أداء مهامه لأنه سيهدد من قبل قبيلة، كما ان عائلته ستتعرض للتهديد".

وقال ضابط في الجمارك إن "مثل هذا العنف يمتد إلى معبر الشيب الحدودي مع إيران حيث توجد منافسة شرسة بين القبائل المتناحرة والفصائل المسلحة للسيطرة"

واضاف الضابط، الذي فضل عدم الكشف عن هويته حرصا على سلامته: "يمكنهم التهديد بقتل الموظفين الذين قد يميلون إلى منع الاتجار بأي نوع سواء كانت المخدرات أو المنتجات الغذائية منتهية الصلاحية".

بهذا الصدد، أشار الزعيم العشائري المؤثر كريم الحسيني إلى معبر الشيب باعتباره إحدى "المشاكل الكبيرة" في المحافظة.

وبين "المعبر الحدودي من حيث المبدأ يجب أن يكون مصدر منفعة لمحافظة ميسان وللعراق وليس مصدرا للخلافات والمشاكل".

عنصر آخر في هذا المزيج العنيف، الذي انعكس في مقتل ضابط الشرطة علياوي - هو التنافس بين أصحاب الثقل السياسيين في العراق في بلد تصاعدت فيه الانقسامات السياسية بعد انتخابات تشرين الأول.

وأشار السيلاوي إلى أن "الفصائل السياسية في ميسان مثل أي مكان آخر في العراق تتنافس على السلطة والمصالح الاقتصادية".