آخر الأخبار
تنويه من خلية الإعلام الأمني لأهالي ابي غريب والمناطق المحيطة بها غبار وامطار وثلوج.. تقلبات جوية حادة بأجواء العراق ابتداء من اليوم انهيار جسر حديدي في ميسان يتسبب بمصرع واصابة 3 مواطنين (صور) ماريجوانا وكريستال واسلحة واعتدة تضبطها عمليات بغداد بجانبي الكرخ والرصافة انفجارات قوية تضرب وسط إسرائيل وصافرات الإنذار تدوي في الأجواء

يجول على دراجته.. بائع شاي عراقي يجذب زبائنه بالبدلة الرسمية

منوعات | 15-02-2022, 22:09 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة 

يقول وسام إنه يرتدي الزي الرسمي خلال عمله لأنه يراه من الأشياء الجميلة كونه لا يملك أي مناسبة في حياته بسبب انشغاله ويعدّ عمله في بيع الشاي مناسبته اليومية.

بائع الشاي الأنيق

وسام يستخدم دراجة نارية خلال عمله في بيع الشاي والمشروبات الساخنة

يجول بائع الشاي وسام الجبوري (34 عاما) في مدينة كربلاء (جنوب بغداد) بملابسه الرسمية الأنيقة، حيث يتنقل على دراجته النارية في شوارع المدينة لبيع المشروبات الساخنة كالشاي والحليب والقهوة لزبائنه من المارّة وأصحاب المحلات التجارية.

 

ويقول وسام إنه متزوج ولديه 4 أولاد، 3 بنات وابن واحد، ولم يستطع إكمال دراسته بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الشباب وتشهدها معظم مدن العراق

بائع الشاي الأني قوسام يؤكد أن ارتداءه الملابس الأنيقة مكّنه من جذب مزيد من الزبائن

ملابس أنيقة

ويبيّن للجزيرة نت أنه يرتدي الزي الرسمي خلال عمله لأنه يراه من الأشياء الجميلة كونه لا يملك أي مناسبة في حياته بسبب انشغاله ويعدّ عمله في بيع الشاي مناسبته اليومية.

 

ويوضح الجبوري أن الهدف من ارتداء الملابس الأنيقة إيصال رسالة إلى الشباب في العراق والعالم عامة بالظهور بأجمل صورة في العمل، وبذلك يعكس ثقافته وترتيبه، مشيرا إلى أن ارتداء الملابس الأنيقة أسهم في زيادة مبيعاته وجذب الزبائن بشكل ملحوظ حتى أصبحت له شهرة محلية.

 

 

ويتحدث الجبوري عن تفاعل الناس معه في بيع الشاي، إذ يعامله كثير من الناس بلطف وينظرون إليه بفخر، داعيا الشباب إلى عدم البقاء في أصفاد البطالة منتظرين الوظائف الحكومية بل عليهم أن يجتهدوا لابتكار فرص للعمل تحقق لهم مردودا ماليا جيدا.

 

ويعرب عن طموحه في فتح مقهى ثقافي غير مزود بالإنترنت، إنما يحتوي على كتب ثقافية توعوية، وأن يكون المكان ثابتا لأن التنقل من مكان إلى آخر لبيع الشاي أتعبه، كما يطمح أن يوصل أولاده إلى الدراسة الجامعية حتى لا يلاقوا ما لاقاه هو من معاناة في حياته.

 

ويؤكد الجبوري أن وارداته من بيع الشاي والمشروبات الساخنة لا تكفيه وعائلته، فهو يسكن في ممر بين دارين، عرضه متران وطوله 6 أمتار، متمنيا أن يحصل على مسكن مناسب يحتويه مع أسرته.

 

بائع الشاي الأنيق الزبائن يشيدون بجمال مظهر وسام وحسن تعامله

فكرة حضارية

يقول يونس الإبراهيمي إن صديقه وسام شاب مؤدب وطموح في عمله ويسعى بجهد لتحقيق أهدافه، وإنه كان أول الداعمين لوسام، بسبب ما ميزه من أسلوب عمل وارتدائه الملابس الرسمية خلال بيعه الشاي، وهذه فكرة حضارية لافتة.

 

 

ويضيف أن الأناقة شيء جميل وهي ما يميز وسام، كما أنه صاحب ذوق عال في علاقاته وتعاملاته الاجتماعية، مؤكدا أن وسام يتحرى الرزق الحلال ويفكر في تربية أولاده، ويطمح إلى توسيع عمله وأن يكون له منزل مناسب يؤويه وعائلته.

 

وينوّه إلى أن عامة الناس والزبائن يتعاملون مع وسام بمحبة واحترام، مبديا أسفه على واقع الشباب في العراق، ويقول "شبابنا مبدعون إن سنحت الفرصة لكن ظروفا عديدة منعتهم من الإبداع".

 

شخص مختلف

ويرى رائد الأعمال علاء التميمي، وهو أحد زبائن الجبوري، أن وسام شخص مختلف عن بقية الشباب، وتعدّ قصته رسالة إلى كل الشباب الذين يئسوا من تحقيق أحلامهم أو يرون أن النجاح بعيد أو صعب، لافتا إلى أن وسام دخل بطريقة مختلفة لفتت انتباه المجتمع بأناقته وترتيبه خلال عرضه للشاي وتعامله الحسن؛ فحقق شهرة واسعة.

 

ويضيف التميمي أن وسام ذكّره بأول انطلاقته، إذ "كنت في حالته نفسها ووضعه الاجتماعي نفسه، ولم أكن أرى أي شيء صعبا في طريقي، وكنت دائما ما أضع أهدافي أمامي وأعمل، إلى أن وصلت إلى مرحلة جيدة، لذلك أرى نفسي في قصة وسام".