بين كُلف الترميم العالية والفساد المستشري.. العراق يكافح للاستفادة من قصور صدام المتداعية
تقارير مترجمة | 3-02-2022, 14:08 |
بغداد اليوم - ترجمة: ياسمين الشافي
سلط تقرير اعدته وكالة الانباء الفرنسية، الضوء على قصور النظام السابق صدام حسين، فيما اشار الى تخبط الدولة ومكافحتها للاستفادة منها في ظل التحديات المختلفة.
وقال تقرير فرانس برس، ترجمته (بغداد اليوم) إنه "في أنحاء العراق هناك أكثر من 100 قصر وفيلا فخمة بناها الدكتاتور السابق صدام حسين، بعضها قيد الاستخدام بينما والكثير منها في حالة خراب مثل معظم البلد الذي مزقته الحرب".
واضاف ان "القصور عكست جنون العظمة وأوهام عظمة صدام، بأعمدتهم الرخامية ومنحوتاتهم المزخرفة وأثاثهم المبهرج، حيث انه زار بعضهم مرة أو مرتين فقط، في العديد من الأماكن تم استخدام الأحرف الأولى (ص.ح) التي لا تزال مرئية كتذكير بالرجل الذي أطاح به الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003".
واشار الى انه "تم نهب معظم القصور خلال فوضى الغزو، عندما سرق اللصوص كل ما يمكنهم حمله، حتى قاموا بتمزيق الأسلاك الكهربائية من الجدران، ومنذ ذلك الحين تم منح حفنة فقط من القصور الفخمة فرصة ثانية للاستخدام، غالبا كقواعد عسكرية أو إدارات عامة، ونادرا ما تكون متاحف".
وتابع التقرير ان "معظم تلك القصور فارغ ويرجع ذلك جزئيا إلى أن تكلفة تجديدها باهظة"، بهذا الصدد قال ليث مجيد حسين مدير مجلس الدولة العراقية للآثار والتراث إنه "يمكننا تحويل القصور إلى متاحف على الأقل متاحف فنية او عن العائلة المالكة أو الفن الإسلامي".
لكنه أقر بأن "إعادة تأهيل العديد من القلاع العملاقة في العراق يتطلب مبالغ ضخمة".
وقال مسؤول حكومي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن "الروتين والكسب غير المشروع المتجذر يمثلان عقبات أخرى".
وأوضح أن "البيروقراطية والفساد يعرقلان ترميم تلك القصور لتحويلها إلى مجمعات سياحية أو مراكز تراثية".
رمز الديكتاتورية:
لفت التقرير الفرنسي الى ان "صدام حسين وخلال فترة حكمه لأكثر من عقدين من الزمان في الدولة الغنية بالنفط، بنى العديد من المعالم والقصور بينما كان يتحدى بمرح الحظر الغربي في التسعينيات والقوى الأجنبية الأخرى".
وتابع: "في بغداد يوجد الآن ثلاثة قصور مقر رئاسة الجمهورية ومكاتب رئيس الوزراء، اما مجمع الفاو الفخم - المحاط ببحيرة اصطناعية - يضم منذ عام 2021 الجامعة الأمريكية الخاصة، التي بناها مستثمر عراقي".
وأعرب رئيس الجامعة مايكل مولنيكس، عن فخره بالمشروع الذي جعل قصر ديكتاتور سابق ورجل لا يرحم إلى حد ما مؤسسة للتعليم العالي، حيث قال إنه "بينما ظل القصر الرئيسي سليما نسبيا فأن جميع المباني الأخرى دمرت بالفعل وكانت النوافذ كلها محطمة، وكانت هناك طيور تحلق حولها وثعابين على الأرض، لذا كان الأمر سيئاً للغاية وكان علينا الدخول وإجراء تجديدات كبيرة".
واضاف التقرير انه "في مدينة البصرة الجنوبية بقيت ثلاثة قصور تم استخدام اثنين من قبل الحشد الشعبي، بينما أصبح الثالث متحف اثار مرموق".
قال قحطان العبيد الرئيس الإقليمي للآثار والتراث: "لقد نجحنا في تحويل رمز الديكتاتورية هذا إلى رمز للثقافة".
وأشار إلى أن البصرة هي المحافظة العراقية الوحيدة حتى الآن "التي حولت قصرا إلى مبنى تراثي"، مضيفاً ان "العراق يضم 166 منزلا وفيلا ومجمعات اخرى تعود الى عهد صدام".
وقال مهندس معماري من النظام السابق طلب عدم ذكر اسمه إنه "منذ عام 2003 لم تقم الحكومات العراقية ببناء القليل وثبت أنها غير قادرة على مطابقة ما أقامه صدام".
وبحسب مصدر فأن "السلطات في محافظة بابل تخطط لتحويل قصر يطل على موقع اليونسكو للتراث العالمي هناك إلى متحف".
ولفت الى ان "المدينة العراقية المعروفة باسم مدينة القصور كانت تكريت، مسقط رأس صدام شمال غرب بغداد على نهر دجلة حيث كان ان هناك يقع المكان الذي أعدم فيه تنظيم داعش في عام 2014 ما يصل إلى 1700 طالب في سلاح الجو فيما أصبح يعرف باسم مذبحة سبايكر".
يزور المشيعون الآن النصب التذكاري الذي أقيم في الموقع على ضفة نهر دجلة والذي حمل في يوم من الأيام جثث الشبان القتلى.