مختبر سرّيّ لمكافحة التزوير في البنك المركزي الأوروبي
عربي ودولي | 2-01-2022, 19:05 |
بغداد اليوم – بغداد
في الطابق 23 من مقرّ البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، يقع خلف بوابة أمنية مكانٌ سرّيّ: إنه مختبر مكافحة أوراق اليورو المزيّفة المتداولة. وتضمّ قاعة تشبه غرفة أعمال تطبيقية في مدرسة، سلسلة آلات متطوّرة بينها مجهر للرؤية الثلاثية الأبعاد، وميزان يقيس بالميكروغرام وقارئ علمي لتحليل نحو عشر إشارات أمنية ظاهرة تكون بمثابة علامات فارقة لكل ورقة نقدية.
مجموعة الخبراء التي تعمل في المختبر مكلّفة رصد أحدث تقنيات التزوير المستخدمة، لأن تزوير اليورو لا يزال بعد عشرين عامًا على طرح هذه العملة للتداول، واقعًا، حتى لو أن هذه الظاهرة تراجعت مع السنوات.
وسُحبت حوالى 460 ألف ورقة يورو من التداول عام 2020، أي أقلّ بنسبة 18% من العام الذي سبقه. على سبيل المقارنة، هناك حاليًا حوالى 26 مليار ورقة يورو متداولة.
ينبغي على الخبراء في فرانكفورت أن يقوموا بعمل دقيق جدًا، مقارنين بالمجهر الأوراق النقدية الحقيقة بتلك المزيّفة، بناءً على تفاصيل أمنية صغيرة جدًا.
على ورقة 20 يورو حقيقية مكبّرة حوالى سبعين مرة على شاشة حاسوب، يتضمن الرقم 20 أشكالاً تشبه أتلام حقل محروث، ما يعكس الطباعة البارزة لهذه العملة، كما أثبته فريق البنك المركزي الأوروبي. وإن عملية تزوير غير محترفة قد لا تعطي النتيجة نفسها.
يشرح إريك لانغيا أحد خبراء المصرف، أن المواطنين "ليس لديهم بالضرورة رد فعل النظر جيّدًا في الأوراق النقدية لرصد التزوير بسهولة". ويسعى البنك المركزي منذ سنوات إلى تدريب الجمهور على تبيان التزوير من طريق "اللمس، النظر، إمالة" الورقة النقدية. ويؤكد لانغيا أنه "إذا نظرنا جيدًا إلى ورقة نقدية، علمًا أن نوعية التزوير تكون سيّئة في الإجمال، سيكون من السهل اكتشافها".
ويرى المسؤول عن قسم تطوير الأوراق النقدية في البنك المركزي الأوروبي جان-ميشال غريمال أن خطر الحصول على عملة مزوّرة لا يزال "ضئيلا جدًا" بالنسبة للمستهلكين رغم كل شيء. وهذا يفسّر بحسب قوله، "الثقة القوية" بالعملة الموحّدة كوسيلة دفع آمنة للسكان الأوروبيين، والتي تبلغ نسبتها نحو 80% بحسب الأبحاث الرسمية الأخيرة.