قصص فراق يخلقها "الجوع".. الهجرة الداخلية تلتهم شباب المناطق المحررة
محليات | 23-11-2021, 18:59 |

بغداد اليوم- ديالى
منذ سنوات عدة تعاني اغلب المناطق المحررة في ديالى من هجرة شبابها بشكل متصاعد صوب بغداد او كردستان او مناطق اخرى للبحث عن لقمة الخبز خاصة وأن نسبة الفقر تجاوزت 50% فيما تسجل البطالة حضورا هو الاعلى قياسا ببقية المناطق.
وقال مدرس متقاعد من سكنة قرى شمال قضاء المقدادية(40كم شمال شرق بعقوبة)،مصطفى الجبوري، في حديث لـ( بغداد اليوم)، إن "العشرات من شباب القرى المحررة اضطرتهم الظروف المعيشية الصعبة للانتقال الى كردستان او بغداد او محافظات اخرى لكسب الرزق خاصة وأن مناطقهم تعاني من ظروف صعبة لانها كانت تعتمد بنسبة 90% على الزراعة والاخيرة شبه متوقفة".
وأضاف أن "مايحدث هو هجرة داخلية للشباب لان اغلبهم استوطن في بقية المحافظات وقصص فراق ذويهم مؤلمة خاصة وأن الظروف تفرض عليهم البقاء فترات طويلة قبل اي زيارة"، لافتا إلى أن "مايحدث هي قصص اخرى غير معلنة في المناطق والقرى المحررة تبين صعوبة الحياة التي تفرض خيارات صعبة وقاسية للشباب من اجل تامين قوت اسرهم".
فيما قال، عمر سليم، وهو شاب يعمل في كردستان من اهالي قرية محررة بديالى، إنه "يعمل لشهرين متتالين قبل ان يعود لاسرته اسبوعا واحدا"، مبينا أن "العمل شاق والاجور متواضعة ولكن ما باليد حيلة".
وأضاف سليم أن "اسرته تمتلك بستانا مساحته 20كم تحول الى حطب بسبب النزوح والجفاف ما اضطره للهجرة للعمل بعيدا عن اسرته"، موضحا أن "وضعه هو وضع جزء ليس بقليل من شباب المناطق المحررة خاصة وأن تداعيات حزيران الاسود 2014 خلقت ظروف اقتصادية وامنية صعبة دفعتنا لهذا الخيار المؤلم".
فيما اقر مدير مفوضية حقوق الانسان في ديالى، صلاح مهدي، بهجرة الشباب الى مناطق اخرى للبحث عن مصادر رزق، مبينا أن "اغلب ابناء الاسر النازحة وجدوا خلال فترة النزوح في بغداد او كردستان ومناطق اخرى فرص عمل لم يتخلوا عنها رغم عودة اسرهم الى مناطقهم الاصلية بعد التحرير".
وأضاف أن "اسباب متعددة تقف وراء استمرار هجرة الشباب في المناطق المحررة الى مناطق اخرى لكسب الرزق ابرزها انهيار الزراعة بشكل كبير والتي تشكل عصب الحياة في تلك المناطق بالاضافة الى الاوضاع الامنية بشكل عام وتكرار الخروقات والمخاوف الامنية من جراء تداعياتها كل عوامل شكلت ضغط مضاعف دفعت الكثيرين للبقاء في مناطق اعمالهم".
اما القيادي في تحالف العزم، نجاة الطائي، فقد أكدت أن "معدلات الفقر في المناطق المحررة هي الاعلى على مستوى ديالى والبطالة تلتهم اغلب شبابها"، مبينة أن "الزراعة انتهت وكذلك الصناعة لذا عمد الشباب للهجرة الداخلية في محاولة لتامين قوت اسرهم".
وأضافت الطائي أن "الحكومة دعمت ملف العودة لكنها لم تفعل شي ازاء ملف تحسين الوضع الاقتصادي للاسر خاصة وأن الاضطرابات الامنية دمرت اجزاء واسعة من القطاع الزراعي والان الجفاف يلتهم ما تبقى منه".