في اليوم العالمي للفقر.. ربع العراقيين فقراء و30% منهم فقط يتلقون المساعدة من الدولة
اقتصاد | 17-10-2022, 22:51 |
بغداد اليوم - متابعة
تناول تقرير صحفي اليوم الاثنين، ملف الفقر في العراق بمناسبة يوم الفقر العالمي، فيما وصف التقرير الفقر بأنه "متجذر في العراق" وان ربع سكان العراق فقراء.
وبحسب التقرير فأن نسب الفقر في العراق تسجل مستويات مرتفعة قياسا بالدول المحيطة، فيما يشير المراقبون إلى الفساد الإداري والمالي، وغياب التخطيط، والخلافات السياسية، التي انعكست بشكل كبير على الواقع المعيشي للفئات الهشة.اي
ويشهد العراق ارتفاعا ملحوظا بمعدلات الفقر فيما يحتفي العالم في 17 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام باليوم العالمي للقضاء على الفقر، ووصل الفقر إلى نحو 25% من السكان في العراق، فيما تُقدر أعداد الفقراء في البلاد بنحو 11 مليونا من بين 42 مليونا هم عدد سكان العراق.
وتفيد البيانات الرسمية بأن قرابة 3 ملايين عراقي يتلقون منحا مالية شهرية من الحكومة، وهم من أصل 9 ملايين يستحقون المساعدة ولا تستطيع الحكومة تقديمها لجميعهم بسبب ضعف المخصصات وعدم إقرار الموازنة العامة.
في هذا الصدد، يقول الناطق الرسمي باسم وزارة التخطيط العراقية عبد الزهرة الهنداوي، إن وزارته تستعد لإجراء المسح الاقتصادي الاجتماعي في العراق، والمدعوم من البنك الدولي.
ومن شأن هذا المسح، حسب الهنداوي، أن يوفر البيانات والمؤشرات الخاصة بواقع الفقر في جميع محافظات البلاد. كما أن مخرجاته ستكون مهمة لإستراتيجية خفض الفقر للسنوات الخمس المقبلة.
واستنادا إلى آخر بيانات وزارته، يقول الهنداوي إن نسبة الفقر في العراق تتراوح بين 22-25%. وتتصدر محافظة المثنى (جنوب غرب) المحافظات الأشد فقرا بنسبة 52%، تليها محافظتا الديوانية وذي قار جنوبا بنسبة 49%.
وأشار المسؤول العراقي إلى أن نسبة الفقر في المحافظات "المحررة من تنظيم الدولة الإسلامية" وصلت إلى 41% كما في محافظة نينوى (شمالا). أما في الوسط فتتراوح نسبة الفقر بين 15-17%، في الوقت الذي تجاوزت فيه العاصمة بغداد نسبة 12% وهو ما ينطبق على مدن إقليم كردستان، بحسب الهنداوي.
يقول الهنداوي إن "الفقر ليس وليد اليوم، وإنما متجذر في العراق ويمتد لعقود طويلة، وهنا نقصد الفقر متعدد الأبعاد الذي لا يرتبط بالدخل فقط وإنما بالصحة والتعليم والسكن وتمكين المرأة، وكل هذه الأبعاد تجتمع معا لتضع المواطن تحت خط الفقر".
ويمثل خط الفقر الحد الأدنى من الدخل الذي يتحصل عليه الفرد لتوفير متطلبات الحياة الأساسية.
ويوضّح الناطق باسم وزارة التخطيط أن أهم أسباب ارتفاع نسبة الفقر تتعلق بتردي القطاعات الخدمية المختلفة مثل الصحة والتعليم والسكن، منبهًا إلى أن الفقر في العراق يختلف عن نظيره في الدول الأخرى.
الفساد وسوء التخطيط
من جهة أخرى، يعزو مدير "مركز ذر للتنمية" ماجد أبو كلل، أسباب ارتفاع نسبة الفقر في البلاد إلى سوء التخطيط الاقتصادي، والفساد المالي والإداري الذي ضرب أركان الدولة واستشرى في جميع مفاصلها دون وجود عمل حقيقي يحد أو يقضي على ظاهرة الفساد، بحسب تعبيره.
ويبين أبو كلل، وهو من سكان محافظة المثنى، إنها تُعدُّ الأكثر فقرا بسبب عدم وجود مصادر دخل للمواطنين مقارنة بالمحافظات الأخرى، حيث لم تفلح الحكومة الاتحادية أو الحكومة المحلية في إيجاد حلول ناجعة للفقر فيها.
في غضون ذلك، يرى الناشط في القضايا الإنسانية سعيد ياسين موسى، أن الفقر في العراق تحول إلى آفة اجتماعية، خاصة أن نحو ربع سكان البلاد باتوا يعانون من الفقر بسبب غياب السياسات التنموية وفقدان العدالة الاجتماعية التي أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة.
ويقول موسى إن الحروب المتتالية التي شهدتها البلاد منذ 4 عقود تسببت في ارتفاع الفقر. كما أن منظومة إدارة الحكم لم تتمكن حتى الآن من مراجعة آثار تلك الحروب ومعالجتها، وهو ما أدى إلى نتائج سلبية على المجتمع منها العنف وانتشار المخدرات والتراجع الأمني والاقتصادي.
ويربط الناشط المجتمعي بين ارتفاع نسبة الفقر في المجتمع العراقي واتساع آفة الفساد والجريمة المنظمة والمخدرات، "إذ يتم استغلال الفئات الهشة والفقيرة في ترويجها"، مطالبا بضرورة فرض القانون واعتماد السياسات التنموية ضمن برامج كبيرة وواقعية توفر الحياة الكريمة للعراقيين.