آخر الأخبار
النزاهة تستعرض النتائج الخاصة بمدى الاستجابة للاستراتيجيَّة الوطنيَّة لمكافحة الفساد أسعار النفط العراقي تنتعش على حساب برنت وتكساس الاختناق المروري يحاصر بغداد.. قائمة طويلة من الشوارع والتقاطعات المزدحمة شرطة النجف توضح بشأن "حرق سائق دلفري" هزة أرضية تضرب قضاء كلار في السليمانية

هل ارتفعت حظوظ الكاظمي لولاية ثانية بعد محاولة اغتياله؟.. صحيفة امريكية تكشف التفاصيل

سياسة | 10-11-2021, 12:47 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة

رأت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير لها، ان محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فجر الاحد قد جاءت بنتائج عكسية لما كان يخطط لها المنفذون بحرمانه من دورة ثانية، حيث انها جعلت من فرصة توليه دورة رئاسية اخرى أمرا يكاد يكون مؤكدا.

وأشارت الصحيفة الأميركية الى انه حتى ضمن أحكام أوضاع بغداد السياسية المشوبة بالعنف، فقد جاءت محاولة الاغتيال الاخيرة لرئيس الوزراء الكاظمي كصدمة لكثير من العراقيين، ولكنها قوضت من جانب آخر مساعي جماعات مسلحة، مشكوك بتنفيذها الهجوم، كانت تهدف الى ابعاده عن السلطة.

محاولة الاغتيال، التي وصفها الكاظمي بعبارة "العدوان الجبان"، قد جوبهت بشجب واستنكار الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الاميركي بايدن، وجمع غفير من سياسيين عراقيين، وحتى من قبل ايران، الطرف الرئيسي المشكوك بوقوفه وراء الهجوم الذي تم تنفيذه فجر يوم الاحد بثلاث طائرات مسيرة. تم اسقاط اثنتين منها، ولكن الثالثة ضربت مكان إقامة الكاظمي في المنطقة الخضراء المحصنة.

وذكرت الواشنطن بوست ان ملابسات هجوم الطائرات المسيرة في بغداد قد تم تلخيصها من قبل الباحثة الأميركية المتخصصة بالسياسات الخارجية ومديرة مركز مبادرة الحوار في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، راندا سليم، بقولها "هناك ادلة ظرفية كافية تشير الى ان فصائل مسلحة مدعومة من ايران قد خططت لهذا الهجوم. ولكنه جاء أصلا بنتائج عكسية عليهم. كانت بمثابة حركة غبية قصيرة النظر حققت الهدف المعاكس بالضبط لما كانوا يطمحون له بحرمان رئيس الوزراء الكاظمي من دورة رئاسية ثانية. محاولة الاغتيال هذه جعلت من فرصة توليه دورة ثانية امرا مؤكدا تقريبا".

الكاظمي يعتبر من الشخصيات النادرة في الشرق الأوسط من الذين يتحدون تهديدات إيران ووكلائها بلا وجل. قضى وقته وهو يوازن بين قوتين خارجيتين منذ استلامه للسلطة في أيار 2020، فقد كان يحاول شق طريق متوازن ما بين الولايات المتحدة وايران. منذ ذلك الوقت، وفصائل مسلحة مدعومة من ايران تهاجم المنطقة الخضراء وقتلت احد الخبراء الأمنيين المقربين له وتحدت مسؤوليه الأمنيين بحملة ترويع وتخويف يقوم بها وكلاؤها.

جزء من غضب هذه المجاميع المسلحة على الكاظمي يعود لمسألة عدم قبولهم وقناعتهم بشيء لم يستطيعوا الوصول اليه تمثل بخسارتهم في انتخابات الشهر الماضي. الفائز الأكبر في الانتخابات كان رجل الدين المعتدل مقتدى الصدر، الذي حاول كما هو الحال مع الكاظمي، ان ينأى بنفسه عن إيران ووعد بعدم ترك العراق يقع بقبضتها. وكانت كتلة الصدر قد فازت بـ73 مقعدا في البرلمان المكون من 329 عضوا، حيث تعتبر الكتلة الأكبر. اما تحالف الفتح بقيادة، هادي العامري، والذي يضم ممثلين عن فصائل مسلحة فقد فاز بـ17 مقعدا فقط.

الكاظمي لم يدخل السباق الانتخابي، آملا بان الصدر وقادة آخرون قد يلجؤون اليه كشخصية مستقلة، كما فعلوا العام الماضي. ومن المتوقع ان يبدأ الكاظمي في وقت لاحق من هذا الشهر أو مع بداية شهر كانون الاول بمباحثات مع الصدر وزعماء سياسيين آخرين حول تشكيل حكومة جديدة.

وتشير الواشنطن بوست الى انه مباشرة بعد الانتهاء من حساب الاصوات واعلانها، سارعت المجاميع المنضوية ضمن تحالف الفتح بتوجيه الاتهامات بحصول تزوير وتلاعب بالأصوات، رغم ان العملية الانتخابية جرت تحت مراقبة الامم المتحدة ومنظمات مستقلة اخرى. حتى ان المجاميع المسلحة أطلقوا شعار "اوقفوا السرقة" لحركتهم الاحتجاجية في اشارة غريبة للرئيس السابق دونالد ترامب.

المواجهة اخذت منحى العنف الجمعة، عندما حاصرت فصائل مسلحة المنطقة الخضراء واعتدت على قوات امنية تقوم بحماية منشآت حكومية وبعثات دبلوماسية اجنبية هناك. ردت القوات الأمنية بإطلاق النار قتل خلالها اثنين من المحتجين. وكشف مسؤول عراقي مقرب من الكاظمي للواشنطن بوست الاحد بان اكثر من 80 منتسبا من القوات الأمنية وما يقارب من 27 شخص من المحتجين قد جرحوا اثناء الصدام. وقال المسؤول في حينها "انها حملة منظمة للحيلولة دون اعادة انتخاب الكاظمي"، مشيرا الى ان الكاظمي يحاول التخفيف من حدة المواجهة.

ثم جاءت بعد ذلك محاولة الاغتيال في الساعات المبكرة من يوم الاحد، وكذلك ردود أفعال غاضبة من عراقيين وجدوا في الكاظمي أملا قد يصلح من الفساد المستشري في البلد ويوازن في العلاقات ما بين أميركا وايران. وقال الكاظمي في تصريح له من مكتبه "سنلاحق الذين ارتكبوا جريمة يوم أمس، نحن نعرفهم جيدا وسنكشفهم"، واصدر سياسيون عراقيون آخرون بيانات مؤيدة.

ايران، من جانب آخر، قامت هي وحلفاؤها من فصائل مسلحة بمحاولة متوقعة للإيحاء بان الولايات المتحدة هي المسؤولة بشكل او بآخر عن ما حصل من مواجهة ومحاولة الاغتيال. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في بيان له "مثل هكذا حوادث تصب بمصالح اطراف انتهكت استقرار وأمن واستقلالية ووحدة أراضي العراق على مدى 18 سنة مضت".

ويشير التقرير الى ان هذه الادعاءات لا يمكن ان تأتي بشيء ولا حتى بين الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة من عراقيين. وبالإمكان دحضها بسهولة لأنه تم الإمساك بالطائرات المسيرة. واذا ما بقي الكاظمي على قيد الحياة فله الآن حظ أوفر مما كان عليه قبل أسبوع للبقاء في السلطة وتحشيد حزمة الإصلاحات التي يكون العراق بأمس الحاجة لها.