آخر الأخبار
من البيت الابيض إلى "قادة العراق".. رسالة بشأن استهداف بغداد بعد انسحاب شيل البريطانية.. شركة أمريكية تتجه لتنفيذ مشروع النبراس العملاق في العراق مرشح ترامب لوزارة الدفاع ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العراق شبكة تكشف مصير الصفقة الصينية.. تم تعطيلها من قبل "مسؤولين عراقيين" "CNN" الأمريكية: العراق يتحول إلى "ترند" للسياحة الغربية

لماذا يقوم الطفل بضرب نفسه أحياناً؟

منوعات | 9-11-2021, 21:42 |

+A -A

بغداد اليوم-متابعة

في يوم رائق، وبينما أنتِ تلعبين مع طفلك الرضيع في عامه الأول، تُفاجئين بأنه قد انفعل فجأة من دون أسباب واضحة وبدأ الطفل بضرب نفسه ولطم وجهه بكلتا يديه.

مشهد غريب، أليس كذلك؟

الظاهرة شائعة للغاية وهي تبدأ في سن مبكرة

على الرغم من أن المشهد قد يكون مزعجاً أو حتى صادماً بالنسبة للغالبية العُظمى من الآباء، إلا أن حوالي ربع الأطفال الصغار حول العالم يقومون بضرب أنفسهم على الوجه أو الرأس بشكل منتظم.

وتقول كيران بيور، الطبيبة النفسية الأمريكية للأطفال، وفق موقع Today's Parent التربوي: "غالباً ما يبدأ نمط ضرب الرأس عند الأطفال بعد حوالي ستة أشهر من عمرهم، ويبلغ ذروته ما بين عمر 18 إلى 24 شهراً".

لماذا يقوم الطفل بضرب نفسه؟

تقول ألكسندرا كارتر أخصائية علم نفس الأطفال البريطانية، وفق ذات الموقع، إن كل سلوك ينجم عن الطفل هو في الواقع وسيلة للتعبير عن شيء معين.

لذلك من المحتمل أن يكون طفلك محبطًا أو يبحث عن الاهتمام عندما يبدأ فجأة في ضرب نفسه.

كما قد يكون الضرب أو اللطم على الوجه مُحفِّزاً ذاتياً- بمعنى أنه يُشعر الطفل بالرضا ويلبي حاجة حسية لديه.

أما إذا لم يكن السبب الأساسي واضحاً، فيجب على الآباء قضاء أسبوع كأقل تقدير في تسجيل الملاحظات، والبحث عن الأنماط.

على سبيل المثال، هل يحدث ذلك في وقت معين من اليوم؟ أثناء أداء مهمة معينة؟ بعد نوع معين من الفعاليات أو المواقف؟ في مكان معين أو أمام شخص معين؟ ويمكن أن يساعد تسجيل هذه التفاصيل في تحديد سياق السلوك وسببه، وفقاً للباحثة في علم نفس الأطفال.

ومع ذلك، هناك تداعيات أكثر تفصيلاً عندما يقوم الطفل بضرب نفسه لتلبية إحدى حاجياته أو رغباته في التواصل والتعبير.

1- بسبب ضعف مهارات التواصل عند الطفل

يلفت موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية، إلى أنه إذا كان طفلك يشعر بمشاعر كبيرة وجارفة وحادة- مثل الغضب، أو الغيرة، أو الخوف، أو الارتباك، أو الإحراج- ولكن لم يستوعب بعد طرق التعبير والتعامل مع تلك المشاعر، فقد يبدو أن قيام الطفل بضرب نفسه هو الطريقة الوحيدة أمامهم للتعبير عما يحدث في رأسه الصغير الممتلئ بالمشاعر القوية.

كما قد يكونون منزعجين أيضاً من أنفسهم لعدم قدرتهم على التعبير عن شعورهم، ويمكن أن يكون رد فعل طبيعياً لهم في تلك الحالة أن يضربوا رؤوسهم في الحائط من الإحباط.

2- للتهدئة الذاتية أو للإشباع الحسي

يتوق بعض الأطفال إلى التجارب الحسية الجسدية أكثر من غيرهم، خاصة إذا ما كانوا يعانون من شعور خفيف بالألم؛ ورداً على ذلك، قد يقوم الطفل بضرب نفسه لتلبية الرغبة لديهم في الحصول على التحفيز الجسدي.

كما يلجأ بعض الأطفال أيضاً إلى الحركات الجسدية المتكررة كطريقة للتهدئة الذاتية عندما يكونون متوترين أو متعبين أو يشعرون بالألم.

3- رغبة منه في الحصول على رد فعل

الأطفال الصغار نرجسيون صغيرون. لا يعني ذلك أنهم تلفوا قبل الأوان، ولكنها حالة طبيعية لدى كائن صغير للتو بدأ يدرك حدود نفسه وتأثيره على من حوله.

لذلك فإنهم يحبون جداً جذب انتباه من حوله الكامل، وسيفعلون أي شيء تقريباً للحصول عليه.

إذا كان لديك رد فعل كبير في المرة الأولى التي يضرب فيها نفسه، فقد يكررون هذا السلوك للاستمرار في الحصول على نفس ردة الفعل منك، حتى وإن كانت سلبية متمثلة في الصراخ فيه بخوف لكي يتوقف عن لطم نفسه.

كذلك قد يضرب الطفل نفسه للحصول على رد فعل إيجابي، مثلاً إذا ضحكت في مرة قام فيها بذلك، فقد يرغب في إعادة الكرَّة للحصول على نفس النتيجة المُرضية بالنسبة لحاجته في الحصول على الانتباه، بحسب Healthline.

4- الطفل يعاني من الألم

إذا كان طفلك يعاني من التهاب في الأذن أو يعاني من آلام التسنين المبرحة ويشعر بالانزعاج لكنه لا يستطيع التعبير عن ذلك بالقدر الكافي، فقد يضرب نفسه لتوصيل فكرة أنه منزعج ومتضايق بصورة كبيرة.

5- محاولة من الطفل لتنويم نفسه

يطور بعض الأطفال الرضَّع عادة هز رأسهم وضربه بشكل متناغم أثناء محاولتهم النوم. ويمكن أن تؤدي الحركة الإيقاعية الرتيبة تلك إلى تهدئة الطفل.

وبالإمكان معالجة تلك المشكلة في هذا السياق بتعويده على النوم في فراش هزّاز من المتاجر المتخصصة.

6- ابتزاز عاطفي لكي يحصل على ما يريد

على الرغم من أن هذا السبب قد يحدث في عمر متقدم نسبياً، لكن قد يلجأ الطفل إلى استثارة خوف أو غضب والداه من خلال ضرب نفسه، لكي يحصل على مراده أو لكي تتم تلبية طلباته.

الأمر ليس خطراً بالضرورة.. ومع ذلك قد يشير لمشكلة أكبر

في حين أن ضرب الرأس ليس بالضرورة أمراً يدعو للقلق، لكنه في بعض الحالات قد يكون علامة على اضطراب النمو العصبي الأساسي عند الطفل، مثل اضطراب طيف التوحد، أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD.

لذلك إذا ظهرت على الطفل أعراض أخرى، مثل تأخر النُّطق، أو رفرفة اليد، أو انخفاض الاهتمام بالتفاعل مع الوالدين أو الأقران، فمن الضروري مراجعة طبيب أطفال.

طرق التعامل مع الطفل عند ضرب نفسه

يوضح موقع Very Well Family للأمومة والتربية بعض الإجراءات التي يُنصح باتباعها وانتهاجها مع الطفل الذي يضرب نفسه. وهي كما يلي:

1- خلق بيئة آمنة

عندما يجد الأطفال طرقاً متعددة لإيذاء أنفسهم- مثل ضرب رؤوسهم بالحائط- احرص بعناية على وضع الطفل في بيئة خالية من الأشياء الحادة أو الخطيرة كي لا يؤذي نفسه بها.

2- تقديم المساعدة

على سبيل المثال، احمل الطفل بذراعيك وامنعه بحضنك من أن يضرب نفسه. وقد يكون هذا الإجراء مريحاً وكافياً لتهدئة طفلك ووقف إيذاء نفسه.

والهدف هنا هو خلق بيئة آمنة ومحبة للأطفال لتخفيف الألم أو الإحباط الذي يشعرون به، لا أن تسيطر على حركته وتكبته.

3- تواصل معه بكلمات مهدئة

قد يكون إخبار الأطفال بأنهم آمنون وأنك موجود من أجلهم أمراً مريحاً أيضاً.

ويمكنك أيضاً إعطاؤهم شيئاً يمسكون به، مثل دمية محشوة للضغط عليها أو كوب أطفال مُغلق مملوء بالماء للشرب والانشغال به.

وعلى الرغم من أنه من المغري محاولة التفكير مع الأطفال الصغار أو إلقاء محاضرات عليهم حول سلوكهم، إلا أن أول سنتين من عمر الطفل ليست وقتاً مناسباً لذلك. لذا من المهم التركيز على تهدئتهم وتقليل مخاطر تعرضهم للأذى.

وبمجرد أن تمر اللحظة التي يعاني فيها الطفل من الانفعال، يمكنك البدء في تعليم طفلك طرقاً صحية للتعبير عن إحباطه أو ألمه.

قد تبدأ بالحديث معه بتأكيد أنك تفهم ما يعانيه، وأن تقول مثلاً: "أستطيع أن أرى أنك تشعر بالغضب/الألم إلخ".

ويوضح موقع Very Well Family أنه عندما يعرف الأطفال أنك تدرك إحباطهم أو غضبهم، فقد يكونون أقل عرضةً لإظهار مدى انزعاجهم والتوقف عن ضرب أنفسهم.

تعلَّم متى تحصل على المساعدة المتخصصة

قد يكون أمراً مقلقاً أيضاً عندما يتسبب الأطفال في إحداث أضرار جسدية لأنفسهم. إذا ضربوا أنفسهم بقوة لدرجة أنهم تسببوا في حدوث كدمات أو علامات أو تسببوا في إصابات أخرى لأنفسهم، فاستشِر طبيب الأطفال فوراً.

وعندما تكون في شك من أسباب هذا السلوك، فمن الأفضل دائماً أن يقوم طبيب الأطفال بتقييم طفلك لاستبعاد أي حالات طبية محتملة أو تأخر في النمو.