بغداد اليوم - بغداد

تعمل تركيا على إعادة التلقيح الكامل للأشخاص الذين تلقوا اللقاح الصيني المخصص لمكافحة عدوى كوفيد-19، باستخدام جرعتين من لقاح شركتي "فايزر" و"بيونتيك"، كي تمهد لتسهيل السفر إلى البلدان التي لم توافق على اللقاحات الصينية.

وقامت الحكومة التركية بتلقيح الملايين باستخدام اللقاح الذي تصنعه شركة "سينوفاك" الصينية، منذ إطلاق حملة التطعيم في يناير. بدأت في استخدام لقاح "فايزر/بيونتيك" بعد أشهر، وفي يوليو، أطلقت حملة تطعيم بجرعة معززة لبعض الأشخاص وسط مخاوف بشأن فعالية اللقاح الصيني ضد متغير دلتا شديد العدوى، وفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وأعلنت أنقرة أنها وافقت على جرعات "فايزر/بيونتيك" الإضافية بسبب قيود السفر في بعض الدول التي تتطلب من المسافرين تلقي لقاحات "فايزر" وغيرها من اللقاحات المعتمدة من الغرب، وفقًا لوكالة الأنباء التركية الرسمية.

وقال وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، إن القرار جاء بسبب قيود السفر وليس مخاوف صحية.

وأشار الوزير في تغريدة إلى أنه "يتم قبول أنواع محددة فقط من اللقاحات للدخول إلى بلدان معينة. وقد تم وضع لائحة خاصة لأولئك الذين يطلبون الحصول على جرعتين من اللقاحات المصنعة بتقنية "mRNA" من أجل الامتثال للوائح تلك البلدان".

ورغم أن منظمة الصحة العالمية وافقت على الاستخدام الطارئ للقاح "سينوفاك"، إلا أن قليلاً من الحكومات الغربية وافقت على استخدام اللقاح.

ويذكر التقرير أن الصين "عرضت لقاحاتها على العديد من الدول النامية في الوقت الذي تحاول فيه تضخيم قوتها الناعمة من خلال مساعدة الدول الأخرى على التعافي من الوباء. ومع ذلك ، بدأت العديد من البلدان، بما في ذلك بعض دول الشرق الأوسط، في تقديم جرعات معززة للأشخاص الذين تلقوا جرعات صينية الصنع بعد ظهور شكوك حول فعاليتها".

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان قرار أنقرة بالسماح للأشخاص بالتلقيح الكامل مرة أخرى يستند بالكامل إلى اعتبارات السفر الدولي، وفقا للصحيفة الأميركية.

ويقدم لقاح "سنوفاك" على جرعتين، ما يعني أن إعادة التلقيح للسكان من جديد يعني منح متلقي اللقاح الصيني جرعتين من ذلك الذي أنتجته شركة "فايزر/بيونتيك".

وتقول بينار أوكياي، المستشارة السابقة في لجنة فيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة التركية وهي الآن عضو في مجلس الصحة العامة للجمعية الطبية التركية: "إن كانت الوزارة سمحت بجرعة رابعة لدواعي السفر، إذاً كان من المفترض أن يتخذ هذا القرار عند تطبيقه على فئات معينة عندما تقضي الحاجة لذلك".

ورجحت أوكياي أن يكون القرار مبنيا على البيانات التي جمعتها الحكومة والتي تتعقب التطعيمات ونسب العدوى وعدد الحالات التي تم إدخالها المستشفيات بالإضافة إلى الوفيات الناجمة عن الفيروس.

يذكر أن الإصابات في تركيا ارتفعت في الأسابيع الأخيرة وسط انتشار متغير دلتا، حيث أبلغت الدولة التي يزيد عدد حالات الإصابة بها عن 84 مليوناً عن 26111 حالة جديدة في 15 أغسطس، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية المتخصصة بنقل البيانات الحديثة المتعلقة بانتشار المرض حول العالم.

وقد منحت تركيا أكثر من 83 مليون جرعة حتى الآن وأعطت حقنة واحدة على الأقل لأكثر من 53 في المئة من سكانها، وفقًا لمشروع "Our World in Data" التابع لجامعة أكسفورد. وتواصل أنقرة تقديم جرعات كل من "سنوفاك" و"فايزر".

ووجدت دراسة أجراها علماء أتراك في عام 2020 ونشرتها مجلة لانسيت الطبية البريطانية، في يوليو، أن اللقاح الصيني آمن وفعال بنسبة 83.5 في المئة في الوقاية من حالات أعراض كوفيد-19، التي أكدتها اختبارات "بي سي آر".

لكن الدراسة لم تتناول فعالية اللقاح الصيني ضد السلالات الجديدة الأكثر قابلية للانتقال مثل متغير دلتا، والتي أثبت قدرته على تخفيض

فعالية بعض اللقاحات في ظروف معينة. بينما أكدت اللقاحات الرئيسية مثل تلك التي تنتجها "فايزر" و"موديرنا" أنها فعالة إلى حد كبير في الوقاية من الأعراض الشديدة المصاحبة للمرض والوفاة التي يسببها متغير دلتا.