آخر الأخبار
مطالبات بتنفيذ قانون إعادة العقارات في كركوك بعد قرار المحكمة الاتحادية إيران: تهديدات ترامب انتهاك صارخ للقانون الدولي إصابة 5 اطفال اثناء عبثهم بلغم شمالي البصرة خلال اجتماع البيت الأبيض.. ملك الأردن يبلغ ترامب بقرب وضع "خطة" بشأن غزة نتنياهو يعلن ساعة الصفر.. العمليات العسكرية ستنطلق من جديد السبت المقبل

"الرفيل".. ظهور مفاجئ ينبئ بقلب الموازين في بغداد

محليات | 25-06-2021, 22:24 |

+A -A

بغداد اليوم - خاص

مدينة "الرفيل" تطرح بقوة ضمن مخطط مرسوم يشغل مساحة شاسعة في بغداد، ما يبشر بمستقبل يضم وجهاً جديداً للعاصمة العراقية يقوم على عدة مبررات، تبدو بعضها واقعية لكن الكثير منها قد يفضي إلى خلافات أخذت تلوح في الأفق حتى قبل بداية مشروع أريد له أن يكون عملاقاً.

فيما طرحت مخططات "الرفيل" وحدد موقعها الى جانب مطار بغداد الدولي مترامي الأطراف تحت عنوان "منع الانفجار السكاني"، تبدو الحكومة عازمة على المضي بها، لكن هنا أمور من الصعب جداً التنبؤ بتبعاتها وإمكانية تجاوزها بسهولة، كما هو الحال في عائدية الأراضي التي جرى تخصيصها للمشروع.

أثر "مدمر"

تقول عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، ندى شاكر لـ(بغداد اليوم)، إن "من اولويات تأسيس المشاريع في جميع الدول هو اختيار الأرض المناسبة حيث يجب ان لا تكون مستثمرة زراعياً او صناعياً أو سكنياً ولا يمكن الاستفادة منها في اي مجال".

وتؤكد شاكر، أن "هذا المشروع سيتم إنشاؤه على مناطق زراعية منتجة، وبالتالي سيساهم بتدمير وإنهاء الزراعة في بغداد"، مشيرة إلى "أهمية نقل المشروع إلى أرض ميتة وغير منتجة واستغلالها في إنشاء مثل هكذا مشاريع".

وتذهب شاكر الى أن "هذا المشروع سيتسبب بمشكلة أخرى كبيرة وهي مشكلة الساكنين على الأرض التي سيقام عليها المشروع"، متساءلة كيف ستوفر لهم الحكومة السكن وهي عاجزة منذ سنوات طويلة في حل الأزمة التي تعاني منها معظم محافظات العراق؟".

معالجة "المشكلة بمشكلة"

يقول النائب مضر الكروي لـ(بغداد اليوم)، إن "العراق يعاني حاليا من عجز كبير جداً في ملف الإسكان ناجم عن تراكمات عمرها 40 عاماً بسبب عدم وجود لإطار شامل لبناء مدن جديدة تستوعب الزيادة الكبيرة في اعداد السكان خاصة في المدن الرئيسية".

ويوضح الكروي، إن "الإسكان الحكومي بعد عام 2003 يعاني من سلبيات كبيرة وجزء ليس قليل من المجمعات السكنية تعاني تلكؤ كبير كما في ديالى وبقية المحافظات"، مؤكدا أن "مشروع (الرفيل) هو جزء من انشاء 15 مدينة حديثة في العراق تنتشر في عدة محافظات، لكن هناك اشكالية في ملف الأراضي المخصصة له ".

ويشير الكروي بالقول، "لانريد معالجة مشكلة وخلق مشكلة أخرى، ويجب أن تكون الأراضي المخصصة لبناء المدن الجديدة بعيدا عن الاراضي الزراعية لتفادي تجريفها"، داعيا الى "ضرورة الانفتاح على مناطق واسعة غير مستثمرة في ملف الزراعة او الصناعة بين بغداد والمحافظات من اجل ابعاد الثقل السكاني عن مركز العاصمة وتأثيره البلغ على الخدمات الأساسية".

ويتساءل الكروي، "مافائدة بناء مدن في مناطق زراعية تم استصلاح اراضيها منذ عقود طويلة؟"، مؤكدا "وجود الكثير من المناطق التي يمكن تحويلها الى مدن حديثة، خاصة في محيط ديالى مع بغداد سواء من جهة النهروان او غيرها من أجل الحفاظ على المناطق الزراعية".

ترحيب لكن بشرط

يقول عضو لجنة الخدمات النيابية حسين اليساري لـ(بغداد اليوم)، "لم نطلع بشكل دقيق على مشروع مدينة (الرفيل)"، مؤكدا أن "لجنة الخدمات أكثر اللجان حرصاً على حل مشكلة السكن، فاذا كان المشروع يلبي المصلحة العامة فلا اعتقد ان هنالك معترض".

ويشدد اليساري على "ضرورة إطلاع لجنة الخدمات النيابية على هذا المشروع بشكل دقيق"، مضيفا بالقول، "نحن ايضا نريد ان نعرف تفاصيل الشركة المنفذة، وهل ستكون هذه كسابقاتها من الشركات التي لاتكمل الأعمال  المناطقة لها؟".

ويطالب اليساري الحكومة بـ"أخذ ضمانات من هذه الشركة واي شركة اخرى"، معربا عن ترحيبه بالمشاريع ذات الطابع السكني، لكن مع وجود الرقابة أولا".

تفنيد رسمي

رئيسة هيئة الاستثمار العراقية سها النجار، سارعت الى القول في تصريح لها، إن "الرفيل لن تكون عاصمة إدارية للعراق كما يزعم البعض ولا توجد خطط بهذا الشأن، وإنما هي مدينة جديدة الهدف من إقامتها ضبط عملية التوسع سواء الإسكاني أو الإداري والتجاري والصناعي في العاصمة".

وتؤكد النجار، أن "الأرض الذي ستقام عليها المدينة الجديدة تقع في موقع متميز جدا قريب من قلب العاصمة، وهي عبارة عن أراض حكومية فارغة مجاورة لمطار بغداد"، موضحة أنها "ستكون مثل بغداد مصغرة، تحتوي على مجمعات سكنية ومرافق طبية وتعليمية وتجارية".

وتوضح النجار، أن "الهيئة تحاول منح الإجازات للمستثمر الحقيقي لضمان البناء وحركة الاقتصاد"، مشيرة الى ان هناك عروضا من شركات عالمية لتنفيذ مشروع الرفيل، ويوجد توجه لإعطاء الأولوية للمستثمرين العراقيين".

وبينت النجار، أن "إجازات الاستثمار للمشروع ستمنح خلال الشهرين المقبلين وبضوابط صارمة".

وسيتكون المشروع من أربع مراحل، الأولى يتم فيها إنشاء مجمعات سكنية ومرافق خدمية متكاملة، والثانية تشمل إقامة مرافق صناعية مرتبطة بالمطار ومناطق شحن وتجارة حرة.

أما المرحلة الثالثة فسيتم خلالها إقامة حزام أخضر يحيط بالمدينة ومشاريع تتناسب مع الطبيعة الخضراء التي يخطط لأن تحتويها المدينة، فيما ستخصص المرحلة الرابعة لإنشاء مناطق سكنية في شمال مطار بغداد.

وجهة نظر مغايرة

خبراء، يرون أن المشروع سيسبب في ما وصفوه بأنه "أكبر كارثة أنسانية وبيئية وتغيير ديموغرافي خطير تشهدها بغداد في تاريخها المعاصر"،  عازين السبب الى أنها "ستبعد حوالي 300 ألف إنسان بغدادي الى اماكن مجهولة دون ذنب، وستسبب في استقطاب اعداد هائلة من المركبات واختناقات مرورية على طريق المطار والطرق الاخرى، وستزيل مساحات كبيرة من حزام بغداد الاخضر، اضافة الى مشاكل بيئية ضارة بسبب تعمير الاراضي الزراعية الخضراء واستبدالها بطرق وابنية.

وبحسب أراء خبراء، فان المشروع سيحصار مطار بغداد الدولي الذي ستتنامى طاقته الاستيعابية حتما في المستقبل القريب، مما سيضطر سلطات المطار الى التفكير جديا بنقل المطار الى موقع اخر جديد.

وكانت الهيئة الوطنية للاستثمار أعلنت، الثلاثاء (15 حزيران 2021)، انطلاق مدينة "الرفيل" عاصمة إدارية متكاملة الخدمات، بمساحة 106 الاف دونم ضمن المنطقة المحيطة بمطار بغداد الدولي، والإسم مشتق من نهر قديم عرف في العهد العباسي باسم "نهر عيسى" في بغداد، في حين أعدت التصاميم المقترحة من قبل شركة (CH2M Hil) الأميركية.