إيران تمضي نحو تغيير تاريخي في عملتها الوطنية بحذف 4 أصفار واعتماد "التومان" و"القران"

بغداد اليوم - متابعة

في خطوة وُصفت بأنها من أبرز التحولات النقدية في العقود الأخيرة، صادق مجلس الوزراء الإيراني، مساء اليوم الأحد (10 آب 2025)، على مشروع حذف أربعة أصفار من العملة الوطنية، مع اعتماد "التومان" كوحدة نقدية رئيسية و"القران" كوحدة نقدية فرعية، في محاولة لتبسيط التعاملات المالية وتقليل تكاليف طباعة الأوراق النقدية وتحسين صورة العملة داخليًا وخارجيًا.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس الوزراء، إن "القرار يأتي ضمن خطة شاملة لتحديث النظام النقدي، مؤكدة أن "التومان سيحل رسميًا محل الريال، في حين ستعود وحدة القران التاريخية كوحدة نقدية فرعية تُقسم إلى مائة جزء من التومان".

خلفيات القرار وأهدافه

تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه إيران تضخمًا مزمنًا وتراجعًا مستمرًا في قيمة عملتها خلال العقود الماضية. ويرى مؤيدو القرار أن حذف الأصفار سيسهّل الحسابات اليومية ويعطي دفعة نفسية لثقة المواطنين بالعملة، بينما يحذر منتقدون من أن التغيير سيكون شكليًا إذا لم يُدعَم بإصلاحات اقتصادية جذرية.

عضو لجنة الاقتصاد في البرلمان، ميثم ظهوریان، أوضح أن الإجراء "لا يعني بالضرورة تحسن القدرة الشرائية أو خفض التضخم"، مؤكدًا أن نجاحه مرتبط بقدرة الحكومة على معالجة المشكلات البنيوية في الاقتصاد. أما محافظ البنك المركزي، محمدرضا فرزین، فقد وصف القرار بأنه "خطوة مهمة لتحسين صورة الريال الإيراني في الأسواق العالمية".

عودة "القران" بعد نصف قرن من الغياب

إحدى النقاط اللافتة في القرار هي إعادة إحياء وحدة "القرآن"، التي كانت شائعة في النظام النقدي الإيراني قبل الثورة الإسلامية، لكنها اختفت تدريجيًا مع تفاقم التضخم وفقدان العملة قيمتها.

ووفق الخطة الجديدة، سيعادل كل 10,000 ريال حالي ريالًا واحدًا جديدًا، أي ما يعادل 1,000 تومان أو 100 قرآن.

التحديات المقبلة

وبرغم الموافقة الحكومية، ما زال المشروع بحاجة إلى مصادقة مجلس الشورى الإسلامي، ومن المتوقع طرحه للتصويت في الأشهر القادمة. وتدرس السلطات حاليًا الكلفة المالية لطباعة الأوراق النقدية وسك العملات المعدنية الجديدة، إلى جانب خطط لتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع النظام النقدي المعدّل.

ويرى محللون أن هذه الخطوة تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية في آن واحد، إذ قد تساعد على تحسين الانطباع العام عن أداء الحكومة، لكنها في الوقت نفسه ستخضع لاختبار صعب في ظل التحديات الاقتصادية الخانقة والعقوبات الدولية المستمرة.

المصدر: وكالات