تحذيرات من "أسوأ موجة جوع" في إقليم تيغراي الإثيوبي
عربي ودولي | 11-03-2021, 21:41 |
بغداد اليوم- متابعة
آلاف الأشخاص في إقليم تيغراي الإثيوبي يهرعون من المناطق الريفية إلى مراكز الإغاثة، بعد شهور من صراع دام أسفر عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فضلا عن الجوع.
وأفاد تقرير لوكالة "أسوشيتد برس"، أن نحو خمسة آلاف نازح إثيوبي في إقليم تيغراي، وصلوا إلى ملجأ "شاير" مشيا على الأقدام، أملا في الحصول على المساعدات الإنسانية.
وقال مدير أطباء بلا حدود، ومقرها الرئيسي هولندا، أوليفر بيهن، إن النازحين جاءوا من ظروف سيئة للغاية، وهم "متعبون وعطاشى، وهزيلون.. لقد أصبح الوضع ميؤوسا منه بسرعة للغاية".
ووصف الوافدون وعمال الإغاثة لـ "أسوشيتد برس" الأوضاع الإنسانية المأزومة في ريف تيغراي، حيث اضطر بعض النازحين لأكل أوراق الشجر والحبوب المخزنة لديهم من أجل الزراعة، وسط تحذيرات من موجة جوع أسوأ قادمة.
وليس واضحا بالضبط ماهية التهديدات الجديدة التي أدت إلى فرار آلاف الأشخاص من غرب تيغراي، لكن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين أشار، الأربعاء، إلى أن "أعمال تطهير عرقي" قد شوهدت هناك.
ووجهت اتهامات لأشخاص في إقليم الأمهرة المجاور، باحتلال بعض المناطق في إثيوبيا، وقد اضطر نازحون من عرقية تيغراي إلى الاختباء في التلال لأسابيع بعد اندلاع معارك بين القوات الإثيوبية المركزية التابعة لأديس أبابا، وبين قوات تيغراي المعارضة.
وتعتبر منطقة "شاير" حيث لجأ النازحون، قاعدة للجهود الإنسانية في الإقليم، إلا إن العمال قالوا إن جهود الإغاثة غير كافية حتى الآن. وتستوعب ثلاث معسكرات للاجئين نحو 16 ألف لاجئ تيغراوي، حيث تكتظ بعض غرف النوم بأربعين أو خمسين شخصا.
وأفاد عمال الإغاثة أن المعسكرات لم تعد تتسع لمزيد من اللاجئين، وقد اضطر مئات منهم إلى النوم في العراء.
وقالت عضوة لجنة الإنقاذ الدولية، مديحة رضا، بعد زيارة "شاير"، "الناس يتضورون جوعا، هناك مشكلة خطيرة تتعلق بالحصول على الطعام. وأخبرتني إحدى الشاهدات، أنها نجت بأكل أوراق الشجر فقط لمدة شهر، بينما كانت تختبئ في غابة".
وأضافت رضا "كانت هناك بعض عمليات توزيع المواد الغذائية في مراكز النازحين داخليا، ولكن لم يتم تقريبا توزيع كميات كافية".
وتقدر الولايات المتحدة وجود أربعة ملايين شخص، أو ما يعادل ثلثي سكان تيغراي، في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية. وتتزايد المخاوف حتى مع تحسن القدرة للوصول إلى المنطقة.
وتحوي إثيوبيا 10 أقاليم فدرالية مقسمة على أساس عرقي وتتمتع بحكم شبه ذاتي. وتصاعد العنف العرقي خلال السنوات القليلة الماضية.
وتشهد تيغراي نزاعا داميا منذ أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي، ابيي أحمد، الجيش الفدرالي في 4 نوفمبر إلى تيغراي لقتال جبهة تحرير شعب تيغراي التي كانت حينها تحكم الإقليم، مؤكدا أن العملية جرت ردا على هجمات شنتها على معسكرات للجيش الإثيوبي.
واعتمد أبيي، الحائز على جائزة نوبل للسلام في 2019، في هجومه على قوات أمهرة لفرض النظام في مناطق غرب تيغراي وجنوبها بعد انسحاب جبهة تحرير شعب تيغراي منها. وأقامت سلطات أمهرة إدارات انتقالية في كثير من المدن والبلدات فيها.
وأعلن أبيي النصر في 28 نوفمبر بعد الاستيلاء على العاصمة الإقليمية ميكيلي، فيما تعهدت الجبهة بمواصلة القتال. وتشير منظمات إنسانية ودبلوماسيون إلى أن انعدام الأمن في المنطقة يعيق بشكل كبير عمليات الإغاثة الإنسانية، ويقدرون أنّ 4,5 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة.