بغداد اليوم- بغداد

تحدث وزير النفط العراقي، احسان عبد الجبار، عن وجود توجه حكومي جاد لانقاذ العراق من حالة الاعتماد على بيع النفط لتعزيز اقتصاده، وفيما كشف عن بشرى لخريجي الكليات الهندسية أكد توجه الحكومة الجاد بحسبه لمكافحة الفساد.

وقال عبد الجبار، في مقابلة متلفزة، تابعتها (بغداد اليوم)، ان "الوزارة ورغم ازمتها المالية التي المت بها بسبب الجائحة الصحية وتراجع اسعار النفط بصورة كبيرة، لم تقم بالغاء اي مشروع تنموي يهدف الى تحفيز الاقتصاد العراقي".

وبين "المشاريع مستمرة والخطط موضوعة، وهناك عمل جاد في تفعيل كل المؤسسات للذهاب نحو اقتصاد قوي يوفر فرص العمل للشباب ويخفف من الضغط على القطاع الحكومي".

وقال ان "ما حدث من زيادة في اسعار النفط، جاء بسبب التزام الدول والشركات المنتجة للنفط على الرؤية التي وضعتها اوبك".

وعن ابرز التفاهمات التي ابرمتها وزارة النفط خلال جولة الوزير الاخيرة في العاصمة الامريكية واشنطن، اوضح الوزير ان "هناك مذكرة تفاهم وقعت مع شركة شيفرو لتأسيس شركة ضخمة خاصة بانتاج الطاقة في محافظة ذي قار، الامر الذي سيوفر مئات الالاف من فرص العمل لانباء المحافظة".

واضاف "كما ان هناك تفاهمات اخرى مع شركات عالمية عالمة لدى العراق تم توقيعها تهدف الى انشاء شركات كبرى الغرض منها تحفيز الاقتصاد العراقي، بهدف الوصول الى مرحلة تفعيل القطاع الخاص في عموم العراق، والهدف من ذلك كله التخفيف على القطاع الحكومي وتوفير مئات الالاف من الوظائف للشباب العاطلين عن العمل".

وتابع "مشكلة العراق، هي ان "النفط هو المورد الوحيد للثروة وفرص العمل، والشباب يضغطون باتجاه الحكومة للحصول على الوظائف".

وبخصوص مطالبات خريجي الكليات الهندسية، اعلن الوزير ان "ازمة الكليات الهندسية ستحل قريباً وهناك وظائف خصصت للشباب الخريجين وسيكون لمحافظة البصرة حصة الاسد منها".

وتابع "كما ان هناك عدد كبير من الوظائف لبقية المحافظة، والتي ستحل ازمة خريجي الكليات الهندسية بنسبة كبيرة".

واكد ان "الوزارة تنتظر اقرار موازنة 2021 للشروع بالتعاقد مع الخريجين".

وفيما يخص الفساد في العراق، مضى الوزير بالقول ان "الفساد هو الآفة التي اكلت الدولة العراقية، والتي اوصلته الى ما هو عليه الآن".

وبين ان "الحكومة جادة بالقضاء على تلك الآفة، وان وزارة المالية تقود خططاً كبيرة لملاحقة الفساد".

وتابع ان "الذهاب نحو الادارة الالكترونية والاتمتة سوف يقلص بنسب كبيرة من حجم الفساد المستشري في الدولة العراقية".

وكشف في الوقت ذاته إن "العراق ماض باتجاه التوصل إلى اتفاق مع شركة عالمية مرموقة لاستثمار الغاز في حقل عكاس في محافظة الأنبار غربي بغداد خلال الأشهر الستة المقبلة".

وأضاف في تصريحات سابقة "سيتم التوقيع على عقد استثمار حقل عكاس الغازي"، مشيرا إلى أن "هناك دعما حكوميا كبيرا لتطوير حقل عكاس، لأنه يمثل ثروة وطنية كبيرة".

وكانت شركة كوكاز الكورية صاحبة الامتياز لتطوير حقل عكاس الغازي قد انسحبت من العمل بتنفيذ تعاقداتها مع العراق في الحقل بعد اجتياح تنظيم داعش للعراق منتصف 2014 وسيطرته على مجمع العمل في محافظة الأنبار.

ويخوض العراق حاليا مفاوضات مع شركات عالمية للدخول في شراكات لتطوير قطاع التكرير والغاز والبتروكيماويات، خاصة في محافظات البصرة والناصرية ويسان بهدف الاستثمار الأمثل للغاز وإيقاف عملية حرق الغاز بحلول عام.

وكان قد قال وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار إنه يتوقع بلوغ أسعار النفط نحو 60 دولارا في الربع الثاني من 2021. وأضاف الوزير، أنه طلب في اجتماعات سابقة لأعضاء "أوبك" بالسماح للعراق بتأجيل التعويض عن الإنتاج الزائد في السابق، وأن ذلك ساعد على إعادة الأمل للاقتصاد العراقي.

وأكد أن العراق سيظل ملتزما بقرارات "أوبك" ويعوض عن إنتاجه الزائد، إذ إن خفض الإنتاج الطوعي من جانب السعودية البالغ مليون برميل يوميا ساعد في الحيلولة دون انهيار السوق.