آخر الأخبار
إيران بين مطرقة العقوبات وسندان التنازلات.. هل يتخلى النظام عن حزب الله؟ تحالف العزم يدعو لإطلاق حوار وطني شامل يمهد لعقد اجتماعي جديد يبدأ من تعديل الدستور بعد اعتذار ناديه.. نجم العراق يغيب عن كأس آسيا للشباب يقلل خطر الوفاة.. إليك أفضل وقت لتناول أول كوب قهوة غبار وأمطار ورياح عاتية.. أجواء غير مستقرة في العراق ابتداء من المساء

سباق لقاحات كورونا الواعدة يستقبل منافساً جديداً

محليات | 4-01-2021, 18:20 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة

منح نشر نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح "موديرنا" الأميركي، بطاقة عبور للمنافسة في سباق اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، وليلحق بزميله "أكسفورد - أسترازينكا" البريطاني، ومواطنه "فايزر - بيونتك" الأميركي.

وأظهرت نتائج المرحلة الثالثة للقاح "موديرنا" التي نُشرت في 30 ديسمبر (كانون الأول) بدورية "نيو إينغلاند جورنال" فعالية قُدرت بنسبة 94.1 في المائة؛ فمن بين أكثر من 30 ألف مشارك تم اختيارهم عشوائياً لتلقي اللقاح أو دواء وهمي، طور 11 فقط من المشاركين في مجموعة اللقاح أعراض المرض، مقارنة بـ185 مشاركاً ممن تلقوا العلاج الوهمي، مما يدل على فعالية بنسبة 94.1 في المائة.

وتقترب هذه النسبة من تلك التي حققها اللقاح الأميركي الآخر، وهو "فايزر - بيونتك" (95 في المائة)، الذي يتصدر سباق اللقاحات، بعد أن حصل على ترخيص أممي من "منظمة الصحة العالمية"، حيث أجازت المنظمة، أول من أمس، الاستخدام الطارئ له.

ويأتي نشر النتائج للقاح "موديرنا" ليمهّد للحصول على الترخيص الأممي، الذي يسعى له أيضاً لقاح "أكسفورد - أسترازينكا". ويمنح الترخيص الأممي للقاحات فرصة التوزيع من خلال مبادرة إتاحة لقاحات "كوفيد - 19" على الصعيد العالمي (كوفاكس)، كما يعني حصول اللقاح على شهادة اعتماد دولية بمأمونيته وفعاليته.

وتراهن "فايزر - بيونتك"، ومن بعدها "موديرنا"، وهما يستخدمان التقنية ذاتها في التصنيع (مرسال الحمض النووي الريبي) على تحقيق نسبة أعلى من الفعالية، حيث قُدّرت فعالية لقاح "فايزر" بـ95 في المائة، واقترب لقاح "موديرنا" من هذه النسبة 94.1 في المائة، وفق نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.

وبينما تم الاعتماد الرسمي لفعالية لقاح "أكسفورد" على أنها 70 في المائة من جرعتين كاملتين، يجري (حالياً) استكمال التجارب السريرية، لإثبات نتيجة ظهرت على عدد قليل خلال المرحلة الثالثة من التجارب، وهي أن جرعة ونصف الجرعة من اللقاح تمنح فعالية تفوق الجرعتين (90 في المائة).

وإذا كانت "فايزر - بيونتك" و"موديرنا" قد ربحتا سباق الفعالية، ويحاول لقاح "أكسفورد" الاقتراب منهما بتأكيد حقيقة أن الجرعة ونصف الجرعة تمنح فعالية 90 في المائة، فإن الفريق البحثي العامل عليه يرفع من ناحية أخرى شعار أن "الفعالية ليست كل شيء في تقييم اللقاحات".

ويتم تقييم اللقاحات وفق عده عناصر، هي نسبة الفعالية وسهولة التصنيع والسعر وسهولة التخزين.

وتتيح تقنية "مرسال الحمض النووي الريبي" التي يستخدمها لقاحا "فايزر - بيونتك" و"موديرنا" سهولة التصنيع، بدرجة ربما تفوق قليلاً تقنية الناقلات الفيروسية التي يستخدمها لقاح "أكسفورد"، ولكن الأخيرة تتميز بأنها تقنية مجرَّبة قبل ذلك، على عكس الأولى التي تُستخدم للمرة الأولى.

وتستخدم تقنية مرسال الحمض النووي الريبي (mRNA) معلومات وراثية تسمح لخلايا الجسم بإنتاج البروتين الفيروسي في سيتوبلازم الخلايا، ثم عرضها لجهاز المناعة حتى يتم تدريبه، والتعرف عليها، وبناء ذاكرة مناعية ضد الفيروس، أما تقنية الناقلات الفيروسية، فتستخدم أحد فيروسات "الأدينو" التي تسبب نزلات البرد عند الشمبانزي، كوسيلة لحمل المادة الوراثية الخاصة ببروتين "سبايك"، الخاص بفيروس "كورونا" المستجد، لحقنها في الخلايا البشرية.

وتمنح التقنية ميزة في سهولة التصنيع للقاحين الأميركيين، ولكنها تؤثر على السعر وسهولة التخزين، مقارنة بلقاح "أكسفورد".

وأعلنت شركة "أسترازينكا" أن سعر الجرعة الواحدة من لقاح "أكسفورد" ستتراوح بين 3 و4 دولارات، بينما يصل ثمن الجرعة من لقاح "فايزر" إلى 25 دولاراً، و"موديرنا" 35 دولاراً، وفق ما ذكرته الشركتان، هذا فضلاً عن أن لقاح "أكسفورد" يمكن تخزينه في درجة حرارة الثلاجة العادية، بينما اللقاحان الأميركيان يحتاجان إلى درجة حرارة (- 40 إلى - 70 درجة مئوية)، وهذه قدرات تخزينية لا توجَد في كثير من الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.

ومن ناحيته، يقول الدكتور محمد شاهين، استشاري المناعة بجامعة أسيوط، إن "هذه الفوارق بين اللقاحات لا تجعلها تتنافس، ولكنها تكمل بعضها من أجل تحقيق هدف واحد، وهو مناعة القطيع عالمياً".

ويوضح أن "هذه الجائحة عالمية، لذلك فإن أي دولة تنجح في تحقيق مناعة القطيع بواسطة اللقاحات، لن تستطيع فتح حدودها والعودة إلى حياة ما قبل (كورونا)، إلا إذا تحققت مناعة القطيع في الدول الأخرى، لذلك فإن هناك حاجة إلى تلقيح نحو 70 في المائة من سكان العالم". ويضيف: "إذا كانت دول العالم الغنية ستتجه إلى اللقاحات الأميركية لكونها الأكثر فعالية، فإن لقاح (أكسفورد) بفعالية 70 في المائة، المرشحة لأن تصل إلى 90 في المائة، قد يكون الأنسب بسعره المنخفض وسهولة تخزينه في درجة حرارة الثلاجة العادية للدول الفقيرة".