ناجية أيزيدية تروي تفاصيل مأساوية عن سبيها: جيراننا تحولوا وحوشاً
محليات | 26-12-2020, 11:55 |
بغداد اليوم- بغداد
روت الناجية الايزيدية ’’شريهان’’، تفاصيل مأساوية تخص قصة سبيها على ايدي عناصر تنظيم داعش قبل 6 سنوات، من قلب مناطقهم الاصلية في العراق، وكيف تحول جيرانها الى وحوش بشرية، محدثين بمن يخالفهم مجازر دموية وعمليات ابادة فظيعة.
تقول شريهان (23 عاماً)، في حديثها لوسائل إعلام عربية، متحدثة عن تفاصيل احتجازها في غياهب سجن "عقاب" في مدينة إدلب السورية: "عقاب لم يكن سجنا عاديا، بل عبارة عن سوق نخاسة، حيث عشت عيشة السبايا، وعانيت من الرعب خلف قضبان سجونه الممتدة من بلدة كنصفرة حتى دير سنبل".
واشارت الى ان "بداية مأساتها كانت بعد استرقاقها وشقيقها المعاق وجارتها، على يد جيران لها انضموا لتنظيم داعش الإرهابي، وصوبوا رصاصاتهم الأولى لصدور من عاشوا معهم في مدينة سنوني في قضاء شنكال".
قصتها اتت على يد "الشيخ سالم الجزراوي.. جارها العراقي الذي انضم إلى تنظيم داعش الإرهابي"، مضيفة: "كانت أصوات الرصاص والتكبير تعم في كل مكان ببلدتي، هرعنا من الخوف أنا وأمي وشقيقي المعاق سالم، وجارتي شيرين باتجاه الجبل لنحتمي به، لكن دورية لمسلحي لداعش بينهم جيراننا كانت تتربص بنا، وأخذتنا رهائن بعد قتل أمي، إلى قرية خانصور".
بالسياط والعصي والحرمان والجوع والخوف قضت شريهان التي كانت في السادسة عشر من عمرها آنذاك، أيامها مع آلاف الأيزيديات اللواتي تم جمعهن من عدة قرى منها: تل قصب، ورمبوسي، وكوجو، وتل بنات، وخانصور، ليتم اقتيادهن عبر حافلات إلى الموصل والرقة.
وقالت شريهان إن "3 تجار رقيق تذكرهم بألقابهم وهم: أبو حمزة، وأبو موسى، وأبو هاجر، كانوا أول من باعوهم في أسواق النخاسة بالعراق، بعد إجبارها و19 شابة أيزيدية على ارتداء ثياب غير محتشمة".
واقتيدت شريهان إلى "مزرعة كان يتملكها أبو سعيد، وهو أول من اشتراها واغتصبها"، وتابعت قائلة: "حين علم بحملي، لكم بطني بحذائه العسكري لكمة قوية أجهضت الجنين بعدها، وكدت أن أفقد حياتي من شدة النزف، وتمنيت الموت كي ارتاح من عذاباتي".
وتواصل الناجية الأيزيدية سرد قصتها، وتقول: "باعني أبو سعيد مرة أخرى لأبو عبد الله وأبو خطاب الجزراوي وبعدها لأبو أنس العراقي، لتنتهي بها صفقات البيع في منزل أبو ناصر الشامي كخادمة وعبدة جنس".
عمليات بيع لم تعد تحصيها الناجية شريهان بين العراق والموصل، لكن آخرها كانت رحلة العبور من الرقة باتجاه مناطق جبهة النصرة في مدينة إدلب.
هذه المرة اشتراها "تجار الرقيق من الجبهة وهما، أبو عبد الله الداغستاني وأبو خالد العراقي اللذان قدما من إدلب إلى الرقة، ثم توجهوا عبر ريف حماة إلى جبل الزاوية".
وبحسب رواية شريهان، فقد "باعها مالكها إلى الداغستاني والعراقي، والأخير احتجزها في سجن العقاب الذي وصفته بالجحيم".
وأضافت قائلة: "كان سجنا كبيرا جدا بغرف كثيرة ومعتمة، لا صوت يعلو فوق أصوات صرخات المعذبين داخله، لاسيما النساء (الكافرات الملحدات) بنظر السجانين"، وتابعت: "كان سوق نخاسة تباع وتشترى فيه النساء الكرديات والأيزيديات والمسيحيات، وحتى نساء عربيات سوريات كن محتجزات خلف قضبانه".
وبحسب تقارير دولية فإن تنظيم داعش الإرهابي استرّق في أغسطس 2014، أكثر من 6 آلاف من النساء والأطفال.
وأشارت التقارير أيضا إلى أن "هناك أكثر من 8 آلاف أيزيدي في عداد المفقودين، بجانب تشريد نحو 350 ألف منهم في مخيمات النزوح شمالي العراق".