آخر الأخبار
رويترز تكشف عن ثاني أكبر صفقة في تاريخ الموارد العراقية.. 25 مليار دولار مع "BP" قريبًا عمليات بغداد تنفي إغلاق ساحة التحرير وسط بغداد احتجاجا على ايقاف قانون العفو العام الإطار التنسيقي يعلن دعمه للمحكمة الاتحادية لإيقاف تنفيذ القوانين الثلاثة جدول أعمال جلسة البرلمان يوم غد الأربعاء صلاح الدين وكركوك تعطلان الدوام الرسمي احتجاجاً على ايقاف العفو العام

ما هي المضاعفات التي يتركها فيروس كورونا بعد التعافي؟

محليات | 6-12-2020, 21:03 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة

على الرغم من زيادة نسبة المتعافين من فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" إلا أن معركة هؤلاء المتعافين فيما يبدو لم تنته بعد؛ حيث كشفت الدراسات أن الفيروس يترك بعض المضاعفات ترافقهم بعد التعافي، لأن معاناتهم تتواصل مع أعراض مزعجة طويلة الأمد، وتثير هذه الأعراض المستمرة أو ما يعرف بـ"كوفيد الطويل" قلقًا وسط الأطباء لأن مصابين كثيرين تخلصوا من الفيروس، لكنهم ما زالوا يعانون اضطرابات مقلقة.

وكشفت دراسات وبحوث أولية أن أكثر الأعراض التي يبلغ عنها المتعافون من فيروس كورونا هي الشعور بالتعب وضيق التنفس والصداع والأرق وألم الصدر والمفاصل والسعال وفقدان حاستي الذوق والشم، إضافة إلى الطفح الجلدي والحمى، أما الأعراض التي تسجل بشكل أقل وسط المتعافين فهي اضطرابات السمع وما يعرف بـ"ضباب الدماغ".

ويرى الباحثون أن الأعراض تشمل أعضاء أخرى في الجسم مثل القلب والرئتين والدماغ، حتى وإن لم يعان الشخص المصاب أي أعراض من جراء كورونا.

وبما أن المرض ظهر وتفشى قبل أقل من عام، يرى الباحثون أن تقديم صورة واضحة حول آثار بعيدة المدى للعدوى لا يزال أمرًا صعبًا.

كما كشفت دراسة فرنسية، أن ثلثي المصابين الذين ظهرت عليهم أعراض خفيفة أو متوسطة أبلغوا عن عارض واحد طويل الأمد على الأقل، بعد ستين يومًا من التماثل للشفاء، وشملت الدراسة عينة من 150 مصابًا بكورونا في حالة غير حرجة، بين شهري مارس ويونيو الماضيين.

وفي دراسة مماثلة أجريت بإيطاليا، تبين أن 87 % من مرضى كورونا عانوا عارضًا واحدًا طويل الأمد على الأقل، لاسيما الشعور بالتعب وضيق التنفس لكن الدراسة الإيطالية شملت مصابين من كبار السن الذين عانوا مضاعفات خطيرة من جراء العدوى.

وحول المضاعفات التي تؤثر على المتعافي جراء فيروس كورونا، يقول الدكتور هلال حتة، الباحث في علم الفيروسات والمناعة بكلية الطب جامعة سينسيناتي بالولايات المتحدة الأمريكية وكلية الطب جامعة أسيوط، إن المعركة مع فيروس كورونا لا تنتهى فور الشفاء منه، وإنما قد تستمر مع المتعافين أحيانًا لعدة شهور مما يزيد خطر التعرض لمشاكل صحية طويلة الأمد، وعلي الرغم من أن معظم من يصابون بمرض فيروس كورونا (كوفيد -19) يتعافون بسرعة خلال بضعة أسابيع لكن بعض الأشخاص، حتى أولئك الذين تكون أعراضهم خفيفة، يستمرون بالشعور بالأعراض بعد التعافي المبدئي، وقد سميت الحالة بمتلازمة ما بعد كوفيد 19 أو "كوفيد 19 طويل الأمد"، موضحًا أن أكثر الأشخاص عرضة بأعراض كوفيد-19 طويلة الأمد طبقًا للتقارير الرسمية لمنظمة الصحة العالمية فإن كبار السن والأشخاص الذين لديهم عدة حالات طبية خطيرة هم الأكثر عرضة للإصابة بأعراض كوفيد 19 طويلة الأمد، ولكن حتى الشباب الأشخاص الأصحاء قد يشعرون بالتوعك لأسابيع أو حتى أشهر بعد الإصابة.

أعراض كوفيد-19 طويلة الأمد

وعن أعراض كوفيد- 19 طويلة الأمد، يوضح الدكتور هلال حتة العلامات والأعراض التي يشيع استمرارها مع مرور الوقت وتشمل الإرهاق، ضيق النفَس، السعال، ألم المفاصل، ألم الصدر، ألم العضلات أو الصداع، ضربات القلب السريعة، فقدان حاسة الشم أو التذوق، مشاكل في الذاكرة أو التركيز أو النوم، الطفح الجلدي أو تساقط الشعر.

ولفت إلى أن أكثر الأعضاء تضررًا "الرئتين"؛ حيث يؤثر الفيروس عليها بشكل رئيسي، كذلك أن الالتهاب الرئوي المرتبط عادة "بكوفيد- 19"، يمكن أن يسبب تلفًا طويل الأمد في الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئة، يمكن للأنسجة المتندبة الناتجة عن ذلك يمكن أن تؤدي إلى مشاكل تنفسية طويلة الأمد، بالإضافة إلى تأثيره على "القلب" وتكون نتيجة التأثير عليه الجلطات الدموية ومشاكل الأوعية الدموية، كما نجد بعد التعافي من الفيروس بشهور يمكن حدوث ضرر طويل الأمد في عضلة القلب، حتى لدى الأشخاص الذين لم يصابوا إلا بأعراض كوفيد 19 خفيفة فقط، قد يزيد ذلك من خطر التعرض لفشل القلب أو مضاعفات قلبية أخرى في المستقبل تكوين الجلطات الدموية الصغيرة التي تسد الشعيرات الدموية في عضلة القلب أو كبيرة يمكنها أن تسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

والجدير بالذكر أن هناك أعضاء أخرى قد تتأثر بالجلطات الدموية مثل الرئتان والساقان والكبد والكليتان مما قد يُسهم في حدوث مشاكل طويلة الأمد في تلك الأعضاء، الدماغ، كما يمكن أن يؤدي إلي الإصابة بالسكتات الدماغية والتشنجات ومتلازمة غيلان باريه ( Guillain-Barre syndrome) ، وهي حالة تسبب شللًا مؤقتًا لافتًا إمكانية زيادة خطر الإصابة بداء باركينسون وداء الزهايمر.

المضاعفات النفسية

وعن المضاعفات النفسية ما بعد التعافي من كوفيد-19، يقول الدكتور هلال حتة، إن مجرد المرور بتجربة الإصابة بكوفيد-19 ودخول قسم العناية المركزة في المستشفى والنجاة منها كفيل بزيادة احتمال إصابة الشخص بمتلازمة اضطراب الكرب، وبالتالي للرضح post-traumatic stress syndrome وهو حالة صحية عقلية يستثيرها حدث مخيف قد يحدث لك أو قد تشهده، و قد تتضمن الأعراض استرجاع الأحداث، والكوابيس والقلق الشديد، بالإضافة للأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها بخصوص الحدث، والاكتئاب، والقلق والإرهاق المزمن.

أعراض غير ثابتة

ومن جانبه، يضيف الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن أعراض فيروس كورونا ليست ثابتة في كل المصابين بالعدوى، حيث يعاني البعض مرض كوفيد-19 الشديد ، أو البسيط أو الخطر، وهذا لا يعاني الأغلبية وهم حوالي 85% من المصابين من أي أعراض أو أنهم يشعرون بأعراض خفيفة فقط ، ولكن نجد الغالبية يتعافون بسرعة خلال بضعة أسابيع، لافتًا إلى أنه لوحظ على بعض الحالات المتعافية، والتي أصبحت نتائج الاختبارات لها سلبية تعانى من بعض الشكاوى وبعضها طويل الأمد نسبياً.

وأشار بدران، عند وجود مرض مزمن خاصة في المسنين يزيد من خطر التعرض لمشاكل صحية طويلة الأمد بعد كورونا، كما أن البعض يعاني بعض الأعراض لأسباب غير معروفة بدقة بعد التعافي المبدئي، حيث تلعب المناعة والأمراض المصاحبة والعمر وشدة مرض كوفيد-19 أدواراً في ذلك.

المتابعة الدورية

وينصح الدكتور مجدي بدران المتعافين بالحرص على المتابعة الدورية مع الأطقم الطبية المتخصصة، لأن التعافي لا يعني التخلي عن التدابير الوقائية، مؤكدًا أن الإصابة لا تمنع تكرار العدوى مرة أخرى.