العراق.. مؤشرا العنف الأسري والإنتحار يتصاعدان.. مقترح لمعالجة الموقف وتحذير من أزمات أسوأ
محليات | 20-10-2020, 17:58 |
بغداد اليوم _ بغداد
تضرب الازمة الاقتصادية في العراق عميقا منذ أشهر، بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا والاغلاق العالمي وتراجع أسعار النفط، الأمر الذي آذن لشرائح مختلفة بالتظاهر والاحتجاج والتذمر، من موظفين وخريجين، وعاطلين قبل الأزمة وبعدها ، بالمقابل تصاعدت مستويات العنف الاسري وحالات الانتحار.
غريقان في بغداد وتائهان بكربلاء
بشكل ملحوظ تزداد وتيرة العنف الاسري في البلاد، وما ان يهتز الراي العام بحادثة مروعة، حتى يظهر للسطح عشرات الحوادث التي غيبتها مشاكل أخرى سياسية واجتماعية وحتى صراعات دولية تؤثر في البلاد، ويتناقل اخبارها العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت الشرطة النهرية في بغداد، قد أعلنت نهاية الأسبوع الماضي، العثور على جثتي طفلين في نهر دجلة ببغداد، وبعد ساعات من الإعلان، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر امرأة ترتدي عباءة رأس سوداء وهي ترمي بطفلين من على "جسر الأئمة"، في حادثة أثارت غضب الرأي العام، الذي ما يزال يطالب بالمتابعة والمحاسبة، وتطبيق القوانين التي تمنع وصول أم إلى هذه المرحلة.
وبينما يستمر ملف العنف الاسري وحالات الانتحار متصدرا في مواقع التواصل الاجتماعي، تداول ناشطون بمواقع التواصل مقطعا مصورا يظهر العثور على طفلين تركتهما والدتهما في محافظة كربلاء، وتقول قيادة شرطة المحافظة انها لم تتبين بعد أن الأطفال من كربلاء.
حالة انتحار
واليوم الثلاثاء، أفادت مصادر أمنية بأن زوجة الفنان العراقي جلال الزين، انتحرت في شقتها بحي المنصور وسط العاصمة بغداد.
وذكرت المصادر، أن "نور كاظم، وهي زوجة المطرب جلال الزين، من مواليد 1995، انتحرت بإطلاق النار على نفسها بواسطة سلاح كلاشنكوف".
إحصائية رسمية
وأبدت مفوضية حقوق الانسان في العراق، قلقها من تزايد حالات الانتحار في البلاد بشكل ملحوظ منذ مطلع العام الجاري 2020، وفيما اشرت أبرز الأسباب التي أدت إلى الانتحار، حددت الفئات العمرية التي تشكل الظاهرة.
وتقول عضو المفوضية، فاتن الحلفي لـ (بغداد اليوم )، إن "تزايد حالات الانتحار في الفترة الأخيرة أصبح أمراً مقلقا وخاصة للمفوضية، حيث أنه لغاية أيلول 2020، حدثت 301 حالة انتحار، بينها 132 اناث و169 ذكور، وهي موثقة لدى الجهات المعنية".
وأضافت الحلفي، أن "أسباب تزايد حالات الانتحار يأتي لتداعيات الأوضاع الاقتصادية المتردية وانخفاض الدخل المالي للكثير من الرجال وارباب العوائل، الامر الذي يولد ضغوطات نفسية، فضلا عن تداعيات تفشي فيروس كورونا، وبعض وسائل الإعلام التي تعطي رسائل سلبية والتي قد تساعد على الانتحار".
وأشارت إلى أن "الشرائح العمرية المشخصة لدى المفوضية التي توجه افراد منها الى الانتحار، تبدأ من 15 الى 50 سنة، وهذا يعني انها شريحة عمرية شابة".
أزمات تلوح في الأفق
ويقول عضو مفوضية حقوق الانسان، د. فاضل الغراوي لـ (بغداد اليوم )، إن العراق قد يكون مقبلا على مجموعة من الازمات الكبيرة والمخاطر الاجتماعية، بسبب الازمة الاقتصادية وصعوبة الحصول على عمل، وكذلك الصعوبات التي تواجه الكثير من العوائل بتأمين قوتها اليومي، إضافة الى تداعيات الحروب وارتفاع معدلات العنف الاسري بظل ازمة كورونا.
وأشار الغراوي، إلى أن "طرق الانتحار المؤشرة لدينا عبر السم أو الحرق واستخدام الطلق الناري والشنق، مبينا أن عام شهد 594 حالة ومحاولة انتحار، ووصولا الى الحالات المشخصة في العام الجاري 2020 فإن اغلب الحالات، تكون من بيئات سكنية فقيرة وتواجه صعوبات اجتماعية كبيرة.
نائب: الاضطرابات في البلاد اثرت على تربية الامهات لابنائهن
وتؤكد عضو مجلس النواب، ريزان دلير، أن تزايد حالات الانتحار والعنف الاسري تؤثر بشكل كبير على حياة بقية العوائل في البلاد، مبينة أن الأوضاع الحرجة الراهنة من سياسية واقتصادية وصحية وتداعياتها، تؤثر على الاسر وطريقة تعاملهم في حل المشاكل، فيما تواجه الأمهات والاباء صعوبة في التربية بظل هذه الاضطرابات.
وأضافت دلير في حديث لـ (بغداد اليوم ) أن "المجتمع العراقي في هذا الوقت يعيش أوضاعا خطرة جدا، وبدأت تظهر حالات لم تكن موجودة في السابق، وهنا تأتي مسؤولية الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في التصدي او تقليل المخاطر".
ودفعت سلسلة الحوادث الأخيرة، العديد من النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بضرورة الإسراع بتشريع قانون للحد من العنف الأسري، في المقابل، يرى مختصون أن اتساع حالات العنف الأسري، سببه الحظر الذي فرضته جائحة كورونا، وما خلَّفته من مشاكل اقتصادية ألقت بتأثيراتها على العلاقات الأسرية وخلقت أجواءً من التوتر داخل الأسر.