بغداد اليوم- بغداد

يعد الشريط الحدودي بين العراق وسوريا واحدا من أعقد المناطق، وخاصة في منطقة سنجار التابعة لمحافظة نينوى، بسبب الصراع الكبير للسيطرة على تلك المنطقة.

وما يزال قضاء سنجار نقطة صراع بين جهات مختلفة فحزب العمال الكردستاني يتواجد بقوة في المنطقة فيما يتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني عناصر الحزب بأنهم وراء الفوضى وأن سنجار هي خارج سيطرة الدولة العراقية وتجري فيها عمليات خطف وقتل، بعيدا عن تدخل الأجهزة الأمنية الموجودة في القضاء.

تهريب عناصر داعش

يؤكد مصدر أمني أن عناصر داعش يستخدمون منافد سن الذيبان والفاو لتهريب عناصرهم من سوريا إلى العراق، وخاصة في المنطقة التي تسيطر عليها قوات قسد الكردية، وذلك عبر دفع ألاف الدولارات لعناصر حزب العمال الذين يتواجدون على الشريط الحدودي من سنجار وصولا إلى سوريا.

ويضيف المصدر في حديثه لـ"بغداد اليوم" أن "عناصر داعش الإرهابي الذين يدخلون عبر هذه المنطقة ينتشرون بعدها في منطقة جزيرة نينوى ومن ثم إلى باقي أجزاء العراق، وطريقة الدفع تكون بحسب أهمية العنصر في التنظيم سواء كان قياديا أو عنصرا عاديا".

وأوضح أن "الشريط الحدودي مفتوح من منطقة ربيعة وصولا إلى أطراف جزيرة الأنبار، كما يتم تهريب جميع المواد الممنوعة عبر هذا الممر وإدخالها من سوريا إلى العراق، مقابل مبالغ تدفع لعناصر حزب العمال".

فوضى عارمة

يقول قائممقام قضاء سنجار محما خليل إن سنجار هي خارج سيطرة الدولة العراقية ووجود عناصر حزب العمال الكردستاني يمنع العوائل النازحة من العودة إلى مناطقها.

وبيّن خليل في حديثه لـ"بغداد اليوم" أن "عناصر الحزب يمارسون كل أنواع الفوضى ويضايقون الأهالي ويقومون بعمليات القتل والخطف بحق المدنيين، كما أن وجودهم في سنجار سمح لهم باستغلال الشريط الحدودي مع سوريا".

وأشار إلى أن "عناصر حزب العمال يقومون بتهريب الأغنام والنفط والمنتوجات الأخرى الغذائية وغيرها، وذلك بالتعاون مع قوات قسد من الجانب السوري، كما يقومون بإدخال عناصر داعش من سوريا إلى العراق مقابل مبالغ مالية".

ولفت إلى أنه "كمسؤول محلي لا يستطيع ممارسة عمله بسبب وجود عناصر حزب العمال داخل القضاء، وهم يتحكمون بتعيين مدراء الدوائر وكل المساعدات والأموال المخصصة من الحكومة تصل لهم ويستولون عليها"

وتابع أنه "قدمنا تقارير مفصلة إلى الحكومة الاتحادية وطلبنا منها التدخل وطرد عناصر حزب العمال، ونؤكد أن ما يجري على الشريط الحدودي مع سوريا أمر خطير جدا ، وكان على الحكومة إرسال قوة عسكرية للسيطرة عليه قبل استفحال الوضع بصورة يصعب السيطرة عليها".

رد العمال الكردستاني

يرى عضو لجنة العلاقات في حزب العمال الكردستاني كاوه شيخ موس بأن الاتهامات التي توجه لعناصر حزبه هدفها عودة الحزب الديمقراطي إلى سنجار.

ولفت إلى أن "عناصر حزبه ليس لهم تواجد في سنجار ولا على الشريط الحدودي مع سوريا، ونحن من حاربنا داعش وقدمنا التضحيات الكبيرة وأنقذنا حياة الآلاف من الإيزيديين بعدما سلمهم الحزب الديمقراطي لداعش".

وأضاف أنه "توجد قوة محلية من أهالي سنجار في هيئة الحشد الشعبي وتستلم رواتبها من الحكومة، ولا يوجد تهريب على الشريط الحدودي، وهذه أكاذيب يسوقها الديمقراطي والإعلام التابع له لتحريض الشارع العراقي ضدنا".

وبين أن "الإيزيديين هم من يرفضون عودة القائممقام محما خليل ويعتبرونه متخاذلا ويعدون عودة بيشمركة الحزب الديمقراطي إلى القضاء مقدمة لسقوط مناطقهم بيد تنظيم داعش مجددا".

تحركوا قبل فوات الاوان

القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني عصمت رجب طالب الحكومة العراقية بالتحرك السريع والسيطرة على قضاء سنجار بشكل كامل.

وقال رجب في حديثه لـ"بغداد اليوم" إنه "لا يعقل أن تتحكم مجموعة خارجة عن القانون بقضاء عراقي، وتمنع عودة الإدارة الشرعية له وتقوم بتنصيب المسؤولين ومدراء الدوائر وتفعل الجرائم، دون تحرك حقيقي من الحكومة".

واستكمل قائلاً أن "على الحكومة الاتحادية إعادة الأمور إلى طبيعتها إلى سنجار والشريط الحدودي مع سوريا وبسط نفوذ الدولة قبل فوات الأوان، وما يجري هناك أمر خطير جداً، ستكون له تبعات على المنطقة".