حزب الدعوة يصدر بياناً بشأن الأخوين ’’أحمد’’ و ’’فراس’’
سياسة | 4-10-2020, 19:15 |
![](/uploads/posts/MediaStorage/GalleryImages/135944.jpg)
بغداد اليوم- بغداد
أصدر حزب الدعوة الاسلامية، الأحد، بياناً بشأن الأخوين ’’أحمد’’ و ’’فراس’’، الذين افترقا قرابة الـ40 عاما، على خلفية معارضة والديهما للنظام السابق.
وقال الحزب في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إن "صفحة سوداء من صفحات ظلم الطاغية صدام ونظام البعث المشؤوم هي ما لحق بأطفال العوائل المنتمية لحزب الدعوة الاسلامية بعد أن تم اعدام الاب والام معا ، من تشريد وتضييع وفقدان، ولم يكشف مصير الكثيرين منهم الى الآن، ولكن قدرة الله هي الغالبة وفوق إرادة الطواغيت والجبارين، وقد تجلت تلك القدرة والرحمة الإلهية في عثور كل من ( احمد )و(فراس) بعد 40 سنة من الفراق والفقدان على ما تبقى من اهليهما، بعد اعدام عائلتهما عام 1980، وتخلص زبانية الامن من الطفلين بإلقائهما في احدى شوارع بغداد، وكان (احمد ) في سن الرضاعة و(فراس) بدأ لتوه ينطق بالحروف والكلمات".
واضاف البيان أن "احمد ابن الشهيد جواد ناصر الموسوي ووالدته الشهيدة ابتسام زويد وقد اعدم نظام البعث (9) من العائلة بين اعمام وخالات وابنائهم وأبناء العمة، وبقي فقط أخيه الوحيد سيد حيدر، واما فراس سالم جليل النجار فقد اعدم الطاغية صدام والده ووالدته و(7) من ارحامه، ولم يتبق له احد".
وتابع :"هناك المئات من العوائل تمت تصفيتها بالكامل في سجن ابي غريب الرهيب، واختفت اثارهم بسبب انها من حزب الدعوة الإسلامية، ولم يعثر على رفات افرادها لا في المقابر الجماعية ولا على مصيرهم في سجلات الامن والمخابرات، وما زالت لوعة فقدهم كالجمرة تتقد في نفوس من بقي من اهليهم".
واشار البيان إلى أنه "مما يبعث على الاستهحان والاستنكار ما زال هناك من يتباكى على ذلك الزمن الرديء والاغبر ويسميه بـ (الزمن الجميل) من الذين لم يكتووا بناره ولم يذوقوا ظلمه زعافا، وهذا تقصير وسائلنا الإعلامية والمنهاج الدراسية في المراحل كافة، والتي لم تستطع ان تعكس حجم ذلك الظلم المهول، والذي ليس له نظير في ظل دكتاتوريات العالم".
ولفت إلى أن "عودة (احمد) و(فراس) الى ما تبقى من اهليهما فرصة لإعادة محاكمة ذلك العهد المظلم ، وتمزيق ستار التعتيم عليه ، الذي احيط به من قبل البعثيين وايتامهم وذيولهم، وان القاعدة وداعش والإرهاب والبعثيين وفي تواطؤ مشبوه استطاعوا ان يسدلوا الستار على الوجه القبيح لذلك العهد ويطمسوا جرائم، ويساهموا في نسيان العراقيين ذلك الظلم الرهيب، بتفجيراتهم الارهابية وسياراتهم المفخخة وقتل الناس بالشوارع، واعلامهم المغرض والمشوش الذي للاسف الشديد انجر وراءه بشكل اعمى وبلا تدقيق بعض الأوساط المخدوعة، ومما زاد من المصيبة الفداحة ونكأ الجرح ان هناك من تجرأ وطالب بالعودة الى ذلك الزمن مرة أخرى".
واوضح البيان أن "حزب الدعوة الاسلامية اذ يهنئ الاخوين (احمد) و(فراس) وما تبقى من اهليهما بجمع الشمل، يدعو الى اعتماد "مناسبة وطنية عراقية للبحث عن المفقودين" من قبل مؤسسة الشهداء والسجناء والحكومة العراقية، ويؤكد على ضرورة الكتابة المنصفة لتاريخ تلك الحقبة الدموية، وتذكير الأجيال بشتى الوسائل بما جرى فيها من فضائع وحشية واستسهال القتل للنساء والرجال والأطفال باستخدام احواض التيزاب والقنابل الكيماوية، للحيولة دون ان يتكرر مستقبلا مثلها على الاجيال القادمة".
ومضى بالقول إن "الحرية التي يتمتع بها الشعب العراقي اليوم بكل انواعها السياسية والإعلامية واداء الشعائر بمختلف اشكالها وصورها قد جاءت بفعل تلك التضحيات الجسيمة، والذي سيبقى شعبنا مدين بها للشهداء كافة، إذ كانت ارواحهم الطاهرة الثمن لهذه الحرية الغالية، واجسادهم الطرية جسراً للعبور الى شاطئ الأمان والتحرر من الدكتاتورية، وإرساء النظام السياسي الديمقراطي الجديد".