السلفية تُحجم صوفية كردستان.. لماذا انتشر ’’التيار السلفي’’ في الإقليم؟
ملفات خاصة | 10-09-2020, 10:11 |
بغداد اليوم- كردستان
عُرف الكرد بطبيعتهم الصوفية ومن كردستان خرجت أغلب الحركات الصوفية لتحقق الانتشار في العالم الإسلامي، ومنها الطريقة الكسنزانية والنقشبندية وغيرها من الطرق، وكان أبرز علماء الصوفية هم من الكرد أمثال الشيخ عبد الكريم بياره الذي بقي طول حياته يخدم في مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ عبد الكريم المدرس وآخرين.
وظلَ أهالي إقليم كردستان يعتزون بانتمائهم الصوفي، وكانت مساجدهم طوال العقود الماضية تحفل بالتسبيح والتهليل وإقامة الصلوات والأذكار النبوية، لكنه ومنذ سنوات العقد الأخير من القرن الماضي وصولاً إلى يومنا الحالي، بدأ التيار السلفي بالانتشار بصورة كبيرة في مدن إقليم كردستان.
وخاضت السليمانية حرباً شرسة ضد التنظيمات المتطرفة في تسعينات القرن الماضي والتي اتخذت من منطقة هورامان في حلبجة على الحدود الإيرانية مقراً لانتشارها، حيث كانت أبرز تلك الحركات هي تنظيم أنصار الإسلام بقيادة الملا كريكار.
ولوحظ في الفترة الأخيرة انتشار التيار السلفي والمساجد الخاصة والمدارس التعليمية بين الشباب بصورة ملفتة للنظر في السليمانية وعموم مدن إقليم كردستان، رغم أن سلطات الإقليم من الحزبين الحاكمين هي سلطة علمانية.
ويقول الأكاديمي والباحث المختص في شؤون الحركات الدينية سالار تاوكوزي إن "الأسباب تكمن في دعم السلطة الكردية للتيار السلفي، لآن هذا التيار اتفق معها على دعمها الكامل مقابل السماح له بالتحرك بصورة طبيعية".
واكد في حديثه لـ(بغداد اليوم)، أن "التيار السلفي يقف ضد الأحزاب الإسلامية الأخرى المشاركة بالعملية السياسية ويحرض ضدها ويدعو الناس لعدم المشاركة في الانتخابات، وهذا كله يصب بمصلحة أحزاب السلطة، لذلك يسمحون لهم بالتحرك وحرية التنقل وبناء المساجد وإقامة الدورات التعليمية".
وأضاف أن "هناك دولاً تدعم التيار السلفي بالمال لبناء المساجد وإقامة الدورات وفتح القنوات والمؤسسات الإعلامية، بهدف تعريب الثقافة الكردية باسم الدين، فضلاً عن وجود خيبة أمل بين المواطنين الكرد، وعندما يشعر المواطن وخاصة الشاب الذي لا تتوفر له سبل الحياة فأنه يتجه صوب التشدد الديني الذي تمثله تلك الحركات السلفية".
ويرى لقمان محمد أحد وعاظ السلفية وإمام مسجد في السليمانية أن التيار السلفي يختلف عن الحركات المتطرفة كتنظيمي القاعدة وداعش، ويجب التفريق وعدم الخلط، فليس كل سلفي هو إرهابي، كما تصوره وسائل الإعلام.
وأشار خلال حديثه لـ(بغداد اليوم)، إلى أن "السلفية في السليمانية وعموم الإقليم يقيمون الشعائر الدينية في مساجدهم، ولايتدخلون بشؤون وحياة الناس ولا تكفر أحداً إطلاقاً، وليس لها أي دعم مالي من أي دولة كانت، وحتى تعمير المساجد يتم من خلال تبرعات المصلين أنفسهم".
وأضاف أن " السلفية لا تدعم أي طرف سياسي في إقليم كردستان"، مضيفاً: "نحن علاقتنا مع الدين وإقامة الشعائر المفروضة فقط، ولانتدخل بالسياسة إطلاقاً، ولكن هنالك مساحة حرية وعدم مضايقة من قبل سلطات الإقليم وهذا أمر مقدر لأننا لانقوم بما هو مخالف أبداً".