بغداد اليوم- بغداد

كانت عيون حجلان شاهدة على تصدي سكان مدينة حديثة الواقعة غربي محافظة الأنبار لهجمات تنظيم داعش، حيث حاصرها التنظيم لأكثر من عامين ومنع عنها الغذاء والدواء، لكنها قاومت ذلك بشجاعة أهلها ولم تسمح للتنظيم بأن يسيطر على المدينة مستمدة قوتها من ينابيع حجلان المائية.

تحدي الصحراء

قد لا يخطر في بال القارئ بأن محافظة الأنبار ذات الطبيعة الصحراوية فيها العديد من الأماكن السياحية الجميلة التي تعد واحة براقة، وتحتاج لاهتمام من الجهات المختصة لتصبح مركزا سياحيا كبيرا.

أحدها (عيون حجلان) الواقعة بناحية الحقلانية في قضاء حديثة غربي محافظة الأنبار، حيث جمال الطبيعية وينابيع المياه الكبريتية التي تخرج من بين الصخور، فيما يقصدها المصابون بالأمراض الجلدية، من جميع أنحاء العراق وقد شُفي الكثير من أصحاب تلك الأمراض بعد سباحتهم فيها، مثل (حب الشباب، حبة بغداد، الجدري)، بسبب ما تحتويه هذه المياه من مواد علاجية طبيعية.

غياب الاهتمام الحكومي

وتعاني تلك العيون المائية من قلة الدعم والاهتمام الحكومي، الذي يقول سكان حديثة إن من الممكن أن يحولها إلى منتجع سياحي مهم.

ويقول قائممقام قضاء حديثة، مبروك الجغيفي، إن "الإمكانيات التي تحتاجها عيون حجلان، تفوق إمكانيات الحكومة المحلية في القضاء، وهي تحتاج إلى دعم الحكومة الاتحادية وهيئة السياحة".

وأضاف الجغيفي خلال حديثه لـ(بغداد اليوم)، أن "العيون المائية من الممكن عرضها على الاستثمار الذي سيعزز موقفها من خلال إنشاء الفنادق والمطاعم ومدن الألعاب، مما سينعكس بصورة إيجابية على مدينة حديثة، من الناحية الاقتصادية".

وتابع أن "إدارة القضاء طالبت مراراً بتحويل عيون حجلان إلى الاستثمار ووجهنا مجموعة من الكتب الرسمية، ونأمل أن تتبنى حكومة الأنبار الموضوع بجدية كبيرة، كونها ستعود بالنفع على المحافظة بشكل عام".

شعر وصور

ويؤكد المواطن خلف دلف الحديثي بأن جمالية المكان وطبيعته الهادئة خاصة أيام الخريف والربيع، يساعد على كتابة أجمل الأشعار التي توصف طبيعة مدينة حديثة، والحياة فيها، فضلا عن المناظر الخلابة التي تساعد على التقاط الصور الفوتوغرافية.

ويوضح الحديثي خلال حديثه لـ(بغداد اليوم)، أن ""الشاعر يحتاج أحياناً إلى طبيعية جمالية يستطيع من خلالها تعزيز الوصف"، فيما ناشد الجهات المختصة بـ"ضرورة الاهتمام بعيون حجلان، التي كانت في السابق مقصداً للآلاف من أبناء المحافظات العراقية، الذين يزورنها لغرض السياحة ولطلب الشفاء من الأمراض الجلدية بسبب طبيعة المياه الكبريتية داخل تلك العيون".