السلاح يُطارد الناشطين في الجنوب.. ماذا وراء الرصاص والعبوات الصوتية؟
أمن | 20-08-2020, 11:16 |
بغداد اليوم- خاص
يستمر مسلسل ترويع المتظاهرين في المحافظات الجنوبية، بعد لجوء ’’جهات مجهولة’’ إلى عدة أساليب، حيث برز في الآونة الأخيرة، استهداف منازل الناشطين، وعجلاتهم الخاصة، بـ’’العبوات الصوتية’’، مع استخدام الاسلحة الكاتمة لاغتيال المتظاهرين البارزين.
بدأت ’’جماعات مسلحة’’ باللجوء إلى استعمال العبوات الصوتية باستهداف الناشطين، في محاولة لتخويف المتظاهرين وإنهاء التظاهرات المستمرة في المحافظات الجنوبية احتجاجاً على سوء الخدمات وتردي الكهرباء وانتشار البطالة، وسوء الوضع الصحي مع تفشي فيروس كورونا في عموم البلاد.
وتشهد محافظة ذي قار، بشكل مستمر، عمليات ينفذها مجهولون ضد ناشطي التظاهرات، وكان آخرها استهداف منزل المتظاهر "محسن الزيدي"، بعبوة صوتية وسط مدينة الناصرية.
مصدر أمني، أفاد بأن مجهولين استهدفوا منزل الناشط محسن الزيدي بقنبلة صوتية القيت على منزله فجر اليوم، دون تسجيل خسائر بشرية، إضافة إلى حدوث أضرار مادية فقط.
ويعد هذا الاستهداف هو الثاني من نوعه خلال أسبوع واحد بعد تعرض الناشط وسام الذهبي لمحاولة اغتيال من خلال إطلاق النار على مركبته من مسدس كاتم الصوت في منطقة الاسكان الصناعي دون إصابته.
المفوضية العليا لحقوق الإنسان، أكدت أن مسلسل العبوات الناسفة ومحاولات الاغتيال تكرر في محافظة ذي قار حيث كانت هناك محاولة لتصفية الناشط المدني وسام الذهبي مطلع الأسبوع الحالي وكذلك انفجار عبوة صوتية في تقاطع جسر الحضارات قرب ساحة التظاهرات خلفت اضرار لمركبتين وإصابة احد سائقيها.
وقال عضو المفوضية، فاضل الغراوي، اننا "ندعو الحكومة والقوات الامنية باتخاذ اجراءات عاجلة لحماية الناشطين والمدونين والإعلاميين والحفاظ على حقهم في الحياة والامن والامان وكان اخرها ماحصل من استهداف ومحاولات اغتيال لعدد من الناشطين في محافظة البصرة وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة".
في غضون ذلك، عضو الأمن النيابية، كاطع الركابي، تحدث لـ(بغداد اليوم)، قائلاً: التراخي مع القضايا الأمنية في العراق، يولد استخدام جهات مجهولة العبوات الصوتية في استهداف الناشطين.
وأضاف الركابي، أن "عودة الاستهداف بالعبوات يأتي بسبب الانفلات الواضح في بعض المحافظات خاصة الجنوبية، وعدم السيطرة على الأمن سيولد عمليات فردية اخرى".
وأوضح، ان "هذه العمليات قد يكون الهدف منها زرع الفتنة في الشارع العراقي وتوجيه الانظار على اطراف معينة والقيام باعمار تخريبية لتوجيه الانظار على اطراف اخرى الغاية منها الفوضى".
وأشار عضو اللجنة الأمنية في البرلمان إلى انه من "المؤسف جدا أن الحكومة لم تراعِ هذه الاوضاع بل على العكس، نرى أن عناك تشجيعاً للانفلات في بعض المحافظات.
أما محافظة البصرة، فكان لها نصيب، بالأسلحة الكاتمة، حيث شهدت يوم أمس، أربع عمليات اغتيال، أبرزها حادثة قتل الناشطة البارزة وخبيرة التغذية رهام يعقوب، بعد أن أطلق مجهولون الرصاص نحو سيارتها التي تقل 3 نساء أخريات، وأدى إلى مقتل صديقتها أيضاً.
وأفاد مصدر امني في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "مسلحين مجهولين استهدفوا عجلة تقل 4 نساء بينهم طبيبة بالقرب من التقاطع التجاري وسط محافظة البصرة".
واضاف أن "الحادثة ادت إلى وفاة الطبيبة رهام يعقوب وصديقة معها واصابة الاثنين البقية بجروح"، مبيناً أن "المسلحين كانوا يستقلون دراجة نارية، فتحوا النار على الناشطة البصرية ومن معهما ثم لاذوا بالفرار لجهة مجهولة".
واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، موجة غضب عارمة، ضد مقتل الناشطة رهام، لينتهي يوم "الرعب" في مدينة البصرة، بخبر مفاده: "اغتيال الناشط فلاح الحسناوي، وخطيبته داخل عجلتهما".
وبدأ المدونون يصبون جام غضبهم على قيادة الشرطة في محافظة البصرة، والأجهزة الأمنية الأخرى، رغم اعفاء قائد الشرطة رشيد فليح، وتولي عباس ناجي منصبه بقرار من رئيس الحكومة.
ما حصل في البصرة، دفع رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي إلى كتابة تغريرة على منصة "تويتر"، من واشنطن قال فيها: " اقلنا قائد شرطة البصرة وعدد من مدراء الأمن بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة، وسنقوم بكل مايلزم لتضطلع القوى الأمنية بواجباتها".
وأضاف رئيس الوزراء، أن "التواطؤ مع القتلة او الخضوع لتهديداتهم مرفوض وسنقوم بكل ما يلزم لتقوم اجهزة وزارة الداخلية والامن بمهمة حماية أمن المجتمع من تهديدات الخارجين على القانون".
من جانبه، قال الناشط مشرق الفريجي، إن "استهداف الناشطين وحملات الاغتيلات والاعتقال بالبصرة والعبوات الصوتية والدراجات التي تقتل الناشطين والسلاح المنفلت جميعها ليست جديدة وهي سلسلة مستمرة لاصحاب السلاح المنفلت التي تسيطر على الشارع".
وأشار الفريجي في حديث لـ(بغداد اليوم): "نجزم ان السلاح الذي يقتل الشباب وكل كلمة حرة يجلس بقرب السلطة والتي تأسست بحكومات متحاصصة وشريكة بصناعة القرار".
وتابع أن "السلطة تمر بشيزوفيرينا حقيقية واالناشط بين شهيد او معتقل وهناك ناشطين يقتلون واعتقال ناشطين بدل محاسبة القتلة وابرازهم للرأي العام والا ستكون نهايتها كالحكومة السابقة التي اتكأت على الكتل السياسية"، مضيفاً: "واهم من يعتقد ان عمليات الاغتيال والترهيب قد توقف الصوت الحر والذين خرجو في سبيل حرية الوطن".
قيادة شرطة ذي قار، تحدثت أيضاً عن استهداف الناشطين بـ’’العبوات الصوتية’’، قائلة، إن هذه الافعال تعد جرائم جنائية، تتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة ورفع البصمات والبحث في مسرح الجريمة، وتقديم شكوى من قبل الشخص المستهدف.
وقال مدير إعلام القيادة، العميد الحقوقي، فؤاد كريم، إن "الفترة الاخيرة وبعد كثرة هذه الحوادث اتخذت الاجهزة الامنية على عاتقها زيادة التحوطات والحذر واعداد الافراد والسيطرات ومتابعة الموضوع وحث المواطنين بضرورة الابلاغ عن اي حالة اشتباه بهذا الصدد للحيلولة دون بلوغ الجريمة".
وأشار إلى أن "احصائية الحوادث التي جرت في هذا الاسبوع حوالي 4 الى 5 عبوات صوتية اتخذ الاجراءات القانونية بصددها".