’’كساد كورونا’’ يعمّق أزمة البطالة في العراق ويلقي بظلاله على أسواق الذهب
محليات | 13-06-2020, 12:25 |

بغداد اليوم- ديالى
عمّق فيروس كورونا في العراق، أزمة البطالة التي عانى منها العراقيون طوال السنوات الماضية، وألقى بظلاله على الكثير من مجالات العمل، بينها أسواق الذهب التي تأثرت بانتشار الفيروس، وتراجعت مبيعاتها خلال الفترة الحالية.
ففي سوق قضاء بعقوبة بمحافظة ديالى، تنتشر محال بيع وشراء الذهب التي تعد مقصد المئات يوميا من مختلف المناطق، قبل تفشي فيروس كورونا، ما أدى إلى شحة وجود زبائن بسبب ما عُرف بـ(كساد كورونا)، والذي انعكست تداعياته على الاقتصاد، ما أثر سلبياً على قطاع تجاري يمثل مصدراً حيوياً لأصحابه.
الصائغ أحمد حسن، تحدث لـ (بغداد اليوم)، قائلاً: إن "مستوى بيع الذهب انخفض بنسبة 80% يقابله ارتفاع في معدلات بيع العوائل لما تمتلكه من حلي ذهبية خاصة الاسر التي عانت من ازمة فيروس كورونا"، لافتا الى ان "العوائل التي تقوم ببيع الذهب الذي تمتلكه يأتي لتوفير الاحتياجات المتمثلة المواد الغذائية وتأمين مصرفها اليومي أو تسديد إيجار المنازل".
وأضاف، أن "ازمة كورونا ضربت بقسوة سوق الذهب الذي يعاني حاليا من كساد حقيقي دخل شهره الثالث على التوالي ولا نعرف كيف سيكون المستقبل".
في غضون ذلك، قال أبو براهيم صائغ الذهب ويعمل في سوق بعقوبة، إن "كلفة نقل الذهب ارتفعت بشكل كبير من 300 دولار الى 1400 دولار بعد توقف الطيران الدولي"، لافتا الى ان "اصحاب محال بيع الذهب تكبدوا خسائر كبيرة في الاشهر الثلاثة خاصة وان معدلات البيع منخفضة جدا ربما يزيد عن 80%".
وأضاف ابو ابراهيم، ان "اغلب الصاغة لم يعد بمقدورهم شراء الذهب من العوائل بسبب فقدان السيولة المالية لديهم"، مؤكدا ان "عملية بيع الذهب اثناء الحظر تجري للزبائن حصريا وهناك تساهل من قبل القوات الامنية في فتح ابواب محالنا لبعض الوقت مع الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تمنع تفشي كورونا".
من جابنها، أشارت الموظفة الحكومية أم وحيد، إلى أنها "قامت بتأجيل شراء الحلي الذهبية بسبب كورونا رغم انها أمنت المبلغ منذ اشهر لكنها تخشى المفاجئات خاصة وان الفيروس بدأ يفتك بالناس وتزداد معدلات الاصابة لذا فان ما لديها وضع ضمن مبالغ الطوارئ المنزلية".
واضافت، ان "عاشقات المعدن الاصفر اضربن عن الشراء حاليا بسبب كورونا وتداعياته حتى لو كانت اسعاره منخفضة نوعا ما"، لافتة الى ان "ازمة كورونا استحوذت على اهتمامها وهي تخشى المجهول".
اما ام حاتم وهي امرأة تملك سواراً ذهبياً صغيراً قامت ببيعه بسعر 340 الف دينار تقول ان "عمل زوجها توقف بسبب كورنا ما اضطرها لبيع السوار رغم انه ذكرى عزيزة على قلبها لكن ما باليد حيلة من اجل دفع ثمن ايجار منزلها وتامين قوت أطفالها".
واضافت ام حاتم، أنه "من الصعوبة ان تجد من يشتري الذهب حاليا لكن الحظ حالفني ووجدت من يشتريه مني بثمن جيد".
ابراهيم القيسي، باحث اقتصادي تحدث لـ(بغداد اليوم)، ان "كل قطاعات الحياة تأثرت بانتشار فيروس كورونا وأظهرت حجم المأساة الانسانية نظرا لوجود نسبة عالية من الفقر والبطالة في ديالى".
واضاف القيسي، انه "في الازمات تتأثر عمليات بيع الذهب واغلب الزبائن يعزفون عن الشراء لكن في ديالى وبسبب الفقر وسوء الوضع الاقتصادي تضطر الكثير من النساء لبيع الذهب بأسعار بخسة من اجل تامين الأموال لشراء الغذاء او الدواء".