مفاجأة أم مؤامرة؟ حتى اللحظة احتجاجات أميركا لم ترفع إصابات فيروس كورونا
عربي ودولي | 11-06-2020, 17:08 |
بغداد اليوم _ متابعة
بعد مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد يوم 25 أيار في مدينة مينيابوليس على يد الشرطي الأبيض ديريك تشوفين، اندلعت احتجاجات في العديد من المدن الأميركية، فهل أدت هذه المظاهرات إلى ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض كوفيد-19؟
خلال الأيام الماضية ظهرت تحذيرات من تسبب الاحتجاجات بأميركا في حدوث قفزة بإصابات فيروس كورونا، خاصة مع تناقل صور لمتظاهرين لا يرتدون الكمامات، ومع صعوبة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي خلال المظاهرات طبعا.
أعداد الإصابات
عند مراجعة أرقام الإصابات بكورونا في الولايات المتحدة بموقع "وورلد ميترز"، وموقع جونز هوبكنز الأميركي، اللذين يظهران بيانات عن أعداد إصابات فيروس كورونا، نلاحظ النتائج المفاجئة التالية:
الرسم البياني على موقع جونز هوبكنز يظهر انخفاضا في معدل الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة خلال الفترة من 25 مايو/أيار وحتى أمس الأربعاء 10 حزيران. هذا الانخفاض بدأ -وفقا للرسم البياني- من قبل هذا التاريخ واستمر خلاله.
ووفقا لموقع "وورلد ميترز" في 25 أيار، كان عدد الإصابات الجديدة المسجلة في الولايات المتحدة بفيروس كورونا 19 ألفا و897.
أما في 10 حزيران، فكان عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا 20 ألفا و852.
الرسم البياني للإصابات خلال الفترة بين التاريخين -وفقا لموقع وورلد ميترز- لا يظهر قفزة بالإصابات، وهناك أيام ارتفعت فيها الأرقام (مثل يوم 29 مايو/أيار بلغت 25 ألفا و656) وأخرى انخفضت فيها (مثل يوم 7 حزيران حيث بلغت 18 ألفا و905 إصابات).
الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن الاحتجاجات في أميركا لم تؤدِّ إلى ارتفاع في الإصابات المسجلة بفيروس كورونا، ولكن ما تبرير ذلك؟
أسباب قد تبرر ذلك
قد تحتاج أعراض فيروس كورونا لمدة أسبوعين للظهور على الشخص الذي أصيب بالعدوى، وهذا يعني لو أن عددا كبيرا من الناس أصيبوا بالعدوى بالمظاهرات فإن الأعراض ستبدأ بالظهور عليهم بعد أسبوعين. ومنذ بدء الاحتجاجات مر أسبوعان، ولذلك يتوقع إن كانت هناك حالات إصابة أن تبدأ بالظهور الآن.
ربما تكون المظاهرات قد أثرت على قدرة السلطات على إجراء الفحوصات الطبية، نتيجة الانشغال بالتعامل مع المتظاهرين.
وربما يكون هناك أشخاص لم يذهبوا للخضوع للفحوصات بسبب جو الاضطرابات الذي كان موجودا نتيجة المظاهرات.
وفي كثير من المظاهرات كان المحتجون يرتدون الكمامات، الذي ربما ساهم في تعاملهم بحذر والتزامهم بإجراءات الوقاية الشخصية، مما قد يكون حماهم من الفيروس.
هناك احتمال أخير، وهو أن لا يكون فيروس كورونا المستجد معديا بشكل كبير خلال التجمعات إذا تم الالتزام بارتداء الكمامات وإجراءات النظافة الشخصية.
هذه كلها احتمالات وتفسيرات، وهي لا تعني أبدا أن فيروس كورونا كذبة، أو أن مظاهرات أميركا دليل على أنه مجرد خدعة.
الرأي الآخر
مع ذلك، قال تقرير للكاتبين إيما كوروت وديفد آر بيكر على موقع بلومبيرغ أمس الأربعاء، إن هناك موجة ثانية من فيروس كورونا بدأت بالظهور في الولايات المتحدة.
وقال الكاتبان إن موجة ثانية من حالات الإصابة بفيروس كورونا ظهرت، وأبلغت تكساس يوم الأربعاء عن 2504 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهو أعلى إجمالي في يوم واحد منذ ظهور الوباء.
وبعد شهر من إعادة فتحها، أبلغت فلوريدا هذا الأسبوع عن 8553 حالة جديدة.
ونقل الكاتبان عن إيريك تونر، كبير الباحثين في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، "هناك موجة جديدة في أجزاء من البلاد.. إنها صغيرة وبعيدة حتى الآن، ولكنها مقبلة".
ويقول خبراء الصحة إنه ما زال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الاحتجاجات الضخمة ضد وحشية الشرطة التي اندلعت في الأسبوعين الماضيين أدت إلى مزيد من الإصابات.
وحسب حصيلة نشرتها الأربعاء جامعة جونز هوبكنز بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد مليونين في الولايات المتحدة، والوفيات 112 ألفا و900 شخص.
آخر الأرقام
والولايات المتحدة هي الأكثر تضررا في العالم من الوباء ولا تزال تسجل نحو 20 ألف إصابة يوميا وتواجه صعوبة في خفض هذا العدد، إذ ما تلبث أن تتراجع وتيرة الإصابات في جزء منها، حتى تبدأ بالتصاعد في أجزاء أخرى.
وتجري الولايات المتحدة يوميا نصف مليون فحص مخبري لكشف المصابين بالفيروس.
ووفقا لمقياس وضعه باحثون في جامعة ماساتشوستس استنادا إلى 11 نموذجا وبائيا، يتوقع أن يبلغ عدد الوفيات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة 130 ألف وفاة بحلول 4 يوليو/تموز، عيد استقلال الولايات المتحدة.