العراق.. سببان مفاجئان وغير متوقعين احدثا قفزة بعدد الاصابات والوفيات بكورونا
محليات | 7-06-2020, 16:11 |
بغداد اليوم - متابعة
كشف المتخصص بالأمراض الانتقالية في دائرة صحة الرصافة د. وسام التميمي عن سببين مفاجئين وغير متوقعين تسببا بحدوث قفزة بعدد إصابات ووفيات كورونا في العراق فيما حذر من وصول الوضع لمستوى عدم وجود قدرة على استيعاب المصابين الجدد حتى وان كانت حالاتهم حرجة.
واوضح التميمي في مقابلة تابعتها ( بغداد اليوم ) ان " السبب الأول هو ارتفاع درجات الحرارة ، اذ رافقه حصول تجمعات في أماكن مغلقة وهذا ما بدى واضحاً للعيان خلال جولات الفرق الصحية لتطبيق المسح الوبائي الفعال وبالتالي قفز معدل نقل العدوى وازداد عدد الإصابات بكورونا".
وتطرق الى السبب الثاني الذي رفع نسبة الوفيات بالقول "لاحظنا مؤخراً ان بعض الحالات الخفيفة تتدهور بسرعة وفي غضون 3 أيام تصل لمرحلة ذات الرئة ومن ثم الوفاة سريعاً وربما ذلك سببه ظهور طفرات وراثية في الفيروس بدأت تظهر اخيراً في العراق".
وبين كذلك ان " مؤشر الوفيات ارتفع ولم يعد مقتصراً على المواطنين المصابين بل حتى الكوادر الصحية تفقد المزيد من جنودها، وهذا سببه ايضاً الضغط الكبير على المستشفيات".
وخاطب الشباب بالقول " لا يتصور أحد انه بمأمن من الفيروس، المرض بدأ يفتك بالشباب ومن يشعر ان مناعته قوية ربما ينقل الفيروس لذويه ممن هم أضعف مناعة وبالتالي قد يخسرون حياتهم".
ولفت الى انه " مع استمرار التصاعد المرعب لعدد الإصابات قد نلجأ للعزل المنزلي للحالات المتوسطة والخفيفة، ونركز على الحالات الحرجة".
وعبر عن خشيته من الوصول لمرحلة عدم القدرة على استيعاب المزيد من الحالات الحرجة وحدوث شحة في أجهزة التنفس الاصطناعي والاسرة مع استمرار ارتفاع عدد الإصابات.
وفيما يتعلق بقرار تمديد الحظر الشامل قال التميمي " لا فائدة من تطبيق الحظر الشامل بالطريقة ذاتها، التجمعات الاجتماعية والاعراس ومجالس العزاء والنشاطات الرياضية مستمرة ولا رادع وهناك من يمارس حياته بصورة طبيعية وكان خطر الوباء لا وجود له".
وطرح حلاً لتجاوز خطر الفيروس قائلاً "من الممكن تطويق الوباء خلال أسبوعين او ثلاثة او شهر على الاكثر لو طبقت تدابير صارمة تحاسب كل من يخرق إجراءات الوقاية، الحظر في الشارع غير كافٍ".
وسجل العراق أمس 33 حالة وفاة و1252 اصابة بسبب فيروس كورونا في اعلى حصيلة على الاطلاق وصفها مراقبون بالانفجار الوبائي خاصة وان العراق لم يكن يسجل أكثر من 100 حالة يومياً قبل 13 أيار الماضي.
ورافق ارتفاع عدد الإصابات قفزة في عدد الوفيات في الآونة الاخيرة وصل معدلها لعشرين حالة يومياً ارجعتها وزارة الصحة الى عدم التزام كثير من المواطنين بإجراءات الوقاية والإصرار على الاعتقاد بعدم وجود كورونا رغم خطر الوباء ووصفه بالكذبة حتى من قبل اشخاص ظهرت عليهم الاعراض وفقاً للمتحدث باسمها سيف البدر.
ومنذ الأسبوع الأخير من شهر أيار الماضي تسجل العاصمة بغداد عدد إصابات متزايد ويقفز احياناً للضعف يومياً بعد تطبيق عملية الحجر في 6 مناطق فيها ، مدعمةً بإجراء عملية المسح الوبائي السريع على نطاق واسع ما سمح بحسب مسؤولين بوزارة الصحة بالوصول الى الاف الحالات المصابة المخفية ممن لا تظهر على أصحابها اية اعراض وقطعة سلسلة انتقال العدوى.
ووصلت نسبة بغداد لمعدل يفوق الخمسين بالمئة من عدد الإصابات الكلي في العراق وارتفعت ببعض الايام لما فوق الستين بالمئة في بيانات الموقف الوبائي الصادرة يومياً عن وزارة الصحة العراقية، الامر الذي ارجعه مختصون في وقت لاحق الى فشل عملية العزل المناطقي للمناطق الست الموبوءة ( مدينة الصدر ، الحبيبية الكمالية ) بجانب الرصافة و ( الحرية والشعلة والعامرية ) بجانب الكرخ وتفشي المرض فيها نتيجة ضعف الإجراءات الأمنية في مواجهة الخروقات التي نجمت عن عدم تفاعل غالبية المواطنين مع حملات التوعية .