كورونا يُغيب احتفالات العيد ويتسبب بخسائر مالية لكردستان تفوق الـ 100 مليون دولار
محليات | 22-05-2020, 15:06 |
بغداد اليوم- كردستان
ما زال فيروس كورونا المستجد يواصل حصده للأرواح البشرية، ويصيب الآلاف يومياً من البشر في أغلب أنحاء العالم، إلا أن الفيروس لا يترك آثاراً بشرية فقط، بل ساهم بأزمة اقتصادية جعل العالم يعاني منها، وخصوصاً البلدان النامية التي تحاول ساعيةً أن تصل إلى مرحلة متقدمة من التطور الاقتصادي، ومن ضمنها العراق.
وعلى ما يبدو أن الفيروس تمكن من خلق بطالة كبيرة، إضافة إلى تلك التي يعاني منها العراق قبل ظهور الفيروس، ليترك آثاره هذه المرة على خزائن الدولة، وبالتالي تتأثر رواتب الموظفين والشعوب سلباً بسبب انخفاض الإيرادات المالية لتلك الخزائن، ففي كردستان أصبحت الرواتب غير مؤمنة بشكل كامل، حيث أن بعض المواقع السياحية كانت تتسبب بإضافة أكثر من 50 مليون دولار للخزينة في أيام العيد فقط، إلا أن المدخولات في هذا العيد وصلت إلى الصفر، بسبب الإغلاق الحاصل منذ أكثر من شهرين.
وفي هذا الصدد، يقول المتحدث باسم هيأة السياحية في إقليم كردستان، نادر روستي إن "عدد السياح الذين دخلوا الى الاقليم العام الماضي خلال فترة العيد بلغ أكثر من 300 ألف سائح، بينهم حوالي 70 ألفا إلى السليمانية".
ويضيف روستي خلال حديثه لـ (بغداد اليوم)، أن "خسائر كبيرة تعرض لها القطاع السياحي ووصلت المدخولات إلى الصفر هذا العام بسبب الإغلاق وحظر التجوال منذ نهاية شهر شباط الماضي، نتيجة تفشي فيروس كورونا".
وما زالت أسواق اقليم كردستان تعاني من انكماش كبير بالتزامن مع قرب حلول عيد الفطر، ما أدى الى تذمر كبير من التجار وأصحاب المحلات وتأثر الحركة الاقتصادية بشكل واضح جدا، وتعرضها لخسائر فادحة.
ويبدو أن معركة مواجهة فيروس كورونا لا تقل خطراً عن المعركة التي خاضها العراقيون ضد تنظيم داعش، حيث أن الفيروس تسبب بانكماش اقتصادي فاق ذلك الانكماش الذي حصل قبل خمس سنوات، خلال المعارك ضد التنظيم.
وفي هذا الشأن يقول الخبير الاقتصادي، خالد حيدر، إن "أسواق كردستان تعرضت لخسائر ستحتاج إلى سنة كاملة للتعافي منه، نتيجة الانكماش الكبير الذي حصل".
ويشير حيدر خلال حديثه لـ (بغداد اليوم) إلى أن "إعلان حكومة الإقليم حظر التجول خلال العيد أدى الى عزوف المواطنين على الشراء، وكذلك غياب السواح أثر بشكل كبير على حركة السوق والخسائر تفوق 100 مليون دولار في عموم كردستان".
ولفت إلى أن "تأخر تسليم الموظفين لرواتبهم وخوفهم من المصير المجهول جعلهم لا يقبلون على شراء الحاجات الكمالية والاكتفاء بشراء الحاجات الضرورية، وهذا كله أدى الى انكماش حركة الأسواق وركودها بشكل كبير جدا، وبنسبة فاقت ما حدث عام 2015 إبان الحرب مع داعش".
الفيروس، لم يساهم باختفاء مراسيم شهر رمضان الحالي وبعض العادات الاجتماعية فقط، بل، إنه ساهم باختفاء مراسيم عيد نوروز السابق، وكذلك سيتسبب بجعل الناس يعزفون عن إقامة مراسيم عيد الفطر المقبل.
بدورهم، أكد مواطنون وباعة، أن "هذا العيد غابت فيه مظاهر الاحتفال ومظاهر الاستعدادات التي كانت في كل عام تحقق ارباحاً كبيرة للسوق، ولكن هذا العام بسبب حظر التجول وإجراءات كورونا والأزمة الاقتصادية فقد تكدست البضائع داخل المحال التجارية".
ويؤكد بيشتوان محمد، صاحب محل لبيع الملابس في السليمانية، قائلاً إن "هذا العام هو الأسوأ له، حيث غابت مظاهر الاحتفال في عيدين مهمين هما عيد نوروز وعيد الفطر، والتي يقبل الناس فيها على شراء الملابس بشكل كبير جدا".
وأوضح، أن "الملابس متكدسة في محله وقد ذهب موسمها وهذا يضاف إلى الخسائر التي تعرض لها نتيجة حظر التجول، ويحتاج إلى سنة كاملة كي يعوض تلك الخسائر".
وأعلنت حكومة إقليم كردستان في وقت سابق، فرض حظر التجوال خلال أيام عيد الفطر، خوفاً من تفشي فيروس كورونا المستجد، وتزامناً مع إعلان الحكومة الاتحادية فرض حظر التجوال.
ووصل العدد الكلي للإصابات بفيروس كورونا في العراق إلى 3877، ومجموع حالات الشفاء 2483، والراقدين في المستشفيات 1254، مجموع الوفيات 140، بحسب آخر بيان لوزارة الصحة أمس الخميس، حيث أعلنت تسجيل 153 إصابة جديدة بالفيروس التاجي.