صحيفة اميركية تكشف عن ثغرات اوجدها ’’كورونا’’ مكنت داعش من اعادة نشاطه في العراق
أمن | 10-05-2020, 18:51 |
بغداد اليوم- بغداد
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير لها، ان تنظيم داعش في العراق يستغل الإجراءات الحكومية من حظر وإغلاق خشية تفشي فيروس كورنا لمضاعفة هجماته، مشيرة الى ان الأسبوع الماضي شهد عدة هجمات شملت العديد من المناطق في الشمال والغرب والشرق.
وأوضح التقرير أنه "رغم أن تنظيم داعش أصبح أضعف مما كان عليه ولا يظهر أنه قادر على النهوض مجددا واستعادة نفوذه، فإنه يستغل الوضع الراهن لشن هجماته، وذلك نظرا لتقلّص عدد قوات الأمن العراقية في المناطق الريفية في أعقاب إرسال تعزيزات أمنية إلى المراكز الحضرية لضمان الإغلاق جراء الحظر الصحي".
ونقلت الصحيفة تصريحا للمتحدث باسم العمليات المشركة اللواء تحسين الخفاجي قال فيه بأن "فيروس كورونا يعدّ عاملا مهما. ونظرا لكون بعض الجنود خارج الخدمة الفعلية وتوقف بعض عملياتنا ضد التنظيم، فإنهم يستغلون الوضع لشن هجماتهم".
ونفذ عناصر داعش كمينا مساء السبت ما قبل الماضي في موقع وحدة الشرطة الاتحادية التي كانت تتمركز عادة في مكان قريب، لكنها بدلا من ذلك باتت تتمركز في مكان آخر لفرض الإغلاق. وقد أسفر الهجوم الذي استهدف نقطة تفتيش في قرية مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين (شمال بغداد) عن مقتل وجرح العشرات في صفوف الحشد العشائري.
وأشار التقرير إلى أن "هذا الاعتداء يعتبر الأكثر تعقيدا للتنظيم منذ أعوام، الذي شن عدة هجمات أسفرت عن العديد من المصابين. ومن جهتهم، قال مسؤولون أميركيون إن التصعيد الأخير في العنف من قبل التنظيم كان ردة فعل على عمليات قامت بها القوات العراقية ضده".
وقال الخفاجي إن "فيروس كورونا تسبب لفترة وجيزة في تراجع وتيرة العمليات ضد التنظيم، مع أن الأمور قد تغيرت منذ ذلك الحين".
وذكر خبراء بحسب التقرير أن "التنظيم يستغل أيضا حالة الفراغ التي خلفتها قوات الأمن بسبب الحظر الصحي، والخلافات بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان وغياب التنسيق بينهما، مما أدى إلى خلق فرص للمسلحين في المناطق المتنازع عليها -لا سيما كركوك- حتى قبل ظهور فيروس كورونا".
ويخضع العراق منذ 15 /آذار الماضي لقيود صارمة، حيث ساد الصمت في الشوارع وكانت الطرق المتفرعة فارغة تقريبًا. وبناء على ذلك.
من جهتها، وصفت الباحثة حول أنشطة تنظيم الدولة مارا ريفكين من مركز الأمن القومي والقانون بجامعة جورج تاون، الهجمات الأخيرة بأنها الأكثر أهمية وتكلفة منذ الهزيمة الرسمية للتنظيم عام 2017، وفقا للتقرير.
وقالت "غير أن حجم ومدى تعقيد الهجمات لم يصلا بعد إلى المستوى الذي رأيناه عام 2014، قبل أن يبدأ التنظيم في الاستيلاء على الأراضي في العراق".
وأوضح التقرير أن "المقاتلين يختبئون الآن في مجموعات صغيرة، حيث يتخذون ملاذا لهم من التضاريس الريفية الوعرة التي لا تقع تحت سلطة الحكومة.
ويقول المسؤولون العراقيون للصحيفة إن "هؤلاء يموّلون أنفسهم من خلال الابتزاز ومناشدة المتعاطفين المحليين. ومع أن الهجمات شائعة بشكل متزايد، فإنها عادة ما تكون ضيقة النطاق، فقد يلقون قنبلة بدائية يوما ويطلقون الرصاص على قوات الأمن في الصحراء يوما آخر".
كما يقول الخبراء إن "الفرق في الأسابيع الأخيرة هو أن مقاتلي تنظيم داعش باتوا ينفذون في الغالب هجمات أقرب إلى المدن".
في المقابل، قال سكان في محافظة ديالى الشرقية إن أنباء هجوم مكيشيفة (في محافظة صلاح الدين) مقلقة. وقال أحد سكان مدينة بعقوبة "إننا متوترون، إذ هناك العديد من المقاتلين في الجبال، ونعلم أنه يمكنهم التحرك بسهولة بالغة".
وأضاف "إننا قلقون من أن يستغل تنظيم الدولة انتشار كورونا ويزيد من هجماته في المدينة، فإذا جاؤوا فإنهم سيحرصون على حصد الكثير من الأرواح، وفقاً للتقرير.
وقالت ريفكين "آنذاك، لم يقم التنظيم بإنشاء دولته، فكانت وعوده ودعايته قابلة للتصديق لدى البعض، واتضح في النهاية أن هذه الوعود زائفة، ولا يمكن لتنظيم داعش أن يفسخ إخفاقاته السابقة والعنف الشديد الذي قلب المدنيين ضده".