آخر الأخبار
‏إلغاء الرحلات الجوية في المطارات الإيرانية من الليلة إلى صباح الاثنين التربية تعلن جدول الامتحانات المهنية العامة للدور الثالث السوداني يؤكد مسؤولية المواطن وأجهزة الدولة في الحفاظ على ديمومة البنى التحتية الصحّية اعتقال رجل بعد حرقه لدار زوجته في بغداد بسبب خلافات بينهما النزاهـة تـوقع بـ 5 متهـمين في نيـنوى بيـنهم ممـثل إحدى شركات الانترنت

العراق يدخل مرحلة الحسم.. اما النصر على كورونا او التحول للسيناريو الايطالي !

محليات | 23-03-2020, 20:24 |

+A -A

بغداد اليوم _ بغداد 

يزداد خطر فيروس كورونا بالاشتداد في العراق مسجلاً إصابات يومية ترتفع وتيرتها مقابل وفيات تبدو مقلقة إذا ماتمت مقارنتها بنسة الاصابات وحالات الشفاء عالمياً، في وقت تشهد البلاد حالة حظر للتجوال وتحذيرات بضرورة منع التجمعات بمختلف اشكالها، لكن خيار البقاء في المنازل أمر يبدو أنه مستبعد عند معظم العراقيين.

"اكعد بالبيت"

كانت خلية الأزمة الخاصة بمواجهة فايروس كورونا المستجد، قد قررت أمس الأحد، تمديد حظر التجوال وتعطيل الدوام في مؤسسات الدولة إلى الساعة الحادية عشر ليلاً حتى يوم السبت المقبل على خلفية تسجيل اصابات بفيروس كورونا، لكن مظاهر الحياة اليومية مستمرة في بعض المحافظات ومناطق من العاصمة بغداد، لم يمنعها تشديد الاجراءات الأمنية وفرض غرامات مالية ضد اصحاب العجلات الذي يكسرون حظر التجوال.

ولتنبيه معظم العراقيين الذي مازالوا يكسرون حظر التجوال بمخاطر كورونا، اطلق مدونون وفنانون إضافة الى شخصيات عامة حملة "اكعد بالبيت" على مواقع التواصل الاجتماعي، لحث المصرين على يكسرون حظر التجوال على البقاء بمنازلهم لمنع تفشي المرض على نطاق اوسع، فيما تتحدث الاوساط الصحية عن اسبوعين حاسمين في العراق بشأن مخاطر تفشي الفيروس.

اسبوعان بين النصر أو الكارثة!

وكانت وزارة الصحة والبيئة، قد أعلنت اليوم الإثنين، تسجيل ثلاث حالات وفيات و33 إصابة جدية بفايروس كورونا في عموم البلاد، توزعت بين العاصمة بغداد ومحافظات النجف والبصرة ونينوى واقليم كردستان.

وذكرت الوزارة في بيان أنها سجلت "33 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في العراق 3 منها في جانب الرصافة واثنين في الكرخ من العاصمة بغداد، وحالتين في مدينة الطب، ومثلها في محافظة النجف، فيما سجلت البصرة اصابة جديدة لشخص واحد مع محافظة نينوى، وشهدت السليمانية في اقليم كردستان 12 اصابة و10 اصابات جديدة في أربيل".

وأضافت وزارة الصحة، أن "3 وفيات جديدة سجلت اليوم في كل من قاطع الرصافة ببغداد، ومحافظة البصرة وديالى"، مشيرة الى شفاء "5 حالات من المرض 3 منها في مدينة الطب وحالة في محافظة ميسان وأخرى في كربلاء".

وأشارت إلى أن "مجموع الإصابات المشخصة في العراق بلغ 266، حالة، وحالات الشفاء 62، فيما بلغ مجموع الوفيات بفيروس كورونا 23 حالة".

وأكد مدير صحة الرصافة عبد الغني الساعدي، أمس الاحد، أن الاسبوعين المقبلين حاسمان بالنسبة للعراق، فأما اعلان النصر على فيروس كورونا، او تفشي الوباء، وذلك في حال لم يتم تطبيق حظر التجول بشكل تام.

ونقلت دائرة صحة الرصافة عن الساعدي قوله في بيان، إن "العراق حتى الان لم يصل مرحلة الانهيار، في وقت اعلنت دول متقدمة بالقطاع الصحي الاستسلام، وذلك بفضل الجهود الكبيرة التي تبذل من قبل ملاكات الصحة".

وأضاف الساعدي، أن "الاسبوعين المقبلين حاسمان بالنسبة للعراق، فاما اعلان النصر على الفيروس او تفشي الوباء، في حال لم يتم تطبيق حظر التجول بشكل تام"، مشيراً إلى أن "الجهود حتى الان جيدة وقد يكون العراق ثاني دولة بعد الصين تعلن الانتصار على كورونا".

وأكد مدير صحة الرصافة "تهيئة فرق طبية متخصصة من كافة الاختصاصات في عموم المستشفيات للتدخل بشكل عاجل لمستشفى ابن الخطيب في حال حاجة المريض الى تداخل من اختصاص اخر".

قلق في كردستان والصحة العالمية تحذر

ويسود الترقب اجواء اقليم كردستان بعد تسجيل 22 اصابة بكورونا خلال 22 ساعة، وبات الشارع الكردي متخوفا من احتمالية تفشي فيروس كورونا في الاقليم رغم الاجراءات الاحترازية المشددة وتطبيق حظر صارم للتجوال.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في إقليم كردستان محمد قادر معلقاً على تلك المخاوف، انه "مايزال بامكاننا السيطرة على تفشي فيروس كورونا ومنع انتشاره في مناطق الإقليم بشكل واسع اذا تعاون معنا المواطنون وبقوا داخل منازلهم وحافظوا على الوقاية".

وأضاف في حديث لـ(بغداد اليوم) أن "الأمور لم تخرج عن السيطرة رغم اكتشافنا لعدد من الحالات لكن مايزال بوسعنا السيطرة على الفيروس وقمنا بخطوات جبارة وكبيرة رغم الإمكانيات الصحية المحدودة والأوضاع الاقتصادية والمالية ولكن بتعاون المواطنين سيمنع تفشي الفيروس بصورة كبيرة  والحل الوحيد هو بقاء الناس في منازلها".

وأشار إلى أن "آخر إحصائية في الإقليم تؤكد تسجيل 76 إصابة وحالة وفاة واحدة، مع وجود 22 حالة شفاء واستقرار الحالة الصحية لأغلب الحالات المصابة الموجودة حاليا في مراكز الحجر الصحي مع وجود 1500 حالة في الحجر  للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس".

من جانبه حذر ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، عدنان نوار من استمرار المواطنين في العراق بالتهاون مع الاجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، مؤكداً أن ذلك سيحول العراق إلى مصدر وباء للفيروس ومنطقة خطرة لمواطنيه ودول الجوار خلال اسبوعين.

وقال نوار لـ(بغداد اليوم)، إن "استمرار العراقيين بالتهاون مع الاجراءات الوقائية لمواجهة خطر كورونا ينذر بكارثة خطيرة، على مواطني البلاد والبلدان المجاورة"، لافتا إلى ان "الارقام التي يسجلها العراق لغاية الان لا تشكل خطرا على الاهالي والمواطنين، لكنها سترتفع في الاسبوعين القادمين، ومن خلالها سنتمكن من معرفة حجم الوباء وانتشاره في العراق".

واضاف أن "منظمة الصحة العالمية تراقب ما سيحصل خلال الاسبوعين المقبلين، وهناك تخوف كبير يبديه اعضاء المنظمة وممثليها من الايام القادمة ومعرفة حجم انتشار الوباء".

أرقام عالمية ونكبة عربية

ويؤكد مسؤولون عراقيون ان عدم التزام العراقيين باجراءات حظر التجوال قد يكرر سيناريو ايطاليا التي تسجل يومياً ما يقارب الـ 500 وفاة بسبب الفايروس نتيجة عدم التزام مواطنيها بفترة ظهور المرض في البلاد بوصايا الحكومة والمنظمات الصحية.

واعلن في ايطاليا اليوم عن تسجيل 602 حالة وفاة بفيروس كورونا وارتفاع عدد الاصابات الى  إلى 63 ألفا و928 حالة.

وقتل فيروس كورونا المستجد 14 ألفا و390 شخصا حول العالم، وأصاب أزيد من 324 ألفا في 171 دولة منذ ظهوره في الصين في كانون الأول الماضي، فيما أجبر العديد من دول العالم على إعلان حالة الطوارئ وتعطيل أنشطة الحياة وفرض حظر التجول على السكان.   

ولكن الحالات التي تم تشخيصها لا تعكس إلا جزءا من الرقم الفعلي للإصابات، إذ إن دولا عديدة لا تجري فحص الإصابة بكورونا إلا للحالات التي تتطلّب دخول المستشفى، وهناك اتهامات لدول أخرى بأنها تخفي الأعداد الحقيقية للإصابات لاعتبارات سياسية.

وتتصدر إيطاليا دول العالم من حيث عدد الوفيات، تليها الصين فإسبانيا ثم إيران، فيما تثور مخاوف من أن تتحول الولايات المتحدة إلى بؤرة جديدة للوباء، فيما تجاوز عدد الإصابات في العالم العربي 3140، في حين بلغت الوفيات أكثر من 65.

ويرى مراقبون أن عدد الاصابات الفعلي غير معروف في العراق، وسط ترجيحات بأن ضعف القطاع الصحي في البلاد يحول دون تشخيص الاصابات بشكل مبكر، وسط اتهامات تطال الجهات المعنية باخفاء الارقام الحقيقية لعدد الاصابات الفعلي.