بغداد اليوم- بغداد

خطر فايروس ’’كورونا’’، دفع دول العالم للتسلح والالتزام بتوصيات منظمة الصحة العالمية، لمنعه من الوصول إلى مواطنيها، وحتى الان فأن أكثر من 26 دولة دخلت بمواجهة حقيقية مع الفايروس، عبر غلق حدودها وحجر الوافدين إليها من الدول التي انتشر في الفايروس، لحين التأكد من سلامتهم.

دخل العراق بدوامة المواجهة بعد إعلان إيران تسجيل اصابات وحالات وفاة خلال الايام الماضية، ابرزها ما حدث في مدينة قُم الايرانية، حسبما نقلت وكالة "إسنا" الإيرانية للأنباء (شبه رسمية).

تسجيل حالات ’’كورونا’’، في إيران، زادت من قلق العراقيين، مما دفع المئات منهم إلى اطلاق حملة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، للضغط على الحكومة العراقية لغلق الحدود مع إيران ومنع تسلل المرض إلى العراق، الامر الذي دفع الخطوط الجوية العراقية بتعليق رحلاتها من إلى إيران، كإجراء اولي لمواجهة هذا الفايروس الخطير، الا أن اعلانها هذا لم يطبق على ارض الواقع، كون رحلاتها من وإلى المدن الإيرانية ما تزال مستمرة بشكل يومي ومنتظم، بحسب الجداول اليومية التي ينشرها المكتب الإعلامي للخطوط الجوية العراقية.

ويظهر بحسب الجدول الرحلات الجوية ليوم غد، حيث ستكون هنالك  7 رحلات من مطارات العراق الى مدن مشهد وطهران وأصفهان.

الرحلات الدينية مستمرة

مصدر في مطار النجف الدولي، قال لـ(بغداد اليوم)، إن "الرحلات الجوية بين العراق وإيران لم تتوقف ابدا مع اجراءات أمنية مشددة على الوافدين، يتخذها موظفي المطار بحق المسافرين القادمين من المدن الإيرانية.

واضاف المصدر أن "المطار استقبل قبل ساعات من الآن طائرة (ماهان إيرلاين) الايرانية، قادمة من العاصمة الايرانية طهران وعلى متنها العشرات من المسافرين الإيرانيين والعراقيين".

وتابع أن "3 طائرات عراقية وايرانية هبطت بمطار النجف هذا اليوم على متنها أكثر من 400 وافد بينهم ايرانيين اثنين من اصول عراقية"، لافتا إلى أنه "من بينهم وصل لإجراء السياحة الدينية".

المنافذ الحدودية توجه بمنع استقبال الإيرانيين

من جهتها، أعلنت هيأة المنافذ الحدودية، اليوم السبت، سلسلة من الإجراءات الوقائية الإضافية لمكافحة دخول فايروس ’’كورونا’’ الى البلاد.

وقالت الهيأة في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إنها "اتخذت سلسلة من التوجيهات الملزمة منها أن يخضع المسافرين العراقيين الوافدين إلى الفحص، من قبل المفارز الطبية المتواجدة في المنافذ الحدودية، ومنع استقبال المسافرين الإيرانيين والأجانب على حد سواء خلال فترة (3) يوم للوقوف على آخر المستجدات بخصوص المرض".

واضافت أنها "تنصح العراقيين بعدم السفر الى إيران حرصا على سلامتهم"، مؤكدة ان "الحركة التجارية بين البلدين مستمرة شريطة إخضاع أصحاب المركبات (السواق) المعنيين بالتبادل التجاري للفحص الطبي واتخاذ تدابير الوقاية اللازمة".

طالب عراقي يروي تفاصيل عودته إلى العراق

علاء المحمداوي، طالب عراقي في أحدى جامعات قم بإيران، يروي اللحظات الاولى لإعلان الاصابتين بفايروس كورونا لرجلين كبيران في السن، توفيا بعد لحظات قليلة من تشخيص اصابتهم بالفايروس.

وقال المحمداوي لـ(بغداد اليوم)، إن "المدينة شهدت حالة بعد تشخيص حالتين اصابة بفايروس كورونا، اضطرنا إلى تركها فورا والذهاب إلى مدينة مهران"، لافتا إلى أن "اليوم الثاني من تشخيص الحالتين في قم اعلنت السلطات الايرانية تعطيل الدوام الرسمي في المدارس والجامعات".

واضاف أن "المئات من الطلبة العراقيين وعوائلهم ما زالوا عالقين في مدينة قم، ولا يمكنهم الخروج، ما لم يحصلوا على موافقة من الجامعات والكليات في المدينة".

ولفت إلى أنه "وصل مع مجموعة من الطلبة العراقيين إلى مدينة مهران الايرانية، ليعودوا عبر منفذها إلى العراق يوم أمس".

وبشأن الاجراءات  الصحية في المنفذ قال المحمداوي، إن "الاجراءات بسيطة جدا، حيث تم فحصنا بأجهزة طبية داخل كرفان صغير على الحدود العراقية"، مشيرا إلى أن "السلطات هناك اخبرتنا بسلامتنا وسمحت لنا بالدخول  بشكل مباشر إلى داخل الاراضي العراقية".

وتابع أنه "سيراقب حالته الصحية من خلال الكشف والفحص الدوري، من أجل التأكد من سلامته وعدم حمله للمرض".

ميسان تتأهب ومحافظها يهدد

مصدر مطلع في محافظة ميسان الجنوبية، أفاد اليوم السبت، بأن المحافظ علي دواي أمر بإيقاف عمل منفذ الشيب الحدودي مع إيران اعتباراً من الساعة السادسة من مساء اليوم، بسبب فيروس كورونا  المستجد.

وقال المصدر، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "محافظ ميسان، علي دواي، أمر بإيقاف عمل منفذ الشيب الحدودي مع إيران اعتبارا من الساعة السادسة، مساء اليوم السبت، بسبب تفشي فيروس كورونا في بعض المدن الإيرانية".

وأضاف، أنه "سيجري استقبال العراقيين العائدين من إيران فقط، مع اتخاذ دائرة الصحة الإجراءات اللازمة وقائياً".

وبحسب المصدر، انتقد دواي "خلية الأزمة المركزية لعدم تنفيذها قرار الحكومة المحلية إغلاق المنفذ، فيما هدد بالتصعيد الشعبي بحال عدم تنفيذ المطلب وذلك لحماية أهالي ميسان من فايروس كورونا".

بدوره دعا وزير الصحة، جعفر صادق علاوي في وقت سابق من اليوم، الى تعاون الجميع بمواجهة فايروس كورونا، فيما قدم تعهدا للشعب والمرجعية الدينية بذل كافة الامكانات للحيلولة دون تفشي المرض.

حيث قال علاوي، في بيان، "اتعهد أمام شعبنا والمرجعية، باتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية الممكنة لحماية شعبنا من الامراض السارية، سيما مرض كورونا".

ودعا "جميع الجهات المعنية بالتعاون مع وزارة الصحة لتنفيذ الإجراءات الوقائية اللازمية وكل حسب اختصاصه تنفيذاً لما جاء في خطبة المرجعية".

ونشرت وزارة الصحة والبيئة، اليوم، تعليمات للوقاية من الإصابة بـفيروس ’’كورونا’’، والتي تضمنت التشديد على أن الوقاية هي الضمان الوحيد للسلامة من الإصابة بفيروس كورونا، فيما حثت على الابتعاد عن الأماكن المُزدحمة، وعدم مخالطة من تظهر عليهم أعراض الإصابة بالسعال والعطس، والحرص على ارتداء الكمامات في الأماكن العامة.

يأتي ذلك، بعد انتشار الفيروس في دول مجاورة وقريبة، من بينها الجارة إيران، الأمر الذي دعا الحكومة العراقية الى اتخذا عدة إجراءات من بينها تعليق رحلات الخطوط الجوية العراقية إلى إيران، وإيقاف قرار منح التأشيرة السياحية للقادمين من ايران في المنافذ الحدودية بشكل مباشر، وفحص العراقيين القادمين من ايران، بالمنافذ الحدودية.

وكانت مفوضية حقوق الانسان، دعت أمس الجمعة، إلى أن يدخل العراق مرحلة الإنذار الصحي (ج) بسبب تفشي فيروس "كورونا" في عدد من البلدان المجاورة.

وقال عضو المفوضية علي البياتي في بيان، إنه "مع اعلان ‫الدول المجاورة عن ‫كورونا فيروس، ولضعف ‫الوعي الصحي لدى ‫المواطن، من الضروري ان يدخل ‫‫العراق مرحلة ‫الإنذار الصحي (ج)".

وأشار إلى "ضرورة إيجاد ‫تكاتف حقيقي بين ‫المؤسسات الحكومية والغير الحكومية ‫والإعلام لرفع الوعي الصحي ‫للوقاية من المرض وتجنب ‫التجمعات غير الضرورية".