تقرير: مدن شمال وغرب العراق قد تخرج بتظاهرات قريبة.. هذا ما يريده الشباب هناك
سياسة | 2-12-2019, 13:17 |
بغداد اليوم-متابعة
نشر موقع الجزيرة نت، تقريرا سلط الضوء فيه على الأسباب التي توقف وراء عدم مشاركة مدن شمال وغربي العراق، بالتظاهرات الشعبية الواسعة التي شهدتها البلاد، منذ مطلع تشرين الأول الماضي، والمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، وتعديل الدستور واستبعاد الأحزاب الحالية الحاكمة.
وأشار الى ان اللافت في هذه المظاهرات عدم مشاركة مدن شمال وغرب العراق فيها بعد مرور كل هذه المدة، إلا أن الوضع قد يتغير بعد وقفات مناصرة شهدتها مدن الموصل وتكريت (شمالا)، والرمادي والفلوجة (غرب).
وأضاف، أن "آلاف الطلاب والموظفين ارتدوا الزي الأسود وتجمعوا في ساحات الجامعات حدادا على القتلى من المتظاهرين في محافظتي النجف والناصرية (جنوبي البلاد) الذين سقطوا أخيرا خلال الاحتجاجات".
ونقل الموقع عن مصطفى الذي ارتدى ملابس سوداء هو أحد طلاب كلية القانون في جامعة الموصل، قوله إنه وزملاءه "وقفوا أمس الأحد في ساحة جامعة الموصل لقراءة سورة الفاتحة على أرواح المتظاهرين السلميين الذين قتلوا جنوبي البلاد".
وأضاف أن "تضامنهم مع المتظاهرين جاء نتيجة عدم مقدرتهم على مشاركة المتظاهرين في حراكهم نتيجة للوضع السياسي والأمني المعقد للموصل، ونتيجة للتهم الجاهزة التي قد تلصق بهم في حال قاموا باحتجاجات".
دوافع المشاركة
ونقل التقرير عن الصحفي محمد سالم قوله أن "الوقفات التضامنية التي شهدتها المحافظات الشمالية والغربية تمت بتسهيلات من قبل الأجهزة الأمنية والحكومات المحلية، بهدف امتصاص الغضب الشعبي ولكبح جماح الشباب للحيلولة دون خروجهم في مظاهرات جماعية كما يحدث في بغداد ومدن جنوبية".
أما الكاتب الصحفي محمود الجمّاس فيرى أن "خروج شباب الموصل ليس بجديد، إذ إن عشرات الشباب من الموصل وتكريت والأنبار كانوا قد التحقوا بالمظاهرات في ساحة التحرير ببغداد منذ أيامها الأولى".
وعن الوقفات التضامنية، كشف الجماس أن "طلاب جامعة الموصل ومنذ شهر دخلوا في إضراب عن الدوام بنسبة 70%، إلا أن ارتفاع أعداد القتلى من المتظاهرين أخيرا جعل من الإضراب عاما وشاملا".
وأكد أن "الأجهزة الأمنية في الموصل لا تزال تمسك بزمام الأمور، في الوقت الذي لم يستبعد فيه تصاعد الموقف في حال استمر الضغط على المتظاهرين في وسط وجنوب البلاد".
أسباب التخوف
ولفت الموقع الى أن "العديد من الخبراء والمسؤولين في محافظات شمال وغرب العراق، أن الوضع السياسي والأمني لهذه المحافظات لا يسمحان لها بالتظاهر".
ورأى النائب عن نينوى أحمد الجبوري أن "مسؤولي وسكان مدينة الموصل يدركون أن وضع مدينتهم بالغ الحساسية".
وأضاف بحسب التقرير أن "خروج المظاهرات في الموصل قد يؤدي إلى إضعاف وإشغال الأجهزة الأمنية عن واجباتها في مكافحة خلايا تنظيم داعش وبالتالي الخوف من تدهور الوضع الأمني كما حصل في عام 2014 واكتساح التنظيم للمدينة".
أما المحلل السياسي رعد هاشم من محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) فيعتقد أن "هناك العديد من التوجهات التي تسعى لإبقاء المدن الشمالية والغربية بعيدة عن المظاهرات".
ويقسم هاشم هذه الجهات إلى "مسلحة هددت أبناء هذه المدن بعدم المشاركة في التظاهرات وتهديدهم باعتبارهم من الموالين لتنظيم داعش وأنهم سمحوا للتنظيم بالسيطرة على مدنهم في عام 2014".
ويلفت هاشم في إلى أن "هناك جهة وطنية من أبناء تلك المدن ترى أن التظاهرات إن خرجت فإنها لن تخدم هذه المدن على اعتبار حجم الدمار والخراب الكبيرين اللذين لا تزال مشاهدهما حاضرة في كل زقاق وحي بسبب الحرب والخوف من تكرار المشهد".
من جانبه، يعتقد الخبير الأمني والاستراتيجي هشام الهاشمي أن "الوقفات في مدن شمال وغرب البلاد ما هي إلا وقفات تضامنية أكثر مما هي تشاركية أو تنسيقية".
وأشار إلى أن "تخوف هذه المدن من عودة تنظيم داعش ليس السبب الوحيد في عدم تظاهرهم ضد الحكومة، إذ إن سكان هذه المناطق وصلوا إلى حالة من اليأس تجاه أي تغيير سياسي حقيقي قد يحدث في البلاد".
ويعلل الهاشمي ذلك بالإشارة إلى أن "احتجاجات الموصل وتكريت والأنبار في عامي 2013 و2014 انتهت بقمع من نوع آخر، بعد أن انتُزِع السلاح من أهلها وتركت مدنهم لعدو متوحش متمثل بداعش".
ورأى الموقع، أنه وللأسباب السالفة فإن السكان لا يخشون من المشاركة قدر خوفهم من تكرار السيناريو المميت الذي لم يتعافوا منه حتى الآن.