بغداد اليوم- بغداد
أعلن حزب الدعوة الإسلامية، الجمعة (25 تشرين الأول 2019)، تأييده الكامل لتوجيهات المرجعية الدينية العليا في خطبة الجمعة الى المتظاهرين والاجهزة الامنية المتواجدة في ساحة التظاهرات.
وقال الحزب في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إن "دعم حقوق المواطنين بالتظاهر السلمي لبيان مطالبهم المشروعة ينبغي ان يكون بعيدا عن اعمال الشغب والتخريب والعنف الذي ليس له مسوغ شرعي ولا قانوني ضد الاجهزة الامنية وممتلكات الدولة والممتلكات العامة للناس والمؤسسات والأحزاب، كذلك فان القوات الامنية التي جاهدت للقضاء على الارهاب الداعشي مدعوة لرعاية المتظاهرين والتعامل معهم باللطف واللين والمحافظة على سلمية التظاهرات".
وأضاف، أن "المرجعية الدينية العليا التي عودت الشعب على التصدي في المواقف الحساسة لتعيد مرة اخرى مواقفها الابوية في حفظ الوطن من مؤامرات التدخل الخارجي الدولي والاقليمي، وعدم فسح المجال للمتصيدين في الماء العكر بتضييع السيادة والحرية والاستقلال".
وأشار إلى أن "التقرير الذي خلصت اليه اللجنة الحكومية يفتقر الى تشخيص المسؤولين عن العنف، وضرورة تشكيل هيأة قضائية مستقلة لمحاكمة المجرمين بشكل مهني وشفاف، واعلام الجمهور بالنتائج".
ولفت إلى ان "الاوامر قد كانت مشددة وحاسمة بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين كما حدث في التظاهرات التي شهدتها بغداد في شهر شباط عام 2011 وماتلاها من اعتصامات شهدتها محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وتبين للجميع في داخل العراق وخارجه كيف ان التنظيمات الارهابية والبعث المنحل والنقشبندين قد اخترقوا التظاهرات ولم تتدخل القوات الامنية لفك الاعتصامات الا بعد ان تكشفت حقيقتها وكانت بؤرة انطلق منها تنظيم داعش الارهابي الذي تداخلت خنادقه الاجرامية مع باقي التنظيمات الارهابية التي عاثت فسادا في سوريا".
ودعا الحزب "القوى السياسية والحكومة للارتقاء الى مستوى المسؤولية والتكامل في المواقف لمواجهة ما يتعرض له البلد من تفتيت وإسقاط للعملية السياسية ولمنع التدخلات الهاوية المضرة بالعراق ووحدته وشعبه".
وفي وقت سابق من اليوم، دعا المرجع الديني، السيد علي السيستاني، المتظاهرين والقوات الأمنية للالتزام بالسلمية وعدم جر التظاهرات للعنف.
وقال ممثل المرجع السيستاني، عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة، من الحرم الحسيني، "في هذه الاوقات الحساسة من تاريخ العراق العزيز حيث تتجدد التظاهرات الشعبية في بغداد وعدد من المحافظات، ندعو أحبّتنا المتظاهرين واعزّتنا في القوات الأمنية الى الالتزام التام بسلمية التظاهرات وعدم السماح بانجرارها الى استخدام العنف وأعمال الشغب والتخريب".
وناشد الكربلائي "المشاركين في هذه التظاهرات أن يمتنعوا من المساس بالعناصر الأمنية والاعتداء عليهم بأيّ شكل من الاشكال. كما نناشدهم رعاية حرمة الاموال العامة والخاصة وعدم التعرض للمنشآت الحكومية أو لممتلكات المواطنين أو أيّ جهة أخرى".
ورأى أن "الاعتداء على عناصر الأمن برميهم بالأحجار أو القناني الحارقة أو غيرها والإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة بالحرق والنهب والتخريب مما لا مسوّغ له شرعاً ولا قانوناً ويتنافى مع سلمية التظاهرات ويبعّد المتظاهرين عن تحقيق مطالبهم المشروعة ويعرّض الفاعلين للمحاسبة".
وخاطب الكربلائي القوات الأمنية، قائلا إن "التظاهر السلمي بما لا يخلّ بالنظام العام حق كفله الدستور للمواطنين، فعليهم أن يوفّروا الحماية الكاملة للمتظاهرين في الساحات والشوارع المخصصة لحضورهم، ويتفادوا الانجرار الى الاصطدام بهم، بل يتحلّوا بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل معهم، في الوقت الذي يؤدون فيه واجبهم في اطار تطبيق القانون وحفظ النظام العام بعدم السماح بالفوضى والتعدي على المنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة".
ونبه على ان "التقرير المنشور عن نتائج التحقيق فيما شهدته التظاهرات السابقة من اراقة للدماء وتخريب الممتلكات لما لم يحقق الهدف المترقّب منه ولم يكشف عن جميع الحقائق والوقائع بصورة واضحة للرأي العام فمن المهم الآن أن تتشكل هيئة قضائية مستقلة لمتابعة هذا الموضوع وإعلام الجمهور بنتائج تحقيقها بكل مهنية وشفافية".