الصفحة الرئيسية / القضاء يعرض اعترافات الأنصاري.. من بائع كتب إلى مسؤول عن تخريج ألفي داعشي‏

القضاء يعرض اعترافات الأنصاري.. من بائع كتب إلى مسؤول عن تخريج ألفي داعشي‏

بغداد اليوم- بغداد

‏عرضت السلطة القضائية، الأحد (13 تشرين الأول 2019)، اعترافات أحد أخطر إرهابيي داعش، وهو أبو حسن الأنصاري الذي أدلى ‏بأقواله أمام محكمة تحقيق نينوى المختصة بقضايا الإرهاب، معترفا بمسؤوليته عن إدارة أكبر ‏المعسكرات التي تنظم الدورات التدريبية للمنتمين الجدد في التنظيم الإرهابي.‏

بائع الكتب علي إبراهيم ويكنى أبو حسن الأنصاري (39 عاما) تخرج من المعهد التقني ‏وعمل ببيع الكتب في شارع النجيفي او "شارع المكتبات"، بحسب ما ذكرت صحيفة "القضاء" الصادرة عن السلطة القضائية، الذي وصفته بأنه "قارئ نهم للكتب الدينية، تأثر ‏بالفكر السلفي وقرأ كل المصادر المتوفرة عنه".‏

وتنقل الصحيفة عن الأنصاري روايته لقصته، بدءا من دخوله إلى أول تنظيم إرهابي في تموز 2005، ثم الأداور التي أداها والمناصب التي شغلها قائلا: "حضر إلي احد ‏أصدقائي المقربين وعرض الانضمام إلى تنظيم أنصار السنة الذي كان يعرف سابقا بتنظيم ‏أنصار الإسلام لعلمه بانتمائي من الناحية العقائدية الى المجاميع السلفية، وبعد ان وافقت على ‏الانضمام جمعني بشخص آخر علمت انه كان مسؤول الجانب الإعلامي للتنظيم وسألني عن ‏تحصيلي الدراسي وجلس للحديث معي لاختباري بأمور كثيرة".‏

وأضاف: "انضممت إلى الوحدة الإعلامية كوني أحمل شهادة جامعية ولديّ خزين ‏فكري ومعرفي لا بأس به، وأصبحت ضمن مجموعة مكونة من خمسة اشخاص يعملون ‏كوحدة إعلامية خاصة بأنصار السنة، وكان دوري في البداية هو تصوير العمليات التي ‏تستهدف القوات الأمنية من تفجير عبوات ومفخخات وطباعة اقراص العمليات التي كانت تنفذ ‏من قبل التنظيم وتوزيعها على الجوامع والأسواق، كما كنت مسؤولا عن طباعة مجلة خاصة ‏بالتنظيم تنشر بشكل دوري وتحتوي على مجموعة من المواضيع التي تحمل طابعا تثقيفيا ‏للأمور الشرعية وتكون موجهة للشباب بشكل اكبر مما للفئات العمرية الأخرى".‏
المرحلة الثانية للأنصاري كانت، كما يقول: "الانضمام إلى معسكر الجند في التنظيم، ولحوالي ‏خمسة أعوام نفذنا فيها الكثير من العمليات أهمها الاشتباكات مع القوات الأمنية العراقية من ‏الجيش العراقي وقوات الاحتلال"، لافتا الى تنفيذه "٩ عمليات إرهابية منها تفجير سيارتين ‏مفخختين بالإضافة الى زرع العديد من العبوات الناسفة، وكنت أتقاضى راتبا شهريا قدره 75 ‏ألف دينار".

وحتى عام 2010، استمر الأنـصاري على هذه الحال، لكن و "بسبب التناحر مابين تنظيم أنصار السنة وتنظيم ‏الدولة الإسلامية على أحقية وأسبقية كل منهما في السيطرة على المنطقة بتلك الفترة التجأت ‏إلى السفر بحجة أداء العمرة والتخفي من أفراد تنظيم داعش وتركت المحافظة" مبينا: "بعد عودتي من السفر في ‏الاشهر الاولى عام 2011، بدأنا بتصفية مجموعة من أفراد تنظيم داعش عن طريق عمليات ‏اغتيال منظمة، وعلى ما اذكر كانوا ثلاثة أشخاص بالإضافة إلى تصفية احد أفراد مجموعتنا ‏بعد أن عمل مع القوات الأمنية كمصدر، وكذلك استهداف أفراد القوات الأمنية".

ويكمل :"استمررت ‏بالعمل وفق هذه الطريقة متنقلا بين زقاق وآخر، حتى أصبحت مسؤول الوحدة الإعلامية ‏ومسؤول وحدة الاغتيالات، ولقد تمت متابعتي من قبل القوات الأمنية إلى أن اعتقلت في ‏الشهر الثالث من عام 2014"، مضيفا "دخلت مرحلة جديدة وأنا محتجز لدى القوات الأمنية من خلال التعرف ‏على مجموعة كانوا يعملون في تنظيم داعش".

في هذه الأثناء، يوضح أبو حسن الأنصاري: "دخل تنظيم  داعش واحتل المحافظة، وقام ‏باقتحام السجون وإخراجنا ورجعت الى بيتي"، ثم "وبعد شهرين ذهبنا انا وثلاثة من الأصدقاء ممن ‏كنا في تنظيم أنصار السنة الى القصور الرئاسية ورددنا البيعة بالصيغة المعهودة وانضممنا ‏الى التنظيم".‏

بعد انضمامه إلى داعش، بدأ الأنصاري فترة جديدة بأدوار مختلفة، متحدثاً عنها بقوله: "تنسبت إلى ديوان الجند في قسم ‏المعسكرات وشغلت منصب نائب معاون مسؤول المعسكر، بالإضافة الى مجلس المعسكر ‏المتكون من مسؤول المعسكر ومسؤول التدريب ومسؤول الأرزاق، وتم تسليمي سلاحين ‏احدهما مسدس والآخر كلاشنكوف مع الأعتدة، وكنا نعمل على تدريب المقاتلين الجدد وكانت ‏مدة دورتهم شهرا واحدا"، مبينا أن "استلام المقاتلين كان يجري من منطقة القصور الرئاسية".‏

عملية التدريب التي تجري في المعسكر الذي كان الأنصاري أحد مسؤوليه، تنقسم كما يبيّن، إلى عدة دورات "منها دورة في استخدام الأسلحة ‏بمختلف أنواعها، تبدأ بالمسدس والكلاشنكوف والبي كي سي والار بي جي (قاذفة)، وهذا كله ‏في مدة شهر واحد مع وجود خيم للمبيت وتقديم وجبات طعام، ثم وبعد إكمال منهاج الدورة ‏العسكرية هنالك دروس في الأمور الشرعية يتم إعطاؤها من قبل الوالي الشرعي تتحدث عن ‏الطهارة والصلاة والتوحيد الى ان يتخرج المقاتل لديه إلمام بكل الدروس، ثم نعيده الى منطقة ‏القصور ليتم تنظيم قوائم الكفالات ومن ثم تنسيبهم كمقاتلين بمختلف القواطع بعد تسليمهم ‏الأسلحة".‏

في 2015، تسلم بائع الكتب سابقاً، منصب مسؤول معسكر "أبي عزام الأنصاري" بعد مقتل من كان يشغله، ويقول:  "تم تخريج حوالي عشرين دورة على يديه، ووصل عدد ‏المقاتلين فيها إلى أكثر من 2000 مقاتل من مختلف الأعمار كانوا من ضمنهم ما يسمى ‏بأشبال الخلافة بفترة تجاوزت السنة، الى ان قمت بالذهاب الى سوريا ومن ثم هربت الى ‏تركيا".‏

ويعزو الإرهابي سبب هروبه إلى تركيا، كما تنقل صحيفة "القضاء" إلى "المشاكل على الاحقية بتولي مسؤولية المعسكر وظهور ‏مجموعة مقربة من أبو بكر البغدادي تنافسه عليه"، مشيرا إلى أن "فراره كان عن طريق مهرب ‏كان يعمل مع التنظيم، واستقر في تركيا قرابة العامين وبعدها عاد إلى العراق بجواز مرور ‏وتم إلقاء القبض عليه في مطار بغداد.".

وللأنصاري إصدار نشر على وكالة أعماق التي تمثل الوجه الإعلامي لتنظيم داعش الإرهابي ‏حمل اسم (دماء الجهاد /1)، يعرض فيه مراحل التدريب، وظهر كمتحدث وحيد في هذا الفيديو، بحسب الـصحيفة: "كونه مسؤول معسكر أبي عزام الأنصاري وعلى مرات عدة، وفي كل ظهور يشرح جانبا من ‏جوانب التدريب بالإضافة إلى عرض مجموعة كبيرة من المتدربين ويبلغ طول هذا الإصدار ‏ما يقارب الأربعة دقائق".
 

13-10-2019, 05:55
العودة للخلف