بغداد اليوم- بغداد
بعد أربعة أيام من الغارات الجوية المكثفة للقوات التركية وارسال التعزيزات إلى مناطق في شمال شرقي سوريا، توغلت الاخيرة بعمق 8 كلم داخل سوريا، فيما أكدت مقتل مئات العناصر من الفصائل الكردية مقابل ثلاثة جنود أتراك، حتى الآن، لتحقيق المرحلة الأولى من عملية ’’نبع السلام’’.
وتوغلت القوات التركية وقوات المعارضة السورية إلى عمق ثمانية كيلومترات داخل سوريا، وسيطرت على 15 قرية في محيط تل أبيض ورأس العين وعلى حاجز لقوات "سوريا الديمقراطية" عند المدخل الشرقي لرأس العين.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال في تصريح صحفي إن هدف المرحلة الأولى من عملية "نبع السلام" هو التوغل بعمق 30 كلم داخل الأراضي السورية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد اعلن الأربعاء (9 تشرين الأول 2019) إطلاق الجيش التركي والجيش السوري الحر العملية العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم "داعش" مؤكدا أن هدف العملية القضاء على ما وصفه بالممر الإرهابي شمال شرقي سوريا.
وقال أردوغان في تغريدات على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، "أطلق الجيش التركي بالتعاون مع الجيش الوطني السوري عملية نبع السلام ضد وحدات حماية الشعب وتنظيم داعش شمال سوريا".
وفي أول تعليق لزعيم عربي، على التوغل التركي، رأى رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح إن "التوغل التركي العسكري في سوريا تصعيد خطير".
وكتب صالح عبر تغريدة على منصة تويتر: "سيسبب كارثة إنسانية، ويُعزز قدرة الإرهابيين لإعادة تنظيم فلولهم، ويشكل خطراً على الأمن الإقليمي والدولي".
وأضاف الرئيس العراقي "يجب أن يتوحد المجتمع الدولي لتدارك الكارثة".
وتابع بأن على المجتمع الدولي "دعم حل سياسي لمعاناة السوريين، والكرد منهم، للتمتع بحقوقهم في السلام والأمن والكرامة".
وأعلنت وزارة الخارجية، أن العراق سيترأس اليوم السبت الجلسة الطارئة لمجلس وزراء الخارجية لمناقشة التوغل التركي في الأراضي السورية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الدكتور احمد الصحاف، في بيان، أن "العراق سيترأس اليوم السبت الجلسة الطارئة لمجلس وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية بالقاهرة".
وكانت جامعة الدول العربية قررت الأربعاء الماضي عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم السبت المقبل بناء على طلب مصر.
إلى ذلك، وصل وزير الخارجية محمد الحكيم رئيس مجلس الجامعة العربية في دورته الحالية إلى القاهرة أمس الجمعة، لرئاسة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي يعقد اليوم السبت.
وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أن الاجتماع الطارئ يأتي لبحث العدوان التركي على الأراضي السورية، الذي يمثل اعتداءً غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو في الجامعة، استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
الموقف العراقي من التوغل
ولم تتوقف التصريحات المنددة بالتوغل التركي في سوريا، على رئيس الجمهورية، والخارجية العراقية، بل تعدتها لزعماء التحالفات السياسية في البلاد.
ورأى رئيس اقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، الجمعة (11 تشرين الأول الجاري) أن الحرب والصدامات لا تزيد المنطقة إلا تعقيداً وفوضى، وتقضي على المكاسب المتحققة من هزيمة داعش.
ونقل بيان لرئاسة الاقليم عن بارزاني قوله بشأن العمليات العسكرية في شرق الفرات بسوريا – ذات الغالبية الكردية- "نراقب الوضع بدقة ومنذ البداية، وننظر بحزن وقلق عميقين إلى العمليات العسكرية في شرق الفرات بسوريا، خاصة وأن الفصائل المتشددة في المعارضة السورية مشاركة فيها".
وبين إن "الحرب تفتح الباب في وجه قتل وتشريد ونزوح المدنيين، وتجدد خلق عدم الاستقرار في عموم المنطقة، وتجعل تهديدات ومخاطر عودة بروز الإرهاب أكبر وأكثر جدية".
من جهته رأى زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، الخميس (10 تشرين الأول 2019) ان التدخل التركي بسوريا غير مبرر، مشيرا الى انه سيزيد التوتر في المنطقة.
ودعا المالكي المجتمع الدولي الى "ان يكون له موقف من هذا الامر".
فيما حذر زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي، الجمعة (11 تشرين الأول 2019) من انعكاسات سلبية ومضاعفات خطيرة ستطال العراق نتيجة توغل الجيش التركي في سوريا.
وقال علاوي في بيان ان "مئات الالاف من المواطنين سيفرون نحو العراق نتيجة العمليات العسكرية"، لافتاً الى ان" خلايا داعش النائمة ستستغل الموقف".
ودعا علاوي الحكومة الى "التهيؤ لكافة الاحتمالات سواء بوضع الخطط اللازمة لذلك من جهة، ومناقشة الملف برمته دولياً من جهة اخرى بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وكذلك ارسال وفد رفيع المستوى الى تركيا لمناقشة كافة التداعيات المحتملة".
وطالب بـ "توفير سبل الدعم الكافي واللازم لإقليم كردستان بوصفه المحطة الرئيسة التي سينزح لها الفارين من شرقي الفرات".