بغداد اليوم- بغداد
بشكل غير متوقع، شهدت عدة مدن مصرية بينها القاهرة، مساء يوم أمس الجمعة، تظاهرات تطالب برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ذو القبضة الأمنية المحكمة على البلاد، بعد جدل واسع حول "تورطه" والجيش المصري بمشاريع عملاقة يشوبها الفساد، بناءً على أحاديث رجل أعمال كان يشارك في تنفيذ تلك المشاريع.
واستجابة لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، تجمع العشرات من المتظاهرين في ميدان التحرير وسط القاهرة، وهو المكان الذي انطلقت منه الاحتجاجات الشعبية عام 2011 ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك واطاحت بنظامه، ورددوا هتافات تطالب السيسي بالرحيل، ليتجمع غيرهم في مدن الإسكندرية، والمحلة ودمياط في دلتا النيل، إضافة إلى مدينة السويس مرددين الهتافات نفسها.
ومن جانبها، سارعت الشرطة المصرية إلى تفريق التظاهرات وأطلقت الغاز المسيل للدموع وسط المشاركين فيها، كما أفادت وسائل إعلام باعتقال بعض المتظاهرين، وسط انتشار مكثف للأجهزة الأمنية في الأماكن المحيطة بمواقع التظاهرات.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق التظاهرات وهتافات المطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم (#ميدان_التحرير)، وقد لقيت تفاعلاً واسعاً من جانب مصريين كثر أكد بعضهم عزمه النزول إلى الشوارع مجدداً.
وجاء ذلك، أن بث رجل أعمال مصري يدعى محمد علي، ويعيش في اسبانيا، مقاطع فيديو على الانترنت تحدث فيها عن "فساد كبير" في مشاريع عملاقة ينفذها الجيش المصري وبناء الرئيس عبد الفتاح السيسي قصورا خاصة، أكد أنه شارك في تنفيذ بعض منها، وأن الحكومة المصرية مدينة له، وقد شُوهدت تلك المقاطع ملايين المرات، وفجرت جدلاً شعبيا واسعا.
ورد السيسي على حديث علي بشكل غير مباشر ودون ذكره بالاسم، مؤكدا للشعب المصري أن القصور التي تم بناءها هي لـ"مصر" وليس لعائلته، التي اتهم رجل الأعمال محمد علي بعض افرادها بالفساد أيضاً.
وبالتزامن مع ذلك، اثار اعتقال شقيق وائل غنيم، الناشط المصري وأيقونة ثورة 25 يناير ضد نظام حسني مبارك، بعد أن وجه انتقادات لاذعة، من منزله في أميركا، لعبد الفتاح السيسي، غضبا واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.